عرقلةُ مِلف الأسرى ضغوط أمريكية سعوديّة لإضعاف المقاومة
أفق نيوز | رهيب التبعي
في وقت تشهد فيه السواحل اليمنية معركة مُستمرّة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، تتزايد الضغوط السياسية والاقتصادية من قبل التحالف السعوديّ-الإماراتي المدعوم من الولايات المتحدة.
تكشف التطورات الأخيرة عن عرقلة متعمدة لملف الأسرى في الحرب اليمنية، في خطوة تثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لهذا التحالف في محاولة لإضعاف المقاومة اليمنية وتوجيهها بعيدًا عن قضايا الأُمَّــة الكبرى مثل دعم فلسطين.
السعوديّة تكشفها بوضوح: أمريكا تمنع الحوار مع حكومة صنعاء والتقدم في ملفات الأسرى وخارطة الطريق، مقابل مطالب بالتخلي عن مناصرة غزة وإيقاف استهداف السفن الإسرائيلية، هذا هو الوجه الحقيقي للوصاية الأمريكية على المنطقة العربية بشكل عام والسعوديّة بشكل خاص.
يعد ملف الأسرى من أبرز القضايا الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني في ظل الحرب المُستمرّة، حَيثُ يحتجز التحالف السعوديّ-الإماراتي العديد من الأسرى اليمنيين في السجون، بينما تسعى حكومة صنعاء إلى التوصل لاتّفاقات لتبادل الأسرى، ورغم الجهود المبذولة بالتنسيق مع الأمم المتحدة، إلا أن التدخل الأمريكي والسعوديّ قد عرقل هذه المحاولات بشكل متعمد.
تتمثل العرقلة في الضغط المُستمرّ على اليمن للقبول بشروط مجحفة، حَيثُ تطالب السعوديّة والإمارات من حكومة صنعاء وقف استهداف السفن الإسرائيلية والأمريكية في السواحل اليمنية، بالإضافة إلى التخلي عن دعم غزة، هذه المطالب تعكس مساعي التحالف لتقويض قرار اليمن المستقل وتقييد موقفه الداعم لقضايا الأُمَّــة المركَزية.
لطالما شكَّلت المقاومةُ اليمنية نموذجًا للصمود في وجه العدوان الخارجي، حَيثُ قامت القوات المسلحة اليمنية، بدعم من الشعب، باستهداف السفن العسكرية الأجنبية التي كانت تستخدم السواحل اليمنية نقطة انطلاق لعمليات عدوانية، هذه التحَرّكات العسكرية تأتي ضمن استراتيجية يمنية مشروعة لحماية السيادة الوطنية وردع المعتدين.
ومع ذلك، فَــإنَّ التدخُّلَ الأمريكيَّ والسعوديّ في هذه الحرب يُشيرُ إلى محاولاتٍ مُستمرّةٍ لإجبار اليمن على تغيير سياسته العسكرية، ربط التقدم في ملف الأسرى بشروط غير مشروعة يعكس الطبيعة الاستعمارية لتحالف تقوده واشنطن، ويهدف لفرض إرادته على المنطقة.
إلى جانب ذلك، تشهد الساحة العربية ضغوطًا متزايدة على اليمن للتخلي عن دعم غزة، في وقت تواجه فيه فلسطين تهديدًا وجوديًّا من الاحتلال الإسرائيلي، القضية الفلسطينية، التي تمثل جوهر النضال العربي، تواجه محاولات من السعوديّة والإمارات لتحييد المواقف الداعمة لها تحت ضغط من الأجندة الأمريكية الداعمة للتطبيع مع “إسرائيل”.
من الواضح أن التحالف السعوديّ-الإماراتي، بدعم أمريكي مباشر، يسعى لتقييد دور اليمن المقاوم وإبعاده عن القضايا الكبرى مثل فلسطين وحق مقاومة الاحتلال، ورغم هذه الضغوط، يظل الشعب اليمني وقواته المسلحة ثابتين في مواجهة العدوان، ملتزمين بمبادئ الحق والعدالة، وهو ما يعكس قوة الموقف اليمني في مواجهة محاولات القوى الكبرى لتوجيه الصراع بما يخدم أجنداتها.