أفق نيوز
الخبر بلا حدود

مكافحة التشهير … قاتل مأجور وذراع للموساد !

126

أفق نيوز | علي الشراعي

 

إنها تعمل بشكل وثيق مع وكالة الاستخبارات الإسرائيلية والموساد , وأحيانا مع مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية .

 

 

ومن خلال أنشطتها المتعددة وقدرتها على سحق المعارضة , فربما تكون مسؤولة عن المواقف الأمريكية والسياسة الخارجية .

 

اليوم تطلق تهمة معاداة السامية ضد أي شخص يتجرأ على انتقاد العدو الصهيوني , بمن فيهم الأصوات التقدمية والمعادون اليهود للصهيونية , وشجعت على تحويل قوانين مكافحة الإرهاب إلى سلاح بهدف إسكات الجماعة المؤيدة لفلسطين .

 

-إبادة جماعية

 

نشرت صحيفة ” القدس العربي ” الصادرة في لندن بتاريخ 17 يوليو من العام الحالي 2024م مقال رأي مقال رأي للناقد الثقافي ” مارك ديري ” نقلا له من صحيفة ” لوس انجليس تايمز” تساءل فيه عن رابطة مكافحة التشهير في أمريكا المعروفة باختصار ” إي دي أل ” ونشاطها غير المعتاد في ملاحقة الناشطين المؤيدين لفلسطين أو الناقدين للعدو الصهيوني والشكاوى المتكررة ضد الكليات الموجودة بمنطقة لوس أنجليس .

 

وجاء في مقاله : ( فهذه الرابطة التي أنشئت عام 1913م , لمواجهة التعصب ضد اليهود وحظيت مرة باحترام لعملها في مجال الحريات المدنية , تقوم الآن ووسط التظاهرات العامة .

 

وما قاله المقرر الأممي الخاص للأمم المتحدة أن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية في غزة , بتمزيق سمعتها برمي اتهامات معاداة السامية على كل من ينتقد إسرائيل وبطريقة متهورة وبدون أدلة .

 

وفي ظل رئيسها الحالي ” جوناثان غرينبلات ” شنت الرابطة حملة ضد أي نقد موجه على ما يبدو لإسرائيل بشكل يثير السخرية من مهمتها المعلنة وهي ليس وقف التشهير ضد الشعب اليهودي ولكن تحقيق العدل والمعاملة المنصفة للجميع .

 

-تحذير ويكيبديا

 

ويقول ديري : ( اليوم تطلق المنظمة تهمة معاداة السامية ضد أي شخص يتجرأ على انتقاد إسرائيل , بمن فيهم الأصوات التقدمية والمعادون اليهود للصهيونية , مثل أصوات يهودية من أجل السلام . وشجعت الجامعات على تحويل قوانين مكافحة الإرهاب إلى سلاح وبهدف إسكات الجماعة المؤيدة لفلسطين ” طلاب من أجل العدالة في فلسطين “.

 

وتقوم بالتلاعب في بياناتها عن جرائم الكراهية التي يتم الاستشهاد بها على نطاق واسع من خلال وضع اليهود الليبراليين الداعين لوقف إطلاق النار في نفس الفئة لكارهي اليهود مما دفع محرري ويكيبديا من التحذير أنها [ الرابطة ] نشرت وبشكل متكرر معلومات غير صحيحة ومضللة عن معاداة السامية والنزاع في إسرائيل / فلسطين ) .

 

-قاتل مأجور

 

تحولت الرابطة وبشكل متزايد إلى قاتل مأجور للمكارثية الصهيونية . ولم يتردد موظف في الرابطة للحديث إلى صحيفة ” الغارديان ” والقول إن ” أي دي أل متحيزة لإسرائيل ولديها أجندة لقمع النشاط المؤيد لفلسطين .

 

وبالتأكيد فقد تعهد رئيسها “غريبنبلات” لاستخدام المزيد من الطاقة المركزة لمواجهة التهديد الراديكالي المضاد للصهيونية . وتحركت المنظمة لتنفيذ تهديدها في جنوب ولاية كاليفورنيا .

