أفق نيوز
الخبر بلا حدود

اليمن وغـزة.. بُعدٌ جغرافيٌّ وقُربٌ استراتيجيّ

29

أفق نيوز | إلـهام الأبيض

 

يشهد العالمُ اليومَ تصاعدًا متزايدًا في التوترات الإقليمية، مُجسّدًا بصورةٍ خَاصَّة في الصراع الدائر في فلسطين، بينما تُعاني فلسطين من احتلال مُستمرّ، يُصارعُ اليمنُ حربًا دمويةً أَدَّت إلى كارثة إنسانية، لكن وعلى الرغم من البُعد الجغرافيّ بين القضيتين، برزَ اليمنُ كلاعبٍ استراتيجيٍّ مُؤثّرٍ في دعمِ المقاومةِ الفلسطينية، مُشكّلاً تحوّلاً جديدًا في ديناميكيات الصراع في المنطقة، ويتجلّى هذا الدعم في العمليات البحرية اليمنية التي استهدفت مصالح إسرائيلية في البحر الأحمر.

 

تُعتبرُ الحربُ في اليمنِ من أكثر الحروبِ دمويةً في المنطقة، مُسببةً معاناةً إنسانيةً هائلةً، لكن على الرغم من ظروفه الصعبة، لم يتوانَ اليمنُ عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وقد تجسّد هذا التضامن في سلسلة من العمليات العسكرية غير المسبوقة في البحر الأحمر، مُشكّلةً تحديًا جديدًا لإسرائيل وداعميها، هذه العمليات، والتي تُمثّل حرب بحار غير مسبوقة، أظهرت قدرة اليمن على إحداث اختراقاتٍ استراتيجية وإظهار صموده في وجه القوى الكبرى.

 

لم تُحدِث هذه العمليات تأثيراً على المجال العسكريّ فحسب، بل أَيْـضاً على المستوى السياسيّ والدبلوماسيّ، فقد أربكت هذه العمليات إسرائيل وحلفاءها، وأظهرت ضعف استراتيجيتهم العسكرية في البحر الأحمر، كذلك أظهرت استعداد اليمن للتحدّي وعدم الخضوع لضغوط القوى الكبرى، مُثبتةً إرادَة صامدة في دعم المقاومة الفلسطينية، العمليات اليمنية في البحر الأحمر لم تكن مُجَـرّد أفعال عسكرية، بل رسالة قوية تُشير إلى تغيير في موازين القوى في المنطقة.

 

تُمثّل العمليات البحرية اليمنية التي استهدفت مصالح إسرائيلية في البحر الأحمر تحوّلاً مُهمًا في دعم المقاومة الفلسطينية، فعلى الرغم من المعاناة الشّديدة التي يُعانيها الشعبُ اليمنيّ، أثبت اليمنُ قدرته على التحدّي ودعم القضايا العادلة، مُغيّراً مُعادلة القوى في المنطقة، هذه العمليات، مع ما تُمثّله من إرادَة صامدة وتضامنٍ مع المظلومين، تُشكّل دافعًا قوياً لِلمزيدِ من التضامن الدوليّ مع القضية الفلسطينية والضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها.

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com