أفق نيوز
الخبر بلا حدود

من الكارثة إلى التعافي.. ملحان.. النجاة على قارب المبادرات المجتمعية!

66

أفق نيوز / تقرير / يحيى الربيعي

 في العام الماضي، شهدت المديرية الملحان في محافظة المحويت سيولًا مدمرة، أثرت على حياة العديد من الأسر، خاصة في عزلتي همدان والقبلة. خلفت هذه الكارثة أثرًا عميقًا، حيث تدمّرت المنازل وتحطمت أحلام السكان، ما أسفر عن مشاهد مؤلمة من أنقاض وقصص متأثرة لأشخاص فقدوا كل ما يملكون.

وسط هذه المآسي، انطلقت مبادرات مجتمعية قوبلت بتضامن إنساني، حيث سارع المحسنون وفرق الإغاثة لتقديم الدعم. كانت هذه المبادرات حيوية لضمان استدامة الجهود الإغاثية، ولكن الأهم تمثل في ضرورة تكاملها مع الجانب الحكومي والقطاعين العام والخاص.

ومع كل ضحكة تعود إلى شفاه طفل، وكل حجر يُرمى في بناء أساسات جديدة، تتعالى أصوات النضال والإرادة لبناء مستقبل مشرق من بين أنقاض الدمار. تكشف قصة ملحان عن أن العمل الجماعي والمبادرات المجتمعية تشكل الحماية للمجتمعات في أوقات الأزمات، مما يعكس قوة القلب التي تتجاوز المعاناة. فإلى التفاصيل:

 

حجم الكارثة بالأرقام

طبقا للتقرير الصادر عن جمعية التكافل والبناء الاجتماعية الخيرية، فإن الخسائر البشرية في مديرية ملحان وصلت إلى 43 قتيلاً و10 مفقودين، وأفاد التقرير أن الأمطار دمرت 40 منزلاً بشكل كامل وبما يتطلب إعادة البناء، فيما بلغ عدد المنازل المتضررة 250 منزلاً، بحاجة إلى إعادة تأهيل.

أما عن المحلات التجارية أشارت الجمعية إلى تدمير 4 محلات بما يتطلب التعويض، بينما شردت الأمطار 40 أسرة جرفت السيول منازلها وهي- بالضرورة- بحاجة توفير مأوى وغذاء وعلاج.

ورصدت الجمعية 380 عائلة نزحت بعد تضرر منازلها جزئياً، ومنها عائلات تقع منازلها في مناطق الخطر تستدعي التدخل لإزالة المخاطر وتوفير المأوى والغذاء والعلاج.

وأشارت إلى إن 8 آلاف عائلة أصبحت متضررة من قطع الطرق، كما قدرت أن خسائر الثروة الحيوانية تصل إلى 12 بقرة و148 من الماعز.

ووفق الإحصائية، غمرت المياه المدرجات الزراعية المملوكة لـ 40 ألف شخص بالكامل، وتضررت جزئيًا مدرجات أخرى مملوكة لـ 60 ألف شخص، مؤكدة تدمر 10 سدود بصورة كاملة، ومدرستين بشكل جزئي ومسجدين تدمرا كلياً. وذكرت أن 15 طريقاً رئيسيا بحاجة للرصف العاجل.

وقالت جمعية التكافل في تقريرها، إن قرى عزلة همدان التي تأثرت بشكل كامل هي شايع، شط صحن، بيت عبيد، مداور، بيت المعلم والشرفي، المحرث ووادي حمي، الحرب، حوراء، المهراس، الوقوس، قبان، المربدح وبني حريش بناحية القبلة ومنزل واحد في الأعراف بناحية شرقي الغزاونة، بينما أهالي قرى وادي حمي وحبش وقبان ووادي الرمان نزحوا بسبب التهديدات