 

ومن بين أهدافها هي كليتى ” أوكسيندنتال وبومونا ” فقد اعلنت الرابطة في مايو 2024م , أنها رفعت مع مجموعة أخرى وهي مركز ” لويس دي برانديس لحقوق الإنسان ” شكوى ضدهم إلى وزارة التعليم بتهمة سماح الكليتين ” بتحرش قوى ومميز ضد الطلاب اليهود في خرق واضح للبند السادس من قانون الحريات المدنية لعام 1964م , وهو ما يسمح للسلطات الفدرالية حرمان المؤسسات من التمويل لو ثبت أنها مارست التمييز .

 

-معاداة السامية

 

فيما تحدث ” ديري” أنه تحدث مع رئيس فرع منظمة طلاب من أجل العدالة في فلسطين ” ماثيو فيكرز” قال إنه وزملاه الطلاب معادون لإسرائيل ويشجبون قصف المدنيين ويعتبرونه إبادة جماعية .

 

ويشجبون التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية باعتباره استعمار عنف ويستنكرون هيمنة إسرائيل على الفلسطينيين وتجريدهم من إنسانيتهم باعتباره شكلا من التمييز العنصري .

 

فشكوى رابطة مكافحة التشهير ضد الطلاب لا علاقة لها بمعاداة السامية بل بتسليح إتهامات معاداة السامية لتشوية وتكتيم ومعاقبة نقاد إسرائيل في وقت أثارت فيه أفعال إسرائيل احتجاجات في الجامعات … ومن الصعب على رابطة مكافحة التشهير أن تتخيل , ان هناك أسبابا أخرى لاستهداف إسرائيل , وأهمها مقتل أكثر من 37 ألف شخص على يد القوات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر وفقا لوزارة الصحة في غزة .

 

فالرابطة تطلق تهمة معاداة السامية ضد أي شخص يتجرأ على انتقاد إسرائيل , بمن فيهم الأصوات التقدمية والمعادون للصهيونية من اليهود , مثل أصوات يهودية من أجل السلام ). -ابتزاز وترهيب من خلال التقارير والمنشورات المتعددة العامة والخاصة , فرابطة مكافحة التشهير فرؤسائها يزعمون التصدي للتحيز والتعصب , ويمكن أن تمارس رابطة مكافحة التشهير تأثيرها القوى والترهيب الذي قد يصل إلى حد الابتزاز على المنظمات والأفراد , لا سيما في الحياة العامة .

 

إنها تقدم نسخة احتياطية لا غنى عنها من أجل الضغط الفعال للكونجرس والبيت الأبيض لصالح المساعدات الاقتصادية والعسكرية المتزايدة التي يتم تقديمها للكيان الصهيوني .وكان كثير من الاتهامات الموجهة ضد منتقدي إسرائيل والصهيونية غير دقيقة تمام , أو مشكوك فيها أو أنها كانت مبنية على أنصاف الحقائق .

 

فبعد هجمات العدو الصهيوني على لبنان في عام 1996م , ومع المجزرة التي قُتل فيها أكثر من مئات المدنيين في مجزرة قانا , فقد قال “آري شافيت” , وهو كاتب في صحيفة هارتس الصهيونية : ( إن إسرائيل يمكن أن تفلت من العقاب لأنه ليدنا رابطة مكافحة التشهير التي يعتبر دورها الرئيسي هو استهداف أولئك الذين ستحدون جدول أعمال المتنورين عن طريق وصفهم بأنهم عنصريون ) .

 

وتعريف رابطة مكافحة التشهير ( لمعاداة السامية ) الذي يزداد نطاقه يوما بعد يوم . وقد اعتبر “ناثان بيرلماتر ” التابع لرابطة مكافحة التشهير أن : ( حقيقة معاداة السامية في أمريكا تألفت من المبادرات السياسية التي تعارض المصالح اليهودية …. وأن أي استجواب لرابطة مكافحة التشهير يعتبر من قبيل العنصرية ) , كما تحدث عنها “جون موراى كوديهي ” عالم اجتماع قائلا : ( ليس فقط كل شيء يقوم اليهود بعمله أو يمتنعون عن القيام به يكون له علاقة بمعاداة السامية ,

 

ولكن أية محاولة لتفسير معاداة السامية من خلال الإشارة إلى مساهمة اليهودية إلى معاداة السامية يعتبر في حد ذاته مثيلا لمعاداة السامية !) .

