أفق نيوز
الخبر بلا حدود

اليمن وقواته المسلحة.. إسناد مستمر وبلا سقوف

29

مع تواصل الاعتداءات الصهيونية الوحشية الإجرامية على قطاع غزة ومعاناة الشعب الفلسطيني المستمرة، يستمر دور اليمن البارز، كجبهة داعمة ومساندة للمقاومة الفلسطينية في مشهد استثنائي أذهل العالم.

فمع اللحظة الأولى التي أعلن الشعب اليمني -قيادة وشعباً- وبشكل علني ورسمي، عن موقفه الداعم والمساند للشعب والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أكد أن موقفه هذا كجبهة إسناد عسكرية وسياسية وإعلامية لغزة هو واجب ديني وعربي وإسلامي وإنساني، وأنه لن يقف مكتوف الأيدي تجاه ما يحصل من مظلومية وحصار وتجويع وجرائم إبادة صهيونية بحق الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.

 

قوة مؤثرة

ومنذ بدء معركة “طوفان الأقصى”، التي جاءت ردًا على تصعيد العدو الصهيوني على قطاع غزة، اتخذت القوات المسلحة اليمنية خطوات عسكرية متصاعدة لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، ما مثّل نقلة نوعية في مسارات وتطورات المواجهة مع العدو الصهيو أمريكي، ومن ورائه تحالف الشر الأمريكي البريطاني الغربي بشكل عام.

وطيلة فترة عمليات الإسناد العسكرية اليمنية المستمرة المساندة لغزة حتى اللحظة، أثبتت القوات المسلحة اليمنية، قدرتها على المواجهة والتصدي لتحالف الشر الأمريكي الصهيوني، وأظهرت مهارات عسكرية متقدمة في استهداف مصالح العدو الصهيوني ومشاريعه الداعمة في المنطقة على مستوى البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، وتوجيه ضربات عسكرية نوعية ودقيقة على أهداف عسكرية حساسة للعدو الصهيوني داخل وعمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما أثبتت القوات المسلحة اليمنية، من خلال عملياتها العسكرية وتصعيدها النوعي، أنها قوة مؤثرة في المنطقة وعلى مستوى العالم ككل، كما يؤكد التزامها بمبدئها في نصرة القضية الفلسطينية كقضية الأمة المركزية الأولى، ويعكس مدى قدرتها على توجيه ضربات مؤلمة للعدو الصهيوني, وتحالف الشر الأمريكي في المنطقة، ليثبت اليمن للعالم اليوم أنه ليس فقط داعمًا لغزة، بل هو أحد الأعمدة الرئيسية في مواجهة المشروع الصهيوني والهيمنة الأمريكية في المنطقة ككل.

لا سقوف لعمليات اليمن

ومع كل خميس يلقي السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي كلمة يؤكد من خلالها السعي إلى فعل أقصى ما نستطيعه، مؤكدا أننا نسعى دوماً إلى التطوير أكثر؛ لفعل ما هو أقوى.

وبالرغم من التأثير الواضح لعمليات القوات المسلحة اليمنية، إلا أن السيد القائد أكد في كلمته الأخيرة أننا  لسنا راضين ولا مكتفين بما نفعله حالياً، مع أنه المستطاع والممكن، مؤكدا أنه ليس هناك سقف لا سياسي، ولا لأي اعتبارات أخرى، يَحُدّ أو يُؤثِّر على مستوى ما نفعل، ولكن ما يؤثر علينا هي الإمكانات، و بعد المسافة، ولكننا نسعى بشكلٍ مستمر لفعل ما هو أقوى، وما هو أعظم.

 

اعتراف دولي

صحيفة “ديلي إكسبرس” البريطانية، في تقرير لها منتصف هذا الأسبوع، أشارت إلى حجم المأزق و”التهديد الاستراتيجي” الذي باتت تعيشيه القوات الأمريكية وحلفاؤها في البحر الأحمر بفعل عمليات القوات المسلحة اليمنية المستمرة، وأن هذا التهديد- على حد وصفها- قد بلغ مستويات غير مسبوقة، حيث أصبح اليمن يمتلك خبرة مهمة في مواجهة القوات الأمريكية والغربية، واصفة الوضع أيضاً بأنه قد “خرج عن السيطرة”.