وتضرر منازل الكثير منهم جزئياً ووفقا لمصادر في الدفاع المدني، في وقت سابق اليوم، بلغت حصيلة المفقودين جراء السيول وتهدم المنازل في مديرية ملحان بمحافظة المحويت 33 مفقودا في حصيلة غير نهائية

 

استجابة فورية وفعّالة

شكلت الحكومة برئاسة أ. أحمد الرهوي لجنة عليا للطوارئ لمواجهة أضرار السيول برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء محمد مفتاح. بدأت اللجنة بتقديم خدمات الإغاثة مثل الإنقاذ والإيواء والغذاء وفتح الطرقات في محافظة المحويت، من خلال غرفة عمليات لمتابعة أعمال الإغاثة.

تم تكليف وحدة التدخلات المركزية بإرسال فريق هندسي لمواقع الأضرار، حيث بدأ الفريق العمل مع المجتمع المحلي ومهندسي مكتب الأشغال لفتح الطرق ومساعدة الأسر المتضررة.

عُقد اجتماع لغرفة العمليات في 3 سبتمبر 2024 لمناقشة الوضع الميداني، حيث تم التأكيد على أهمية التنسيق بين الفرق لتسريع تقديم المساعدات، وتم حث الجميع على دعم المبادرات المجتمعية وتعزيز دور أجهزة الدولة.

 

قوافل إغاثية

 

في أعقاب الكارثة المأساوية التي حلت بمديرية ملحان، تجلّت روح التضامن والمبادرة لدى أبناء المجتمع في أشكال متعددة من الإغاثة والمساعدة، عكست مدى التزام ثقافة المجتمع اليمني العريق في مساندة المحتاجين في التغلب على أحلك الظروف. فقد سارع المجتمع بإطلاق مجموعة من المبادرات لإغاثة المتضررين، حيث بلغ إجمالي قيمة ما تم تقديمه من قوافل إغاثية قرابة 194,097,000 ريال، في دلالة على قوة الإرادة الإنسانية وحيوية العمل الجماعي.

من أبرز هذه المبادرات، تم التركيز على البحث عن المفقودين في عزلة القبلة وهمدان، حيث قام 173 متطوعًا بعمليات إغاثية حققت نجاحًا كبيرا في مساعدة 37 أسرة، بتكلفة رمزية أولية قدرت بـ مليون ريال. جاءت الجهود بمثابة شهادة على تلاحم المجتمع، حيث لم يكن البحث عن المفقودين مجرد واجب أخلاقي فحسب، بل أصبح تعبيرًا عن شرارة أمل على طريق التعافي.

وفي سياق الجهود الإغاثية، قُدمت قوافل إغاثية من عدة عزل، وكان لأبناء مديرية ملحان دورٌ بارز في تنظيم هذه المبادرات. فقد بدأت القوافل من عزلة الشجاف، حيث تم تقديم 50 سلة غذائية بكلفة 400 ألف ريال، وتلتها قوافل من عزلة الروضة 60سلة بقيمة 420 ألف ريال، وقافلة بني العصيفري 61 سلة غذائية بقيمة 915 ألف ريال.

استمرت سلسة القوافل، حيث قدمت عزلة الصبري 80 سلة بتكلفة مليون و200 ألف ريال، وعزلة بني وهب التي ساهمت بـ 120 سلة بكلفة 2 مليون و160 ألف ريال. كما قدمت عزلة بني علي 150 سلة بتكلفة 2 مليون و700 ألف ريال، وعزلة بني مليك بمبلغ نقدي 900 ألف ريال، وعزلة بدح بمبلغ نقدي مليون ريال، وانتهت قوافل من داخل المديرية بقافلة من عزلة باحش 100 سلة بتكلفة مليون و500 ألف ريال. وبلغت القيمة الإجمالية للقوافل عزل المديرية (66,553,000) ريال.

