وانتصر دمُ غزة على إجرام بني صهيون
أفق نيوز – بقلم – صفوة الله الأهدل
كم راهن العدوّ الصهيوني بإجرامه على إسقاط غزة في بضعة أَيَّـام، وكم توعّد بعدوانه بإنهاء حركة حماس والقضاء عليها، وكم سعى بغيّهِ لإطفاء نور المقاومة في فلسطين؛ ليحتل جميع أراضيها دون أن يقف أحد بوجهه، اغتال قيادة حزب الله واحدًا تلو الآخر إلى أن وصل لأمينه العام الشهيد القائد السيد/ حسن نصر الله -رضوان الله عليه-، أدخل أدواته داعش بما يسمى المعارضة إلى سوريا ودعمها حتى أسقط سوريا بأيديهم خدمة لهم وقطعًا لطريق الدعم إلى فلسطين.
ليس هذا وحسب بل شغل العدوّ الصهيوني العالم ببطولات كُرة القدم، وألهى العرب ببعضهم البعض؛ كُـلّ هذا ليستفرد بغزة وحدها، لكنه لم يحسب لشعبنا اليمني حساباً؛ بسَببِ البعد الجغرافي وظنًا منه أننا لن نستطيع فعلَ شيء تجاه ما يفعلونه بإخواننا في قطاع غزة.
لم يكن العدوّ الصهيوني ليُقدم على فعل شيء دون دعم وغطاء أمريكي وبريطاني، ولم يكن ليستمر في إجرامه ومجازره اليومية التي يندى لها جبين الإنسانية دون تواطؤ وتخاذل من المسلمين والعرب على رأسهم الأنظمة العربية الساكتة؛ بل والمشاركة في إبادة أهالي غزة، حَيثُ لا يخفى على أحد ما أقدمت عليه السلطة الأردنية والمصرية من مشاركة في محاصرة قطاع غزة واعتداءات على اللاجئين إلى أراضيهم، وكذلك ما قدمته دول الخليج من كافة أنواع الدعم وبأشكال مختلفة، بخلاف موقف حزب الله اللبناني والمقاومة العراقية المشرّف من دعم وإسناد المقاومة بكل ما أمكن.
لا يجب أن نلتفت إلى حجم التضحيات وعدد الشهداء الذين قدّمناهم قرابين لله وإن كانوا قادة وأعزاء كما فعلت السيدة زينب -عليها السلام-؛ بل يجب علينا أن ننظر إلى هذا الانتصار العظيم الذي حُفظ به هذا الدين العظيم، وحُميت به رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين، وطُهّرت به مُقدّسات الأُمَّــة من دنس اليهود ورجسهم، وأعاد للأُمَّـة الإسلامية والعربية مجدها وشرفها الذي أضاعوه، ووحّدها بجميع طوائفها ومذاهبها للمرة الأولى، وكيف ينتصر الدم على السيف، وكيف تنتصر الفئة القليلة بسلاح الإيمان على الفئة الكثيرة التي تمتلك سلاح الحديد، وكيف كُسرت شوكة اليهود والمنافقين رغم عددهم الكبير وعدّتهم، وكيف قطع الله دابرهم، وكيف هي تجلّيات قدرة الله وإرادته في الكون تحديدًا في منطقة صغيرة بفلسطين جرّب فيها الأعداء كُـلّ أنواع الظلم والطغيان.