أفق نيوز
الخبر بلا حدود

تداعيات القرار الخليجي ضد حزب الله

254

 

بقلم/ صلاح القرشي

السعوديه وحكام دول الخليج اصدروا قرارا يقضي بأعتبار حزب الله منظمه ارهابيه وهذا ياتي بعد جمله من القرارات التي اتخذتها السعوديه ودول الخليج ضد لبنان، مثل تجميد الهبه السعوديه للبنان والخاصه بتسليح الجيش اللبناني والتي تبلغ اكثر من ثلاثه مليار دولار ، واعلان دوله عن منع السفر للرعاياها الى لبنان، والطلب من رعايا هذه الدول المتواجدين في لبنان مغادرته .

وذلك لضرب الاستقرار السياسي والاقتصادي والامني في لبنان والذي هو في الاساس هش وقابل للانفجار . وكما تعودنا من قبل ان كل قرارات هذه الدول تصب لمصلحه اسرائيل والمشروع الامريكي في المنطقه ايضا كذلك هذا القرار
وذلك على خلفيات كثيره منها فشل السعوديه في فرض رئيس لبناني كما هي تريد وايضا ماتراه هذه الدول بأن سياسه حزب الله ومواقفه تجاه الحرب في سوريا واليمن وان هذه السياسه افشلت الكثير من خطط هذه الدول المدعومه من اسرائيل وامريكاوغيرها، ويوضح خطاب السيد نصر الله الاخير الى اي مدى وصل التدهور والاحتقان في العلاقه بين السعوديه ودول الخليج وبين حزب الله.

وجاء هذا القرار الاخير ليتوج كل التصعيد ضد لبنان وحزب الله من قبل السعوديه ودول الخليج.

ويمكن لنا ان نستعرض اهم التداعيات والعوامل المؤثره لهذا القرار. على المستوى اللبناني الداخلي والاقليمي والدولي واسرائيل.

اولا على المستوى اللبناني الداخلي وبأختصار، هذا القرار سيدفع وسيشجع حدوث ازمه داخليه في لبنان بين المكونات الطائفيه وخاصه الذين يرتهنون بقرارهم للسعوديه ودول الخليج والغرب للتصعيد اكثر ضد حزب الله وسيزيد الاحتقان في الداخل اللبناني .

ولان حزب الله هو مكون سياسي محسوب على الطائفه الشيعيه وهو مشارك في الحكومه الحاليه وله ممثلين في مجلس النواب ويتمتع بحاضن شعبي كبير في الطائفه الشيعيه بالاظافه الى ان له انصار لا بأس بهم من كل الطوائف اللبنانيه المسيحيه والسنيه والدرزيه وغيرها.

وهذا القرار سيؤثر في مقدره تعامل مؤسسات الدوله اللبنانيه. ومن ضمنها الحكومه مع دول الخليج وسوف لن تتعامل دول الخليج مع حكومه ومؤسسات مشارك بها حرب الله. وهذا سيضرب معادله صيغه التعايش والتوافق السياسي اللبناني الهش اصلا الذي يحتكم اليها كل اللبنانيون مثل معاهده الطائف وغيرها ،والقاعده الثلاثيه في ذائعه الصيت (الشعب والجيش والمقاومه).
مما سيفتح صراع وازمه في لبنان قد يتطور الى حرب اهليه اذا ما قررت دول الخليج المدعومه من اسرائيل وامريكا الذهاب بعيدا وتفجير حرب اهليه في لبنان .

ثانيا: على المستوى الاسرائيلي والاقليمي والدولي

ان هذاالقرار يخدم اسرائيل كثيرا، وهي من تكون قد اوعزت الى السعوديه ودول الخليج باتخاذ هذه الخطوه للنزع شرعيه الحزب وتهيئه الساحه والضروف لشن حرب عدوانيه على حزب الله .
فالاسرائليون يعتبرون كل الضروف مؤاتيه لخوض الحرب مع حزب الله ولن يلاقوا احسن من هذه الضروف للاسباب التاليه :

1-ان حزب الله مشغول ومستنزف في سوريا وهذه الجبهه ادخلت حزب الله في حرب شرسه وعنيفه في سوريا ويتحمل فيها اعباء كبيره .