في سياق تعزيز الدعم للمحتاجين، بادر مجموعة من فاعلي الخير من أبناء مديريات المحافظة ومن محافظات مختلفة إلى تقديم مساعدات مادية ونقدية بقيمة إجمالية بلغت 55 مليون و358 ألف ريال. بدأت هذه المبادرات بمساهمة نقدية من فاعل خير بقيمة 4 ملايين ريال، مثلت نقطة انطلاق مهمة في جهود الدعم والإغاثة. بعد ذلك، تم تنظيم قافلة رائدة من قبل الشيخ عثمان النمري، حيث تم توزيع 80 سلة غذائية بتكلفة حوالي 2 مليون ريال.

توالت القوافل ليشمل الدعم مناطق أخرى، حيث قدمت قافلة عماد الشرف في الخبت 49 سلة غذائية بكلفة قدرها 490 ألف ريال، بينما أعطت قوافل بني سعد 68 سلة بتكلفة مليون و20 ألف ريال.

ومن مديرية الخبت، تم تقديم 110 سلال غذائية، بتكلفة إجمالية تصل إلى مليون و650 ألف ريال. ومن مديرية حفاش، تم توزيع 132 سلة غذائية بتكلفة مليار و980 ألف ريال، وهو ما يعكس مدى الحاجة المتزايدة للدعم في تلك المنطقة.

مديرية الرجم ساهمت بدعم ملحوظ، حيث تم توزيع 201 سلة بتكلفة تبلغ 3 ملايين و819 ألف ريال، بالإضافة إلى 100 ألف لتر من البترول بقيمة تقدر بـ 2 مليون ريال، و500 ألف ريال كإيجار للكمبريشن اليدوي بتكلفة 475 ألف ريال، فضلاً عن 950 كيساً من الأسمنت بتكلفة 2 مليون و470 ألف ريال.

علاوة على ذلك، جاءت قافلة مديرية جبل المحويت محملة بـ 90 سلة غذائية بكلفة مليون و350 ألف ريال. وقام فاعل خير بتقديم 1000 سلة بتكلفة 20 مليون ريال، بينما ساهمت مديرية معين بأمانة العاصمة بقافلة احتوت على 45 سلة بتكلفة 675 ألف ريال، بالإضافة إلى تقديم 30 كمبريش يدوي بكلفة 5 ملايين و790 ألف ريال.

مديرية الطويلة، حيث ساهمت بتوزيع 67 سلة بتكلفة مليون و139 ألف ريال. وأخيراً، كانت قافلة التعبئة العامة المركزية الأكثر تأثيرًا، حيث وزعت 400 سلة غذائية بقيمة تصل إلى 8 ملايين ريال.

وبالرغم من التحديات الكبيرة المتمثلة في التضاريس الجبلية الوعرة، كانت المواجهة حاضرة من خلال مجموعة من الأبطال الذين قاموا بنقل هذه القوافل والمساعدات. فقد تسلّح 98 من فرسان التنمية و230 من قوات التعبئة، و75 من أبناء مجتمع ملحان بالشجاعة والعزيمة، مدفوعين بروح التعاون، ليحققوا وصول المساعدات إلى 1300 مستفيد من المبادرة بتكلفة رمزية قدّرت بـ 2 مليون ريال.

 

مبادرات فتح الطرق

من جهة أخرى، تمثل مبادرات فتح الطرق في عزلة القبلة بجبل ملحان خطوة تالية للتخفيف من معاناة السكان في العزل المنكوبة، حيث تم تحقيق إنجاز ملحوظ في الوصول إلى هذه المناطق المحاصرة. فقد بلغ إجمالي المستفيدين من هذه المبادرات 26,400 شخص، وتم تنفيذ 15 مبادرة بتكلفة إجمالية تقدر بـ 53,664,000 ريال، مما يعكس مستوى تفاعل المجتمع في المسارعة إلى إطلاق مبادرات صيانة وإعادة تأهيل الطرق في مسار نحو التعافي وإعادة الإعمار.

