المشروعُ القرآني في مُواجهة المشروع الصهيوني
أفق نيوز |أحمد المتوكل
الإبادة الجماعية والاستهداف الشامل لكل مقومات الحياة، ومنع دخول الماء والغذاء والدواء هو ما يقوم به العدوّ الإسرائيلي اليهودي بحق الفلسطينيين واللبنانيين في قطاع غزه ولبنان وبمساعدة ودعم من أمريكا والأنظمة العربية المتصهينة.
لم يكن (طُوفَان الأقصى) في السابع من أُكتوبر وشماعة استعادة الأسرى هو الدافع الإسرائيلي لاستهداف غزه ولبنان، بل هو امتداد لسلسلة جرائمه الصهيونية على مدى خمسة وسبعين عامًا من احتلاله لفلسطين وتنفيذًا لمخطّطه الإجرامي الخبيث في السعي لإنشاء دولته المزعومة والتي يسميها بدولة “إسرائيل الكبرى”، والتي تمتد من النيل في مصر إلى الفرات في العراق، وتضم جزءًا من مصر وثلثَي السعوديّة وتشمل مكة والمدينة ودول الشام والعراق.
كان لا بُـدَّ للعدو الإسرائيلي لتحقيق هدفه وإنشاء دولته المزعومة أن يقوم بتغييرات جيوسياسية في المنطقة العربية، وإشعال الثورات والحروب الأهلية لتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، وتهيئة الأنظمة العربية للتطبيع، وصناعة القاعدة وداعش والجماعات التكفيرية لتهيئة البلدان للاحتلال الأمريكي والإسرائيلي.
الجدير بالذكر أن النظام السعوديّ هو النظام السبَّاق في قتل المسلمين قبل العدوّ الإسرائيلي، فقد قتل أكثر من ثلاثة آلاف حاج يمني فيما تُعرف بمجزرة تنومة، وذلك قبل احتلال اليهود لفلسطين، وهو أول من سارع في إهداء فلسطين لليهود وسمَّاهم بالمساكين، وهو من شنَّ عدوانه لأكثر من عشر سنوات على اليمن؛ بهَدفِ إفشال ثورة الواحد والعشرون من سبتمبر وإعادة اليمن لحضن التطبيع ومنع سيطرة أنصار الله لمضيق باب المندب وكل ذلك يصب في حماية العدوّ الإسرائيلي ومساعدته في إنشاء دولته المزعومة، ولم يكتفِ النظام السعوديّ عند هذا الحد، بل قام بدعم الجماعات التكفيرية في سوريا والعراق، وإشعال الاقتتال في السودان بمساندة من شريكه الإماراتي.
سواءٌ أكان هناك محور مقاومة أَو لم يكن، فالعدوّ الإسرائيلي بمساندة من صهاينة العرب ماضٍ في مشروع إقامة دولته المزعومة، لكن هيهات له ذلك، فهناك محور مقاومة لديه مشروع قرآني يتحقّق على يديه الوعد الإلـٰهي، ومهما تغير رؤساء أمريكا لن تتغير سياستها الشيطانية تجاه العالم، ولن تتغير مواقف الأحرار من هذه الأُمَّــة في الدفاع عن أراضيها ومقدساتها حتى يأتيَ وعد الآخرة ليسوءوا وجوه اليهود الصهاينة ومن معهم من صهاينة العرب، وكان وعدُ ربي حقًّا.