المرحلة لا تحتمل الأوهام
أفق نيوز – بقلم – أحمد الزبيري
نسمع هذه الايام نغمات تفاؤلية عن خطط سلام مع السعودية في وقت تعيش فيه المنطقة خضم أزمات وصراعات وحروب بعضها بدأ منذ عقد أما الاخيرة تكمل سنتها الاولى وتدخل الثانية ونعني عدوان تحالف الشر على بلادنا بدءً من الرياض مرورا بأبوظبي وتل ابيب وصولاً الى لندن وواشنطن والثانية حرب الإبادة على غزة ولبنان.
قد يكون للمتفائلين اسبابهم وهي خليط من التذاكي والحسابات احياناً الشخصية واحياناً الوهم يكون له دور .. فلا يتوهمن احد ان النظام السعودي يمكن ان يكون حمامة سلام وانه بالامكان ان يتمرد على حَماته انما التصريحات والمفاوضات والتراجعات والتقدمات في اتجاه التفاهمات جزء من عملية توزيع الادوار وما زال المايسترو لجوقة حسب الله النفطية الامبراطورية القديمة بريطانيا والجديدة أمريكا وضف اليهم كيان العدو الصهيوني وكما هو واضح من الحرب العدوانية والابادة الجماعية في غزة والعدوان على لبنان ان المسالة اكبر من غزة واكبر من تدمير حزب الله او ابعاده حتى الى ما بعد الليطاني.. انها اعادة رسم خرائط للمنطقة كما قال نتنياهو ولكن على ما يبدو ان العرب لا يفهمون ونعني هنا شعوب وانظمة والحديث هنا لا ينطبق على المطبعين او الذين في طريقهم الى التطبيع لان هؤلاء قد يكونوا واعيين لما يجري وهم جزء من اللعبة لكن تنفيذاً لأوامر الاسياد .
باختصار اعدائنا لا يفهمون الا لغة القوة حتى وان كانوا يسمون عرباً وهم على شاكلة من رباهم ومن يحميهم وهم يلعبون خارج المبادئ والقيم والشرائع السماوية والارضية وبالتالي الحديث عن خطط سلام ينبغي ان يكون اكثر حذراً حتى لا يكون تسويقا للوهم فما اوصلنا لكل ما نحن فيه هو الوهم والمتاجرين به .. صحيح ان الحقيقة مرة والبعض لا يتقبلها لأنها لا تناسب هواه لكنها تظل حقيقة .
وهنا علينا التأكيد ان التمنيات والتخيلات نتائجها قد تكون كارثية خاصة اذا جاءت ممن يحسبون على هذا البلد انهم واعيين وفاهمين وفي موقع المسئولية لانه يصدقهم البعض ويبني على ما يقولونه اولئك اللذين لا يدركون ما يهرفون به .
عموماً علينا ان نركز على معركتنا حتى نعيد نحن رسم الخرائط وليس تحالف الشر ولا يحتاج ان نكرر ان اسنادنا ونصرتنا لغزة ولبنان هو انتصاراً لأنفسنا ..وأي فهم خارج هذا المعنى خاطئ وسيكون له تبعات مأساوية وعلينا ان نركز على حقائق أن اعدائنا لا يفهمون الا لغة القوة وان ثلثي الأرض اليمنية ما زالت تحت احتلال الغزاة وان الصهاينة باتوا على جزرنا ولا مكان هنا للأمنيات والتمنيات بعد ان ذهبنا الى الرياض وجاء سفيرهم الى صنعاء ويريدون ان يقدموا انفسهم وسطاء وهم يحتلون البر والبحر ..فالاحتلال احتلا ولا فرق بين إسرائيل و(الشيقتان) الصغرى والكبرى..واللعب مع هؤلاء واسيادهم خطير.