بدأت هذه المبادرات بتسميتها بناءً على الطرق التي تم فتحها، مما أضفى طابعًا خاصًا لكل مشروع. فعلى سبيل المثال، انطلقت مبادرة فتح الطريق بين حورة والوقوز، حيث استفاد منها أكثر من 3,000 نسمة. شارك في هذه المبادرة 29 متطوعًا، واستمرت الأعمال لمدة 35 يومًا، بتكلفة بلغت حوالي 5,075,000 ريال. وتم استكمال نصف الطريق فقط، وما يزال العمل مستمرًا لاستكمال النصف الآخر.

كما كانت هناك جهود لتسهيل الوصول إلى مناطق أخرى، مثل طريق بني حريش–القرية، الذي استفاد منه أكثر من 800 نسمة، بـ 16 متطوعًا، واستغرقت الأعمال فيه 11 يومًا، بتكلفة 880,000 ريال. في حين تم فتح طريق بني حريش–السرب (الطريق الرئيسية)، يستفيد منه أكثر من 6,000 نسمة بمشاركة 18 متطوعًا، وهو ما تم تنفيذه في غضون 3 أيام بتكلفة بلغت 270,000 ريال.

وقد استهدفت مبادرات أخرى أيضاً مواصلة العمل، مثل طريق السلعة، حيث استفاد منها أكثر من 2,000 نسمة، بمشاركة 22 متطوعًا، واستمر العمل لمدة 15 يومًا بتكلفة 2,700,000 ريال. واحتل طريق السرب – الهجرة مكانة مهمة، حيث تم استفاد منها أكثر من 6,000 شخص مع مشاركة 25 متطوعًا، امتدت فيه أنشطة العمل ليومين بتكلفة 500,000 ريال.

كما تم فتح الطرق الرئيسية الأخرى مثل الهجرة-جهش، الذي استفاد منه أيضاً أكثر من 6,000 نسمة، بتكلفة 500,000 ريال من خلال جهود 25 متطوعًا، بالإضافة إلى طريق جهش-القرانة-حوره، الذي تم تنفيذه بمشاركة 30 متطوعًا واستفاد منه أكثر من 6,000 شخص بتكلفة قدرت بـ 800,000 ريال.

بعض الطرق لا تزال قيد العمل، مثل طريق السرب-القرانة التي تستفيد منها أكثر من 2,100 نسمة بمشاركة 32 متطوعًا، والجهود الحالية مستمرة عليها لمدة 18 يومًا بتكلفة تبلغ 3,000,000 ريال. بينما الطريق الآخر شرقي الحرب-شعب طل-الكياود يستفيد منه 500 نسمة بمشاركة 18 متطوعًا بقيمة إجمالية 2,150,000 ريال.

في إطار هذه الجهود، كانت هناك مبادرة طريق الحرب-المحرّاس-مخابان التي استفاد منها أكثر من 3,000 شخص بمشاركة 43 متطوعًا، وأخذت 35 يومًا بتكلفة 9,000,000 ريال. ومبادرة طريق القرانة-المداور-البراعية التي ساهمت بإيصال المساعدات إلى أكثر من 2,000 نسمة بتكلفة 4,704,000 ريال، بمشاركة 28 متطوعًا واستغرقت 28 يومًا.

وفي نفس السياق، انطلقت مبادرات فتح الطرق في عزلة همدان بتكلفة قدرت بـ 15,880,000 ريال، حيث بلغ عدد المستفيدين من هذه المبادرات 14,900 نسمة، وتم تنفيذ حوالي 9 مبادرات، وكل منها سُميت باسم الطريق الذي تم إنجازه وافتتاحه. وقد تواصلت الجهود في فتح الطرق بشكل كامل في الكثير من المناطق، بما في ذلك:

طريق رباط علي-جوف (الطريق الرئيسية) حيث استفاد أكثر من 5,000 نسمة، وشارك فيها 32 متطوعًا، واستمر العمل عليها لمدة 20 يومًا بتكلفة تقدر بـ 1,500,000 ريال. كما تم فتح طريق رباط علي–جحشر، حيث استفاد منها أكثر من 600 مستفيد وشارك فيها 22 متطوعًا، واستمرت الأعمال عليها لمدة 15 يومًا بتكلفة 2,310,000 ريال.

