أفق نيوز
الخبر بلا حدود

بعد استعراضه بعضلات أمريكا والغرب.. الكيان يرضخ للمفاوضات

28

كان الكيان الصهيوني يُمنّي نفسه بالخلاص من حزب الله، باغتياله قادة الحزب وفي مقدمتهم شهيد الإسلام والمسلمين السيد حسن نصرالله، إلا أن ما ثبت هو أن الحزب منظمة مؤسسية قائمة على فكرة، ولن يتراجع عن ما وضعه من أهداف منذ تأسيسه، وهو تحرير الأرض واستئصال الغدة السرطانية الصهيونية من المنطقة.

بثلاثي الإيمان والقوة والثبات

 تنامت قوة الحزب وظهرت أجيال من أسلحته الصاعقة والمفاجئة للعدو، بدأها قبيل اندلاع المواجهات، بكشفه النقاب عن المجمعات الصاروخية المتطورة “عماد 4” و”عماد 5″، التي تضم آلاف الصواريخ متعددة القدرات والمهام.. أخفقت تقديرات العدو في تحديد حجم ترسانة حزب الله، ووضع فرضيات وتكهنات ثم شن عدوانه فكان الرد شاهدا أظهر للعالم أن الكيان إنما كان يراهن على السراب باغتياله قادة المقاومة، فالحزب ازداد قوة، وما فشل العدو في تحقيقه في 2000 و2006، لم يتمكن من تحقيقه في معركة طوفان الأقصى  وقد صار الحزب أقوى بإيمانه وقوته وثباته.

 

الأرقام تكشف خسائر العدو

أجملت المقاومة الإسلامية في لبنان عملياتها منذ الـ7 أكتوبر من العام الماضي في البيان رقم(4638) مؤكدة أن اجمال عملياتها بلغت أكثر من (4637 )عمليّة عسكريّة (مُعلن عنها) خلال (417 ) يومًا بمعدل 11 عمليّة يوميًا.

وقالت غرفة عمليّات المُقاومة الإسلاميّة في البيان رقم 4638: “دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد، وإسنادًا لمُقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن شعبنا اللبناني الصامد، أكملت المُقاومة الإسلاميّة طريقها ملبيةً أمر أمينها العام وشهيدها الأسمى سماحة السيد حسن نصر الله قدس سره الشريف، وحامل الراية من بعده، سماحة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم حفظه الله، واستمرّت على عهدها وجهادها على مدى أكثر من 13 شهرًا”.

وأكَّدت أنَّ المقاومة “تمكنت من تحقيق النصر على العدو الواهم الذي لم يستطع النيل من عزيمتها ولا من كسر إرادتها، وكانت الكلمة للميدان الذي استطاع برجاله المُجاهدين الأطهار، المُتوكلين على الله تعالى من إسقاط أهدافه، وهزيمة جيشه، وسطروا بدمائهم ملاحم الصمود والثبات في معركتَي طوفان الأقصى وأولي البأس”.

ولفتت إلى أنّها شنت (1666 )عمليّة عسكريّة متنوعة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان وانطلاق عمليّات أولي البأس في 17-09-2024، وبمعدل 23 عمليّة يوميّا. استهدفت هذه العمليات مواقع وثكنات وقواعد جيش العدو الإسرائيلي، والمدن والمستوطنات الإسرائيلية بدءاً من الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة حتى ما بعد مدينة تل أبيب، كما تضمنت التصدي البطولي للتوغلات البريّة لقوات العدو داخل الأراضي اللبنانيّة”.

وأضاف البيان: “في إطار عمليّات “أولي البأس” نفذت المُقاومة الإسلاميّة (105 )عمليّات عسكريّة، ضمن سلسلة عمليّات خيبر النوعيّة، استهدفت من خلالها عشرات القواعد العسكريّة والأمنيّة الإستراتيجيّة والحساسة، والتي جرى استهدافها للمرّة الأولى في تاريخ الكيان، باستعمال الصواريخ النوعيّة البالستيّة والدقيقة، والمُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة التي وصلت حتى ما بعد “تل أبيب”، بعمق 150 كلم داخل الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة”.