2- ان كل المجموعات الارهابيه كلقاعده وداعش وجبهه النصره سوف تدخل وبقوه بحرب ضد حزب الله الى جانب اسرائيل من داخل لبنان ومن خارجه وخاصه وهي تنتشر على طول الجرود اللبنانيه المحاذيه للحدود والجبال الشرقيه على طول الحدود ابتداء من القنيطره وشبعا ثم القلمون والى وادي خالد وعكار، وهي بالفعل ترتبط بتحالف وتعاون وثيق ودعم من اسرائيل والسعوديه ودول الخليج وامريكا رأيناه. جليا طول فتره الحرب. المندلعه في سوريا .

3- توفر الغطاء العربي للاسرائيل في حربه ضد حزب الله وخاصه من السعوديه الذي بدأت علاقته العلنيه وتعاونه مع اسرائيل تطفوا الى السطح ، وان دول الخليج سوف تدعم اسرائيل سياسيا واعلاميه بشيطنه حزب الله كما هوا حاصل الان ومهدت له في اعتباره منظمه ارهابيه بالاظافه الى الدعم المالي الذي بتقدمه للاسرائيل وتغطيه المجهود الحربي الاسرائيلي والذي سوف يكون في معظمه على نفقه دول الخليج.

4- توفر الرضى الدولي الداعم للاسرائيل الاوربي والامريكي ولن يكون هناك اي معارضه وخاصه انهم سوف يدعمون هذه الحرب للاطاحه بحزب الله حتى لا يضطروا الى التعامل مع حكومه لبنانيه يشارك بها الحزب ، وايضا التخلص من اكبر عامل اعاق تنفيذ كل الخطط الامريكيه والاوربيه في تنفيذ ما يسمى تشكيل الشرق الاوسط الجديد ومهدد مستمر للكيان الاسرائيلي.

5- سوف تكون الجبهه الداخليه اللبنانيه مضطربه والكثير من الاحزاب والمكونات التي تخاصم حزب الله والمدعومه من السعوديه وامريكا واسرائيل سوف تتعاون مع اسرائيل في عدوانها على حزب الله وعلى كل المستويات.

6- ان الوقت يجري لصالح اسرائيل في خوض هذه الحرب ولن تلاقي معارضه شعبيه عربيه للانشغال الشعب العربي في مشاكله الداخليه والذي يصطف معظمه تحت تأثير الصراع السني الشيعي المفتعل من امريكا والسعوديه ، بالاظافه الى شيطنه حزب الله المستمره من خلال المكنه الاعلاميه الضخمه للسعوديه ودول الخليج واسرائيل وامريكا ومن لف لفهم .

الخلاصه ان هذا القرار السعودي الخليجي يمهد ويدفع باسرائيل الى التفكير وبجديه في خوض هذه الحرب. وان الظروف مواتيه احسن من اي وقت مضى في استغلال هذه الفرصه.

لكن في اعتقادي. ان حسابات التوازن والمعادله العسكريه وبما يمثله حزب الله من وزن ويمتلكه من ردع قد تدفع باسرائيل اعاده الحسابات وتكاليف هذه الحرب اكثر من مليون مره قبل ان تقدم على هذا العدوان ضد حزب الله.
بالاظافه الى التواجد الروسي في سوريا وقضيه تسويه الصراع في سوريا قد تدخل على الخط ومستقبل التعاون بين الغرب وايران التي كانت قد بدأت تنفرج وخاصه في الملف النووي. ، كل هذه يجب ان يعمل حسابها في اي معركه بين الكيان الاسرائيلي وبين حزب الله.

فهل الكيان الاسرائيلي سيرضخ لكل المغريات الكبيره والمهوله التي تقدمها له السعوديه ودول الخليخ لخوض حرب ضد حزب الله .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com