وأيضًا، تم تنفيذ مبادرة طريق المذاب–قيضان–الظهاري-الدمن التي استفاد منها أكثر من 1,500 نسمة، بمشاركة 17 متطوعًا، حيث استغرقت مدة العمل على هذا الطريق 10 أيام بتكلفة تقدر بـ 1,020,000 ريال. ومن جهة أخرى، كانت هناك مبادرة أخرى استفاد منها أكثر من 300 نسمة، حيث شارك فيها 23 متطوعًا واستمر العمل عليها 15 يومًا بتكلفة تقدر بـ 1,380,000 ريال.

بالإضافة لذلك، تم فتح طريق الارزام–كودي، التي استفاد منها أكثر من 2000 مستفيد، بمشاركة 26 متطوعًا، واستمرت الأعمال عليها لمدة 25 يومًا بتكلفة تقدر بـ 3,900,000 ريال. أما طريق رباط الشعر، فاستفاد منها أكثر من 1,000 نسمة، وشارك فيها 27 متطوعًا، واستمر العمل عليها لمدة 30 يومًا بتكلفة 3,360,000 ريال.

تواصلت المبادرات أيضًا مع طريق الولجة–شط الصحن–هباط التي استفاد منها أكثر من 3,000 نسمة، بمشاركة 13 متطوعًا، واستغرقت 20 يومًا بتكلفة تقدر بـ 1,300,000 ريال. وفي مبادرة طريق المصنعة، استفاد منها أكثر من 1,000 مستفيد، وشارك فيها 11 متطوعًا، واستمر العمل عليها لمدة 12 يومًا بتكلفة تقدر بـ 660,000 ريال. كما كان هناك طريق الغدير، التي استفاد منها حوالي 500 نسمة، بمشاركة 18 متطوعًا، واستمرت أعمالها 5 أيام بتكلفة 450,000 ريال.

 

مبادرات إعادة الإعمار وتأهيل المدرجات الزراعية

في نفس الإطار، تم تعزيز مبادرات إعادة المدرجات الزراعية بتكلفة تقدر بـ 18,000,000 ريال، حيث وصل عدد المستفيدين إلى 895 مزارعًا في كلتا العزلتين. في عزلة همدان، تم إنشاء 1,132 مدرجًا، استفاد منها 217 مزارعًا، بينما تم في عزلة القبلة، انجاز عدد 3,890 من المدرجات استفاد منها 678 مزارع تقريبا، رغم أن هذه الأرقام ليست مؤكدة بالنسبة للمدرجات.

أما فيما يتعلق بمبادرات إعادة إعمار المنازل المهدمة، فقد تضرر إجمالي 27 منزلاً لعدد 27 متضررًا، حيث بلغت التكلفة التقديرية 17,000,000 ريال. تم إعادة إعمار 13 منزلًا حتى الآن، منها 12 في قرية شط الصحن، حيث تم نقل السكان إلى أماكن أكثر أمانًا بسبب تهديدات الانهيارات. وفي عزلة القبلة، تم إعادة إعمار منزلين في قرية حورة وآخر في قرية بني حريش. ومن بين الأعمال التي تمت حتى الآن:

  1. حفر وبناء وصب الأساس لمنزل الأستاذ محمد الجبلي في قرية حورة، مع توفير 1,000 حبة بلك، ولا يزال العمل مستمراً.
  2. حفر القاعدة وصبها ورفع الأعمدة لمنزل الأخ عماد الحريشي في قرية بني حريش وتوفير 1,000 حبة بلك.