هذا، وأعلنت غرفة عمليات المقاومة عن “الحصيلة التراكميّة للخسائر التي تكبدها جيش العدو الإسرائيلي منذ إعلانه عن بدء التقدم البرّي داخل الأراضي اللبنانيّة في 01-10-2024 وحتى تاريخ إصدار هذا البيان:

–  مقتل أكثر من 130 جندياً وضابطاً وأكثر من 1250 جريحاً.

–  تدمير 59 دبابة ميركافا، و11 جرّافة عسكريّة، وآليّتي هامر، ومُدرّعتين، وناقلتي جند.

–  إسقاط 6 مُسيّرات من طراز “هرمز 450″، ومُسيّرَتين من طراز “هرمز 900″، ومُحلّقة “كوادكوبتر”.

مع الإشارة إلى أنّ هذه الحصيلة لا تتضمّن خسائر العدوّ الإسرائيلي في القواعد والمواقع والثكنات العسكريّة والمُستوطنات والمُدن المُحتلّة”.

الفشل البري للعدو

 

وأكَّدت المقومة في بيانها أنَّه “طوال العمليّة البريّة لجيش العدو الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، ومنذ 01-10-2024، وبفعل ثبات مجاهدينا في الميدان، لم تفلح محاولات القوات المعادية المتوغلة في الاحتلال والتثبيت في أي بلدة من بلدات النسق الأول من الجبهة – علمًا أن هذه البلدات  كانت تتعرض للاعتداءات منذ بدء “طوفان الأقصى”- كما لم تفلح في إقامة منطقة عسكريّة وأمنية عازلة كما كان يأمل العدو، وكذلك لم تتمكن من إحباط إطلاق الصواريخ والمُسيّرات على الداخل المُحتل؛ وحتى اليوم الأخير من العدوان،  واصل مجاهدونا استهداف عمق العدو من داخل البلدات الحدوديّة”.

وأشارت إلى أنَّ “المرحلة الثانية من العمليّة البريّة لم تكن إلا إعلانًا سياسيًا وإعلاميًا، إذ لم يتمكن العدو من التقدم إلى بلدات النسق الثاني من الجبهة، وتلقى خسائر كبيرة في الخيام التي انسحب منها ثلاث مرّات، وعيناثا، طلوسة، وبنت جبيل والقوزح. فيما كانت محاولة التقدم الوحيدة إلى بلدات البيّاضة وشمع في القطاع الغربي، والتي أصبحت مقبرة لدبابات وجنود نخبة جيش العدو الذين انسحبوا منها تحت ضربات المجاهدين”.

وأوضحت أنَّ “خطط المُقاومة الدفاعيّة مبنيّة على نظام الدفاع البُقَعي، ولقد أعدّت المُقاومة أكثر من 300 خط دفاع جنوبي نهر الليطاني، كانت كل بقعة فيها على أعلى مستوى من الجاهزية من حيث العديد والعتاد والإمكانات، وما حصل في البيّاضة والخيام خير دليل”.

وشدَّدت غرفة عمليّات المُقاومة الإسلامية على أن مجاهديها ومن مُختلف الاختصاصات العسكريّة سيبقون على أتم الجهوزيّة للتعامل مع أطماع العدو الإسرائيلي واعتداءاته، وأن أعينهم ستبقى تتابع تحركات وانسحابات قوّات العدو إلى ما خلف الحدود، وأيديهم ستبقى على الزناد، دفاعاً عن سيادة لبنان وفي سبيل رفعة وكرامة شعبه.

هذا، وتوجّهت إلى الأهالي الشرفاء بالقول: “يا أكرم الناس وأطهر الناس وأشرف الناس، يا شعبنا العزيز والأبي، يا أبناء وطننا الأحرار، يا من حطّمتم بصمودكم الأسطوري وتضحياتكم التي لم تقف عند حدّ أوهامَ العدو، فكان النصر من الله تعالى حليف القضيّة الحقّة التي احتضنتموها وحملتموها عائدين إلى قراكم وبيوتكم بشموخ وعنفوان؛ تجوبون بالنصر أرجاء الدنيا، وتحملون الراية الشامخة والراسخة في الميدان والوجدان، والتي ستبقى عصيّة على القهر والعدوان”.

