أفق نيوز
الخبر بلا حدود

أسبابٌ أجبرت “إسرائيل” على الصفقة

21

أفق نيوز – بقلم – غازي منير

بداية إن الجميع يعرف أن “إسرائيل” وضعت لها أهدافاً معلنة قبل بدء عدوانها على غزة، أبرزها القضاء على حماس وإعادة أسراها من أسمتهم بالمختطفين.

طبعاً إعادتهم بالقوة وليس عن طريق اتّفاق وصفقة تبادل مع حماس.

والآن بعد أن ارتكبت “إسرائيل” إبادة جماعية في غزة ودمّـرتها تمامًا وجعلت معظم الأحياء فيها خالية من أية شواهد تدل على الحياة، قتلت ما قتلت من الأطفال والنساء والأبرياء المدنيين، ودمّـرت ما دمّـرت من المساكن والبيوت وحتى المدارس والمستشفيات على مدى 15 شهراً إلا إنها الآن رضخت وذهبت نشوتها التي ظهرت بها بعد السابع من أُكتوبر في العام الأسبق أدراج الرياح.

هل هي حقّقت أهدافها الآن؟

بكل تأكيد لم تحقّقها… فهي لم تنهِ حماس ولم تستطع إعادة ولا حتى أسيراً واحداً رغم توغلها في كُـلّ أرجاء القطاع.

هل كما يروج بعض السذج بأن سياسة ووساطة قطر ومصر وبايدن وترامب هي السبب؟!

طبعاً لا… فجميعنا يعرف بأن “إسرائيل” لا تأبه بمجلس الأمن والأمم المتحدة والمجتمع الدولي ولا تراعي أية قوانين واتّفاقيات إنسانية أَو دولية فقد قتلت الأطفال والنساء بالجملة واستباحت حرمة المدارس والمستشفيات أمام مرأى ومسمع العالم أجمع وبضوءٍ أخضر ودعم كامل أمريكي وغربي؛ فهل ستؤثر فيها سياسة ووساطة قطر ومصر اللتان لا حول لهما ولا قوة؟

وهل بايدن وترامب اللذان هما رئيسان لأمريكا، التي عطلت قرارات مجلس الأمن الداعية لإنهاء الحرب على غزة لعدة مرات؟!

كلّ هذا وذاك لم يحقّق أي شيء ولم يؤثر في “إسرائيل” ولا هي تعمل لكل هذا أي حساب؛ فما الذي جعلها ترضخ لتتفاوض وتوقع اتّفاق وصفقة تبادل مع عدوها اللدود التي حلمت بأنها ستنهيها ولم تستطع “حماس”.

إنه الله الغالب على أمره والقاهر فوق عباده، الذي يؤيد وينصر عباده المؤمنين، وإن قل عددهم وعدتهم، ويهزم ويخزي الطغاة الظالمين وإن كثر عددهم وعدتهم.

إنه صمود الشعب الفلسطيني الأُسطوري ومقاومته الباسلة الذين واجهوا جيش العدوّ الإسرائيلي ومدرعاته وآلياته الحديثة والمتطورة بصدورهم والتحموا معها من المسافة صفر وقنصوا جنود العدوّ بدقة متناهية ودكوا حشوده في كُـلّ يوم.

إنه إسناد حزب الله في لبنان الذي بدأ تصاعديًّا منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى حتى وصل إلى الحرب الشاملة التي أودت بجنود العدوّ بين صريع وجريح وشارد، وآلياتهم بين مدمّـرة ومعطوبة وهاربة، واستهداف العمق الفلسطيني المحتلّ وحتى منزل مجرم الحرب نتنياهو استهدفوه بدقة متناهية وخلطت أوراقه وأربكته.

ودخلوا هذه المعركة وهم يعرفون بأن لها ثمناً وكلفة إلا أن غيرتهم ونخوتهم ودينهم جعلهم يضحون بقادتهم وخيرة شبابهم شهداء على طريق القدس، اتخذ هذا القرار شهيد الإنسانية والقدس السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- وأرخص دمه؛ مِن أجلِ غزة والقدس.

أيضًا، إن من أحد الأسباب الرئيسية لرضوخ “إسرائيل” هو دعم وإسناد اليمن وجيشه الباسِل وقيادته الحكيمة وشعبه الحر لغزة، كما أكّـد رئيس المكتب السياسي لحماس بأن دعم وإسناد من أسماهم بـ”إخوان الصدق أنصار الله” غير من معادلة الحرب.

فقد تخطت اليمن البعد الجغرافي ووصلت صواريخها ومسيّراتها إلى عمق الكيان المؤقت وعطلت مطار بن غوريون لعدة مرات، وجعلت ملايين المغتصبين الصهاينة يفزعون من نومهم ليهرعوا إلى الملاجئ بذعر وهلع تسبب في إصابة العديد منهم لعشرات المرات لا سِـيَّـما في المرحلة الأخيرة.

وأيضًا فرضت اليمن حصاراً بحريًّا على كيان العدوّ حتى جعلت ميناء أم الرشراش خارجاً عن الخدمة ويعلن إفلاسه ويسرح العاملين فيه، وجعلت البحر الأحمر عربيًّا خالصاً لغزة.

وفي صمود وجهاد واستبسال غزة وجبهات الإسناد لعبرة ودروس يستفاد منها لكل الدول والشعوب العربية وإلا فَــإنَّ “إسرائيل” لن تراعي لهم حقاً أَو حرمة فقد ثبت الواقع بأن ليس هناك قوانين تلتزم بها أَو تمنعها.

وحدها روحية الجهاد والمقاومة والقوة والصمود هي من توقف “إسرائيل” وتجبرها على الركوع.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com