وأشارت إلى أنه رغم الجهود العسكرية الغربية الرامية لوقف العمليات العسكرية اليمنية البحرية، إلا أن هذه العمليات لا تزال مستمرة.

كما سلطت الصحيفة الضوء على تقرير صادر عن معهد دراسات الحرب الأمريكي، الذي أكد فيه أن القوات المسلحة اليمنية باتت تمتلك معلومات وبيانات حيوية حول “أسلوب العمل الأمريكي”، وقدرتها على “التكيف مع هذا الأسلوب” لاستغلاله في مواجهتها ضد القوات الأمريكية.

ووصف التقرير معركة البحر الأحمر بأنها “كارثة” بالنسبة للولايات المتحدة، معتبرًا أن هذه المعركة تشغل الجيش الأمريكي وتشتت انتباهه عن مناطق أخرى حيوية مثل المحيطين الهندي والهادئ، حيث تتركز هناك تهديدات أخرى تواجهها الولايات المتحدة.

كما كشفت تقارير أخرى، للخبراء العسكريين الدوليين، أن العمليات العسكرية اليمنية المتتالية، على البارجات والسفن الأمريكية والبريطانية المرتبطة بالعدو الصهيوني، أربكت حسابات واشنطن وجعلتها في مأزق، قد يضطرها مستقبلاً لسحب بارجاتها ومدمراتها وفرقاطاتها العسكرية البحرية وخروجها نهائيًا من المنطقة، وما هروب القطع البحرية وحاملات الطائرات إلا مؤشر على ذلك.

وهو ما أكده قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالفعل من أن حاملة الطائرات الأمريكية “أبراهام لينكولن”، أصبحت خائفة من أن تبقى في بحر العرب وأصبح القرار أن تعود أدراجها من حيث أتت.. مؤكداً أن “شعبنا يواصل عملياته في البحار ومنع الملاحة الصهيونية من البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب ويستهدفها إلى المحيط الهندي”.

كما أكد السيد القائد، أن اليمن تحدى أمريكا ببارجاتها وأساطيلها الحربية في البحار بعد أن أعلنت واشنطن العدوان عليه وثبت ولم يتراجع عن موقفه أبداً، وأن اليمن استهدف حاملات طائرات أمريكا التي كانت ترهب الكثير من الدول والأنظمة والحكومات وكانت تخيف بها من ينافسها من القوى الدولية.

 

عمليات إسناد مستمرة

ومع تطورات معركة الإسناد المتسارعة ودخول محور المقاومة الإسلامية في كل من لبنان والعراق، إلى جانب اليمن في عمليات إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، استطاعت جبهات المحور أن تكبد العدو الصهيوني وبضربات نوعية خسائر كبيرة على كافة الأصعدة العسكرية والاقتصادية والسياسية، وأن تفقده توازنه وتلحق به الهزائم المتلاحقة، ليسقط العدو الصهيوني, ومن ورائه تحالف الشر الأمريكي البريطاني في مستنقع حرب استنزاف لم يشهد لها التاريخ مثيلًا.

واستطاعت العمليات النوعية للقوات المسلحة اليمنية أن تكبد العدو الصهيوني خسائر عسكرية واقتصادية وبأرقام قياسية فاقت كل تصورات العدو وحساباته، لتقف واشنطن ومن ورائها تحالف الشر -بعد فشلها العسكري الذريع- عاجزة عن إيجاد أي حلول سياسية عبر وساطات أو أوراق ضغوط من هنا وهناك، لإيقاف عمليات الدعم والإسناد العسكرية اليمنية للشعبين والمقاومتين الفلسطينية واللبنانية، ليدخل العدو مراحل متتابعة من الفشل غير المسبوق.

 

مأزق أمريكي-صهيوني

خبراء عسكريون أمريكيون وغربيون متابعون، أكدوا أن واشنطن لم تكن تُدرك حينما جاءت إلى المنطقة بفخر صناعة أسلحتها الاستراتيجية، لعسكرة البحرين الأحمر والعربي، ومحاولة الضغط على صنعاء لإيقاف عملياتها المساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني، أن اليمنيين لم ولن يخيفهم مثل هذه التهديدات، بل سيكون لها أثر ارتدادي وسيئ على واشنطن، التي فقدت هيبتها، بعد أن أذلتها صواريخ ومسيرات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، وجعلت منها أضحوكة على مستوى الرأي العام الدولي والأمريكي على وجه التحديد.