وأكَّدت أن “المُقاومة الإسلاميّة التي قدّمت في سبيل الله والدفاع عن أرضها وشعبها، وعلى طريق نصرة المظلومين في فلسطين، خيرة قادتها ومجاهديها، تتوجه اليوم إليكم، وإلى كل الأحرار في العالم، وللمجاهدين في الساحات، بتحيّة السلاح والجهاد والشهادة والنصر”.

وختمت غرفة عمليات المقاومة معاهدةً “باسم مجاهديها وفرسانها كل الدماء الزاكية، والأرواح الطاهرة، بأن تكمل طريق المُقاومة بعزيمة أكبر، وبأن تستمر في الوقوف إلى جانب المظلومين والمستضعفين والمجاهدين في فلسطين بعاصمتها القدس الشريف التي ستبقى عنواناً وطريقاً للأجيال الحالمة بالحرية والتحرير”.

  

نتنياهو يستغيث

أوجعت عمليات حزب الله البطولية العدو ومن وراءه أمريكا، وتسارعت وتيرة الهجمات مع ما ترافق معها من خسائر فادحة لا تُحتمل في عديد العدو وعتاده، يقول (نارام سرجون) في تناولٓة تحليلية: “تخيلوا أن كل حلف الناتو يقاتل الآن ضد جنوب لبنان .. كل أوروبا وأمريكا وكل العملاء العرب.. وهؤلاء الشباب اللبنانيون أبناء القرى البسطاء (السوبرمانات) كأنهم زوار من كوكب آخر .. منعوا حلف الناتو كله بكل تقنياته العسكرية من دخول قرية لبنانية والبقاء فيها آمنا .. شيء خارق .. أشبه بالمعجزات .. لا يمكن أن تكون طاقة بشرية هذه التي تقاتل تحت هذا الكم من القنابل والغارات والتنصت والتجسس والأقمار الصناعية والخيانات والعملاء.

لذلك تداعت القوى الاستعمارية لنداء كيان العدو، سعيا لإنقاذ ممثلهم الصهيوني من الوقوع كسيحا في المنطقة لتتضح بذلك صورة الهزيمة النكراء التي مني بها العدو الصهيوني عقب استعراضه بعضلات أمريكا وبريطانيا والغرب، فلا التهديد ولا الفعل الاجرامي أوصلاه لشيء سوى لمزيد من الانكسار، ولمزيد من التأكيد على أن الكيان لم يعد له مكان في الجغرافية اليوم أو غدا، فالعد التنازلي قد بدأ في السابع من أكتوبر 2023، ويوم تبلور محور المقاومة وصار لوحة واضحة بتفاصيلها ونقاط القوة فيها.

 

وجع الهزيمة

قرار وقف إطلاق النار في لبنان  لم يرُق لبعض الصهاينة وإن كانت في قرارة أنفسهم، حاجة ملّحة، تصب في مصلحتهم فتدحرج الكرة أكثر قد يصل بهم إلى الواقع الذي يخشونه وهو نهاية أسطورتهم التي ظلت تحاصر العرب والمسلمين طيلة (75) عاما خصوصا مع هذا العجز في تحقيق إنجازات ملموسة على مستوى جبهتي غزة ولبنان، مع استمرار لتصاعد هجمات المقاومة، وقد وصف ما يسمى بوزير “الأمن القومي” الصهيوني إيتمار بن غفير هذه الخطوة بـ “الفشل التاريخي” أمام حزب الله، وعلى غرار بن غفير، وصف رئيس المجلس الإقليمي لـ “ماتيه آشر” في الشمال، المدعو الصهيوني موشيه دافيدوفيتش، الاتفاق مع حزب الله بـ “العار”، قائلاً: “هناك تقصير هائل من قبل الحكومة التي تعود إلى مفهوم ما قبل الحرب، إذ تسعى لشراء الهدوء بأيّ ثمن” حسب الصهيوني دافيدوفيتش.

وباستثناء البعض ممن تزيد لديهم حِدة التطرف درجة، كأمثال بنغفير ودافيدوفيتش وسيموترتش، فان قادة الكيان يرون إبرام اتفاق وقف إطلاق النار سلامة وتأمين للكيان ومستوطنيه من الهلاك.