 

-حقيقة الرابطة

 

يحاول الكاتب الصهيوني “إسرائيل شامير” تسليط الضوء على رابطة مكافحة التشهير الصهيونية في مقال على موقعه على الإنترنت .

 

ويتحدث شامير عن فوكسان وغيره من مديري حملات الدعاية المعادية للسامية : ( يعتبر رئيس دعاة هذه الحركة وهو أمريكي يهودي , رئيس رابطة مكافحة التشهير ” آبي فوكسمان ” فقد ألقي القبض عليه لحصوله على مبالغ كبيرة من المال من قبل الملياردير اللص المحترف مارك ريتش , وهو المحتال الذي خدع دافعي الضرائب الأمريكيين ….

 

وقد كان فوكسمان ومنظمته يجمعون الملفات عن الناس الذين اعترضوا على التفرقة العنصرية ويقومون ببيعها للموساد … وقد قاموا باقتحام المنازل وسرقة الوثائق وإدارة المراقبة للناشطين اليساريين في ولاية كاليفورنيا ) .

 

ويؤكد شامير بمقاله : ( لقد وجد أن فوكسمان ورابطة مكافحة التشهير مدانين أمام محكمة القانون الأمريكي , وقد دفعا الملايين من الدولارات للأفراد الذين قاموا بتخويفهم وترويعهم . وقد كان أفضل صاحب لفوكسمان هو أرييل شارون , وهو القاتل الجماعي بصبرا وشاتيلا وكيبي وجنين ) .

 

ذراع للموساد

 

يشير كتاب ( اغتيال روبرت ماكسويل ) للغوردن ( توماس ومارتن ديلون ) إلى قول الجاسوس المحترف الذي يعمل لصالح العدو الصهيوني : ( أن محبي السامية المحترفين أولئك الذين يصفون خصومهم بأنهم معادين للسامية لهم علاقات دائمة مع الموساد والذراع الطويل للتفرقة العنصرية الإسرائيلية وتستطيع أن تتذكر هذه العلاقات من خلال قتله ليلهامر .

 

وباختصار فإن محبي السامية هم رجال يأخذون المال من المحتالين من أجل التستر على جرائم الإبادة الجماعية للفلسطينيين ) .

 

فليس من الغريب أن يكون التركيز على معاداة السامية عنصريا بالدرجة الأولى , كما لو كان أسوأ من العنصرية ضد أي شخص آخر .

 

فالناس الذين ينتقدون معاداة السامية بدلا من العنصرية أو العرقية يقولون إنه في الواقع هناك شيء خاص بالفعل , فيما يتعلق بالتمييز ضد هذه المجموعة بعينها وبعبارة أخرى هم من العنصريين ) .

 

-خداع وتضليل

 

فيما تحدث مستشار سابقا لوزارة الخارجية الأمريكية : ( إن رابطة مكافحة التشهير قد حققت ثروة كبيرة من التبرعات التي جلبتها من خلال خداع معظم الشبكات الإعلامية ومعظم الناس في العالم بالاعتقاد غير الحقيق عن التاريخ اليهودي …. وإنه عندما تطلق رابطة مكافحة التشهير على أي شخص ينتقد إسرائيل الصهاينة أو الحركة الصهيونية – معادي السامية – , فإن هذا يعتبر شيئا من قبيل الهراء … وإنه لا يروج للأشخاص الذين يعادون اليهود أو يعادون العرب أو يعادون أية مجموعة عرقية أو عنصرية ) .