وعلى صعيد آخر، تم إنجاز مبادرة إزالة الصخرة الكبيرة في قرية بني حريش-عزلة القبلة، حيث استفادت 200 أسرة من هذه المبادرة بتكلفة تقديرية 20,000,000 ريال. تعد هذه المبادرات تجسيدًا حقيقيًا لروح التعاون والتضامن بين أبناء المجتمع، مما ساهم في تعزيز استقرار المناطق المتضررة وتمهيد الطريق نحو إعادة إعمارها بشكل فعّال.

 

نداء إنساني إلى جميع الجهات المعنية

إن استمرارية جهود التنمية في المناطق المتضررة تتطلب من الجميع، حكومات ومؤسسات مجتمع مدني وقطاع خاص، التعاون بشكل أكبر لتوفير حلول مستدامة تعزز من مستوى الاستقرار وتبني الأسس الاقتصادية القوية. لقد كانت المبادرات السابقة، رغم أهميتها في الإغاثة الفورية، تفتقر إلى الاستدامة التي تجلب الأمل وتفتح أبواب الفرص للمتضررين.

وبالتالي، كان على الجميع- وجوبا- إدراك أن قوافل الإغاثة الغذائية ومستلزمات الإيواء لم تكن إلا جزءًا من الحل في فترة الأزمات، وما لم تتخذ خطوات فعالة نحو إعادة الإعمار بشكل مستدام، فإن هذه الجهود ستبقى عرضة للنسيان وسط التحديات المتكررة. على سبيل المثال، الطرق الترابية التي تم فتحها بحاجة ماسة إلى تعبيدها بالرص الحجري أو الإسفلت، وإلا فإن موسم الأمطار القادم سيبطل كل ما تم تحقيقه في هذا الجانب.

إزاء هذه التحديات، يظهر بشكل جلي أهمية تكثيف جهود الإعمار وتعزيز الاستقرار في المجتمعات المتضررة. إن الدعوة اليوم هي لكل الجهات المعنية – من الحكومة إلى القطاع الخاص، مرورًا بالمجتمع المدني – للعمل سوية في تحويل الرؤى والطموحات إلى واقع ملموس.

إن التركيز الحالي يجب أن يمتد نحو مشاريع التمكين الاقتصادي، من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتحفيز الأسر المنتجة. هذه الجهود ليست مجرد مبادرات عابرة، بل تمثل خطوة استراتيجية لخلق فرص العمل وتعزيز الأمن الغذائي، خاصة في المناطق التي تشتهر بزراعة الزنجبيل والكركم والبن والحبوب المختلفة. إن تنمية هذه المحاصيل وضمان تسويقها بشكل جيد يمكن أن يُحدث فارقًا حقيقيًا في حياة أعداد كبيرة من الأسر.

وبالتوازي مع ذلك، يجب على الحكومة والقطاع الخاص تكثيف جهودهما لتحسين البنية التحتية، خاصة من خلال تعبيد الطرق وتيسير الوصول إلى الأسواق. إن تحسين الظروف اللوجستية لن يُعزز من الحركة الاقتصادية فحسب، بل سيساعد أيضًا على إحياء المناطق التي عانت من الهجرة النسبية والركود.

إن تحقيق هذه الأهداف يتطلب المزيد من التعاون بين جميع الأطراف المعنية، حيث يجب أن تعمل الحكومة، والقطاع الخاص، والجمعيات الأهلية والمجتمع جنبًا إلى جنب من أجل ضم جهودهم نحو الأهداف المشتركة. فالاستثمار في الإنسان هو استثمار في المستقبل ومع الدعم والمساندة، يمكن إعادة إشراقة الأمل إلى العديد من الأسر التي تحتاج إلى يد العون.

مع اعتبار المبادرات التي تمت خطوات نحو بناء مجتمع متماسك ومستدام. وجب توجيه الدعوة إلى الجميع بضرورة الاهتمام وتوجيه الموارد نحو تنمية القضايا الحيوية، والعمل على إطلاق حملات تهدف إلى تعزيز التنمية وتعزيز الاستقرار في المناطق المستهدفة.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com