 

إجماع صهيوني على الهزيمة

 

شواهد كثيرة لا يمكن حصرها على أن كيان العدو ذهب للمفاوضات مرغما تحت ضربات حزب الله النوعية، بعد 66 يوما من المعارك البرية التي لم يتمكن خلالها العدو من إحراز أي تقدم ميداني . وفي هذا الإطار صرح عدد من “الوزراء “في “حكومة” الكيان الصهيوني لصحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، بأن ثمة أسباب معقدة وسرية تدفع “إسرائيل” لاختيار اتفاق التسوية مع لبنان رغم عيوبه بالنسبة للاحتلال، فيما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر مطلعة، أن حاجة “إسرائيل” لاتفاق مع لبنان، تكمن في إراحة قوات “الاحتياط” الإسرائيلية المستنزفة في غزة.

“رئيس وزراء” الكيان، بنيامين نتنياهو ذكر جملة أسباب للذهاب للاتفاق مع لبنان من بينها، تجديد الأسلحة.

ما حاول المجرم نتنياهو إخفائه، ظهر في تصريحات معارضته ووزير ما يسمى “وزير الأمن القومي”، بن غفير، والذي بدوره قال “إن الاتفاق عودة إلى مفهوم الهدوء مقابل الهدوء، وقد رأينا بالفعل إلى أين يقود. هذا الاتفاق لا يفي بالغرض من الحرب”، معتبرا الاتفاق خطأ تاريخيا.

أما “رئيس وزراء” السابق للكيان الإسرائيلي ” نفتالي بينيت” فانتقد الاتفاق قائلاً “النجاح العسكري لجنود وقادة الجيش يترجم إلى فشل أمني سياسي كامل”. من جانبه، قال زعيم المعارضة، “يائير لابيد” إنه “في عهد نتنياهو، وقعت أكبر كارثة في تاريخنا، لن يمحو أي اتفاق مع حزب الله الفوضى. نحن بحاجة ماسة إلى إبرام صفقة أسرى، لإعادة الذين تم التخلي عنهم”. وتابع: “نتنياهو لا يعرف كيف يجلب الأمن لإسرائيل، وادعاؤه بأنه لم يصمد أمام الضغوط الأمريكية هو ادعاء مخجل”. “وزير النقب والجليل الإسرائيلي “يتسحاك فاسيرلاف”، إلى أن جيش الاحتلال “لم يحقّق أهدافه في الحرب”.

 

كما انتقد رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان القرار قائلا: “قال نتنياهو إن الحرب مستمرة حتى النصر الكامل، لكنه لم يقل انتصار أي طرف”. وقال رئيس “الحزب الديمقراطي” ونائب “رئيس الأركان” السابق، يائير جولان، إنه “إذا كان من الممكن إنهاء القتال في الشمال ضد حزب الله، فسيكون من الممكن بالتأكيد التوصل إلى نهاية للقتال في غزة وإعادة الأسرى لكن هذه الحكومة ترسل جنودا إلى الحرب لإنقاذ نفسها!”.

وكتب “وزير الحرب” السابق، يوآف غالان: إنه “في الشرق الأوسط، لا معنى للكلمات والإعلانات وحتى الاتفاقات المكتوبة – مستقبل الشمال وأمن السكان سيحددهما شيء واحد فقط: تصميم الحكومة الإسرائيلية على إصدار تعليمات إلى مؤسسة الدفاع بالهجوم بالقوة على أي محاولة لانتهاك حزب الله على الفور. هذا هو المبدأ الذي وقفت عليه طوال الحرب في محادثاتي مع مختلف الوسطاء”.

وفي السياق، هاجمت صحيفة “معاريف” العبرية، اتفاق وقف إطلاق النار، واصفة “رئيس وزراء” الكيان بنيامين نتنياهو بأنه “بارع في خلق الأوهام”.

وقالت الصحيفة العبرية بعد ساعات من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، إن نتنياهو “يبرع في وصف واقع غير موجود، وفي تقديم وعود لا يمكن الوفاء بها، لكن الواقع أن إسرائيل لا تملك القوة العسكرية والسياسية للقضاء على حزب الله، ومن الأفضل قول الحقيقة بدلا من نشر الأوهام الكاذبة”.