 

لقد حان الوقت للإعلاميين وعلماء اللغويات والسياسيين والزعماء الدينيين وغيرهم أن يعرفوا حقائق السامية وإساءة استخدامها . إذا لم يكن كذلك , سوف يستمر السماح للمشعوذين بسوء التعامل مع لغتنا , واستغلال الآخرين بما في ذلك اليهود والعرب والأمريكيين والبريطانيين وغيرهم من خلال اعتبارهم معادون للسامية .

 

إذا كانوا ينطقون بأي كلام ضد إسرائيل – وهي ليست دولة سامية – أو الصهاينة – وهم مجموعة سياسية وليست يهودية وليس لها أية علاقة بالسامية – .( الحقيقة تحررك , ديفيد آيك ) .

 

-بقاء الصهيونية

 

لقد خدمت ادعاءات معاداة السامية القيادة الإشكنازية بشكل كبير , وفي هذا قال الدكتور ( نوهان جولدمان ) رئيسا سابق للمؤتمر اليهودي العالمي : ( التراجع الحالي لمعاداة السامية قد يشكل خطرا جديدا على بقاء اليهود .

 

كما أن اختفاء معاداة السامية بمعناها الكلاسيكي , في حين أنه يعود بالنفع على الوضع السياسي والمادي للمجتمعات اليهودية فقد كان له تأثير سلبي على الحياة الداخلية لنا .

 

من جانبه أكد ( ليو فيفر ) في المؤتمر اليهودي الأمريكي أيضا : ( أنه كان من الممكن أن نعتبر أن وجود بعض معادي السامية يعتبر أمرا ضروريا من أجل ضمان بقاء اليهودية أو بالأحرى بقاء الصهيونية ) .

 

-تلمود الإرهاب

 

إن الأشكال المتطرفة للعقيدة اليهودية والتي تتمثل كنموذج في ( التلمود البابلي ) تعتبر عنصرية بشكل كبير وما تستطيع أن تقوله عن مثل هذه التصريحات التي أدلى بها ( رفائيل إيتان ) وهو زعيم سابق لحزب الليكود الصهيوني بقوله : ( العربي الوحيد الجيد هو العربي الميت … فمنذ أن سكنا في الأرض , وما يستطيع جميع العرب القيام به حيال ذلك هو الالتفاف حول أنفسهم مثل الصراصير المخدرة في زجاجة ) .

 

فيعلق آيك بالقول : ( فهذه ليست هي وجهة نظر الناس بشكل عام وليست وجهة نظر مطلقة . ولكن هي وجهة نظر المجموعة المتطرفة التي كانت على صلة بأدولف هتلر والنازيين , والتي تحكم دولة إسرائيل منذ أن أصبحت هي القوة المروعة في الوجود في عام 1948م من قبل الجماعات الإرهابية الإشكنازية مثل الأرغون شتيرن , والتي أنجبت رؤساء الوزراء اللاحقين مثل إسحق شامير ومناحيم بيجن وشارون – واليوم الإرهابي بنيامين نتنياهو وجرائمه منذ اكثر من 400 يوم في غزة – ) .

 

-قانون العنصرية

 

ويختتم ديفيد آيك بأن حقيقة الكيان الصهيوني والأجهزة والمؤسسات المرتبطة بخدمته ومنها رابطة حركة مكافحة التشهير إن الإرهاب يقوم على العنصرية المؤسسية المكتوبة في قانون العدو الصهيوني .

 

ويمكن أن ينتقل الشعب اليهودي أو الإشكنازي إلى إسرائيل , ويعلن المواطنة , ويمنح كل الامتيازات التي حرم منها الفلسطينيون الذين عاشوا في تلك الأرض منذ مئات السنين .

 

فقد كتب الإرهابي شامير في مجلة شتيرن : ( لا يمكن استخدام الأخلاق اليهودية أو التقاليد اليهودية لعدم السماح باستخدام الإرهاب كوسيلة للحرب .

 

كما أننا نكون بعيدين جدا عن أي تردد أخلاقي عندما نتعامل مع النضال الوطني .

 

وأولا وقبل كل شيء يعتبر الإرهاب بالنسبة لنا جزءا من الحرب السياسية الملائمة لظروف اليوم ) .

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com