فقد استطاعت القوات المسلحة اليمنية بفضل الله، أن تقلب الموازين، وأن تجعل من إصرار واشنطن وحلفائها الأوروبيين على ثني اليمن عن موقفه المناصر لفلسطين وقضيته، أمرًا غير مجدٍ، بعد النجاح الذي حققته القوات المسلحة اليمنية في إسقاط هيبة أمريكا وردع غطرستها وإذلال قواتها في البحار، بالرغم من امتلاكها قوة وجيشًا وأسلحة ونفوذًا وسيطرة ومعدات كما يصفها الخبراء العسكريون الأكثر تطوراً في العالم، لتتحول أمريكا إلى جرذ يحاول التخفي، عبر إخفاء سفنها برفع أعلام دول غير معروفة، ليصل بها آخر المطاف إلى الهروب ببارجاتها من البحر الأحمر خوفاً من استهدافها من قبل القوات المسلحة اليمنية.

ومع تطور العمليات اليمنية في البحر الأحمر، وإجبار حاملات الطائرات الأمريكية على الرحيل والهروب من بحار المنطقة، سجلت القوات المسلحة اليمنية معادلة ردع غير مسبوقة في التاريخ المعاصر، حيث لم تتجرأ أي دولة في العالم أن واجهت أمريكا مباشرة كما تجرأ اليمن على إيقاف غطرستها على مستوى المنطقة والعالم.

 

أمريكا تعترف

في تقرير نشرته صحيفة “آسيا تايمز” في هونغ كونغ، مطلع الأسبوع الحالي، أشارت فيه أن الولايات المتحدة والعدو الصهيوني قد فشلا في وقف الهجمات التي تشنها القوات المسلحة اليمنية على الكيان الصهيوني والسفن الداعمة له، “وذلك باعتراف الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه” الذي أجاب على سؤال حول مدى قدرة الضربات والغارات الجوية التي تشنها القوات الأمريكية البريطانية على اليمن، هل سيكون له تأثير في إيقاف عمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة لغزة في البحر الأحمر، فأجاب بكل صراحة بـ “كلا”.

وهو ما يؤكد الفشل الأمريكي الصهيوني البريطاني الغربي الواضح في التصدي أو إيقاف عمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة للشعب والمقاومة الفلسطينية.

وهو أيضاً ما أقر به في ذات السياق قائد الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية نائب الأدميرال جورج ويكوف، خلال كلمة ألقاها في واشنطن، بفشل الولايات المتحدة في تطبيق سياسة الردع الكلاسيكية ضد اليمنيين، مشيراً إلى عدم قدرة واشنطن على “السيطرة على اليمن” أو التدخل في شؤونه الداخلية.

 

إسناد مستمر

إن المتابع للأحداث وللمؤشرات التي أنتجتها هذه التطويرات على مسار عملية إسناد الشعب اليمني وقواته المسلحة للشعبين الفلسطيني واللبناني، يلحظ دور اليمن البارز قيادةً وشعبًا، كجبهة إسناد رئيسية للمقاومة الفلسطينية في غزة ولبنان، وموقف اليمن المعلن والثابت تجاه دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة العدوان الصهيوني الوحشي الإجرامي.

وأن اليمن كما اتخذت قواته المسلحة اليمنية خطوات عسكرية نوعية وغير مسبوقة في دعم وإسناد الشعب والمقاومة الفلسطينية، سيواصل في تصديها للعدو الصهيوني ومن ورائه تحالف الشر الأمريكي البريطاني في المنطقة، عبر استهداف كافة المصالح المرتبطة بالكيان الصهيوني وكافة الشركات المرتبطة به عبر عمليات بحرية وبرية نوعية ستذهل العالم، يؤكد اليمن قيادة وشعباً وبشكل مستمر التزام اليمن بقضية فلسطين كقضية مركزية للأمة، وأن عمليات قواته المسلحة ستستمر حتى يوقف العدو الصهيوني عدوانه ويرفع حصاره عن قطاع غزة.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com