وفي السياق، قال رئيس بلدية “كريات شمونة”، إنه “ليس مستعداً لعودة المستوطنين مثل الماشية للذبح وأنا لا أشعر بالأمان لتربية أولادي في “كريات شمونة”. فيما قالت صحيفة “هآرتس” العبرية، إنه “يجب على الحكومة الإسرائيلية أن ترى في نهاية الحرب في الشمال كخطوة مهمة على طريق إنهاء الحرب بأكملها أيضاً على الجبهة الجنوبية في غزة”.

 

دمار شامل في المغتصبات

ومع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بدا مفعول ضربات حزب الله على المغتصبات شمال فلسطين المحتلة فقد ذكر مركز أبحاث “كنيست” العدو أن (115000) مستوطن صهيوني غادروا المغتصبات الشمالية قرب الحدود مع لبنان خلال معركة طوفان الأقصى.

أما إذاعة “جيش” العدو فأكدت أنه ومنذ السابع من أكتوبر 2023 تضرر نحو (2874) مبنى في مستوطنات شمال فلسطين المحتلة منها أكثر من (481) تضررت بشكل كلي، وكانت مستوطنة “كريات شمونة” الأكثر تضررا بـ 382 مبنى.

أما كلفة إعادة الترميم للمغتصبات فقد ذكر موقع “كالكليست” الاقتصادي العبري إن تكلفة ترميم ما تدمر وتضرر من مباني ومنازل للمستوطنين الصهاينة في شمال فلسطين المحتلة تقدر بقيمة حوالي 2.5 مليار “شيكل”. وأضاف الموقع، أنه في مستوطنة “المنارة” لوحدها اصيب 165 مبنى ومنزل بصواريخ من لبنان، وغالبية المباني أصيبت بصواريخ موجهة، وقُدرت الأضرار فيها بأنها جسيمة.

وأشار إلى توقعات باستغراق إعادة ترميم المنازل التي أصيبت بأضرار فادحة في مستوطنات “المنارة” و”شتولا” و”المطلة” وغيرها من سنة إلى سنتين، وفي هذه المستوطنات هناك حاجة إلى إعادة تأهيل في البنية التحتية التي تعرضت للتدمير.

وكانت صحيفة ” “يديعوت أحرنوت” قالت إن 40% من المنازل في مستوطنة “المطلة” مدمّرة، بفعل هجمات حزب الله

وكانت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية قالت يوم الثلاثاء، إنه لا يكاد يوجد مبنى سليم في المستوطنات على الحدود مع لبنان ومعظم المنازل بحاجة لترميم أو هدم، وإن المستوطنين في الشمال عندما يرون إلى أين سيعودون، ستكون هناك موجة رحيل ثانية بفعل الدمار الهائل.

ونقلت الصحيفة العبرية عن بيانات ضريبة الأملاك، أن أكثر الأضرار كانت في مستوطنات “المنارة”، و”شتولا”، و”كريات شمونة”، و”زرعيت”، و”نهاريا”، و”شلومي”، ومعظم الأضرار فيها لحقت بالمباني السكنية، جراء صواريخ حزب الله، والتفاصيل غير المعلنة أكبر.

وأشارت بيانات ضريبة الأملاك التي اطلعت عليها “يديعوت أحرنوت” إلى أن 9000 مبنى وأكثر من 7000 مركبة تضررت بشكل كامل بنيران حزب الله. وحتى الآن تم دُفع نحو 140 مليون “شيكل” لتعويض الأضرار.

وأكدت الصحيفة أن هناك إصابات كثيرة في الشمال لم يتم الإبلاغ عنها بعد، لأنه تم إخلاء المستوطنين أو لأن الإصابات في مناطق التي لا يمكن إدخالها بناء على تعليمات الجيش.

الغضب يعم الكيان

ومنذ بدء تنفيذ الاتفاق وأصوات المستوطنين الصهاينة تتعالى داخل الكيان الصهيوني، مؤكدة أن الاتفاق لن يجلب لهم الأمن ولم ينهي مصدر التهديد الأول لهم. وفي هذا السياق قال “غابي نعمان”، رئيس بلدية “شلومي”: “الجمهور لدينا غاضب جدا، وممتعض من العمل الذي جرى من فوق رؤوسنا جميعا، واتخاذ قرارات والتعامل مع سكان الشمال كأنهم ضيوف والقول لهم خذوا حقائبكم وعودوا إلى الديار، ونحن لن نتصرف هكذا، ولن نتعاون بأي شكل من الأشكال مع أمور تجري من وراء ظهرنا، ونحن قلقون من أن ينسحب الجيش للخلف، واللبنانيون يعودون حتى السياج مرة أخرى”.

