كيف لا أتولَّاه؟!

أفق نيوز | أم المختار مهدي

سُئلت هل أتولاه؟ فأجبت: وكيف لا أتولاه؟!

منه عرفت ما معنى أن أكون عبدًا طائعًا لله تعالى، بدلًا عن التفضل عليه بفعل بعض الواجبات، منه عرفت قيم ومبادئ وأخلاق الإسلام وأنه ليس مُجَـرّد عنوان لدينٍ أعتنقه وأكتب اسمه على بطاقتي مفرغًا من جوهره، منه عرفت ما معنى حب الأنبياء والرسل ومعرفة الاقتدَاء بهم وأن قصصَهم ليست مُجَـرّد حكايات لأطفالنا عند نومهم، منه عرفت آل البيت الذين غُيبت سيرتهم عنا وكيف أنهم سفينة نجاتنا، منه عرفت كيف أفوز برضا الله تعالى، وجنته، وكيف أنجو من غضبه وناره.

كيف لا أتولاه وقد كنت على شفا حفرة من النار بضلالي فأنقذني الله منها على يديه؟!

كيف لا أتولاه ومن قبل أن أعرفه لم أتذوق حلاوة الطاعة أَو خوف المعصية أَو اليقظة من الغفلة؟!

كيف لا أتولاه وهو من غيَّر مجرى حياتي من فتاة أكبر اهتماماتها المسلسلات، وأكبر إنجازاتها الدرجات، وأعظم مكاسبها اللذات، إلى فتاة تعمل جاهدة لجهاد نفسها أولًا ثم جهاد أعداء ربها ثانيًا؟!

كيف لا أتولاه وقد تغيرت منذ عرفته طريقي من طريقٍ لأماكن لا تمت لرضا الله بأية صلة إلى أماكن ينيرها ذكر الله ويملأها هداه؟!.

كيف لا أتولاه وهو من بفضله تعلقت بربي، واقتديت برسولي وأهل بيته ولاتي، وعاديت الأعداء الذين يستحقون عدائي؟!

بربكم قولوا لي ألا يجدر بي أن أتمسك بولايته ولو سال دمي؟! ألا يستحق طريقٌ في نجاتي عرفته منذ عرفت سيدي وقائدي أن أفديه بروحي؟! بلى، والله لو كان لي ألف روحٍ وكلّ روح منها تموت ألف مرة لأفديه بكلها لما تردّدت، كيف لا وقد أنقذ اليمن من الضلال إلى الهدى، وأخرجها من الظلمات إلى النور، وهداها إلى سبيل ربها؟!

كيف لا وقد صَعَدَ بالشعب بعد ضعفه، وأعزه بعزة الله بعد تنكيس هامته، وعدل لها البُوصلة بعد انحرافه؟!.

قسمًا بمن أنعم علينا به لئن قُتلت ثم حُرقت وعُذبت ويُفعل بي ذلك ألف ألف مرة فداءً له لاستبشرت، وإن الموت تحت رايته لهو بذاته السعادة والحياة، وإن الجهاد تحت قيادته هو بذاته العزة والشموخ، وإن السير في طريقه لهو بذاته الهداية، وإنا لنأمل أملًا كَبيرًا بالله تعالى أن يحقّق لنا النصر الموعود على يديه المباركتين، وأن يهلك اليهود والنصارى ومن معهم بقيادته، وإنَّا لنراه قريبًا ويرونه بعيدًا، والله على كُـلّ شيء قدير.