أما عضو “الكنيست” الصهيوني ” ميراف كوهين” فقال: “لا يوجد هنا انجاز استراتيجي يضمن أن لا تعود الأمور إلى سابق عهدها، والأمر الأكثر جوهرية أن هذا الاتفاق وبدلا من أن يضرب مشروعية حزب الله، فإنه يزيد من شرعيته، وكان علينا الاستفادة من هذا الوضع بالتوازي مع العمليات العسكرية وأن نبذل جهودا دبلوماسية وتسخير كل العالم من أجل العمل لتصفية حزب الله كما يحدد القرار 1559، وهذا ما كان يجب أن نفعله”.

الصهيوني “نداف اليميلخ”، مراسل سياسي للقناة نيوز 24 الصهيونية “الأمر المفاجىء والمذهل جدا بأن المواقف تبدلت والذين دعوا طوال الوقت لشن هجمات بأكبر قوة والحديث عن النصر المطلق يتحدثون لصالح الاتفاق وعن مدى أهميته، والذين اعتقدوا أنه يجب إنهاء الموضوع مقابل لبنان يقولون الآن إن الاتفاق غير جيد، ويجب أن نواصل القتال، وأحدهم هو يائير لبيد زعيم المعارضة الذي يقول إنه لا يوجد لدى إسرائيل مبادرة سياسية، وأن نتنياهو لم يقدم مبادرة سياسية، لذا إسرائيل جرت إلى هذا الاتفاق”.

أما رئيسة حركة “إسرائيلي” سارة هاعتسني كوهِن فقالت: “إننا لم ننجح في إنتاج ظروف لـ “منطقة عازلة” في لبنان، ولم ننجح في الإصرار على أن سكان جنوب لبنان، بمن فيهم عناصر حزب الله، لن يعودوا لمشاهدة “المطلة” و”زرعيت””، وأضافت: “تكاد تكون مهزلة”.

وأردفت كوهن “الجمهور “الإسرائيلي” ليس ساذجًا. نحن “خبيرو” إعلانات انتصار فارغة، خاصة في قطاع غزة. كنا نصدّق هذه التصريحات حول ردع حماس، حتى استيقظنا ذات يوم على 7 أكتوبر”.

إن كان العدو الصهيوني لا يريد الاعتراف بفشله الذريع فإن هزيمته تتجلى في النكاية الكبيرة التي ألحقها حزب الله بالعدو الإسرائيلي وهذا واضحٌ في خسائر العدو الإسرائيلي، في ضباطه وجنوده من القتلى والجرحى، وما دُمِّر عليه أيضاً من آلياته العسكرية، والتأثير على المستوى المعنوي في الجيش الإسرائيلي، والفشل المتكرر في عملياته، التي أراد بها التوغل، ولم ينجح. وكذلك ما لحق به من خسائر في قواعد عسكرية، في مغتصبات مما يسمى بـ[المستوطنات]، والدمار كبير، بالآلاف من المنازل والمنشآت. وهكذا كان للنكاية بالعدو، والتأثير عليه بذلك، تأثير كبير في تحقيق هذا الانتصار المهم، فالعدو يرى الكلفة كبيرة، ويرى أن الوصول إلى الأهداف التي أعلنها، وكان يطمح لتحقيقها، أصبح متعذراً، وصل العدو إلى حالة يأس من القضاء على حزب الله.

الجولة الأخيرة من الصراع مع العدو لا تعني نهايته، ولا نهاية الخطر الإسرائيلي على لبنان، وليس هناك أي ضمانة لحماية لبنان مستقبلاً، إلَّا مجاهدوها، وأهمية المعادلة الثلاثية: (الجيش، والشعب، والمقاومة)، وإلَّا فالخطر الإسرائيلي متربص، وبكل حقد، وبكل طمع، ووفق الرؤية الاستراتيجية للعدو، التي تجعل لبنان بكله جزءاً من مناطق السيطرة التي يسعى الإسرائيلي للسيطرة عليها.

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com