على طريق القدس ومن أجل الأقصى، وبعد رحلة جهاد واستبسال ومقاومة استمرت لثلاثين عامًا، ارتقى القائد محمد الضيف شهيدًا في معركة طوفان الأقصى ليلحق بركاب رفاقه القادة الشهداء، وليُضم اسمه في سجل من قضوا نحبهم وفازوا بالحياة العظيمة عند الله.
قائد كتائب عز الدين القسام، الأسد المغوار ومطأطئ رؤوس الكفار، من أذاقهم العلقم وَجعلهم أذلاء صاغرين يخافونه كخيفتهم من الموت، هَـا هو عند الله شهيداً.
ولإن القضية عظيمة فثمنها غالٍ فقد قضوا أعمارهم في قضية محقة وحق مشروع وبذلوا دماءهم رخيصة؛ مِن أجلِ الدفاع عن أرضهم وأبناء شعبهم، ولكي ينالوا الحرية التي يريد الصهاينة سلبها منهم.
فالشهيد القائد محمد الضيف كان لهُ دور بارز وعظيم في اندلاع شرارة معركة طوفان الأقصى التي نكلت بالعدوّ وأعادتهُ للحظيرة، وكشفت أُكذوبة الجيش الذي لا يقهر، وأبانت كم هو جيش مرتبك مهزوم.
أكثر من ثلاثة عقود من الزمن هي مسيرة الضيف الجهادية، فمنذ انضمامهُ في عام1987م وحتى استشهاده، أعطى للعدو دروسًا من خلال خوضه كُـلّ معركة مع المقاومين بأن ليس لهُ شبر واحد في فلسطين ولا إقامة لهُ في أرضها وأن مصيرهُ وعاقبته الزوال وإن مارس الإرهاب والإجرام بحق الفلسطينيين فنهايتهُ قريبة وحتمية لا شك فيها.
ارتقى القائد الضيف شهيدًا مع رفاقه بعد أن زلزل الكيان الهش زلزالًا عظيمًا، وأوقد نار المقاومة على العدوّ الصهيوني لتجعل من الأرض التي احتلها وبالًا وجحيمًا عليهم.
لم يستشهد الضيف ورفاقه إلا وقد رسم هزيمة للعدو، وبجهادهم انتصروا وبهِم كُسرِت شوكة العدوّ وسويت هيبة جيشه الأرض، وبعزيمتهم وثقتهم بنصر الله انتصروا ليشهد التاريخ بنصرهم، وليكتب النصر في أنصع صفحاته.
استشهد الضيف ليُعيد مجد أُمَّـة غاب عنها المجد منذ زمن، ويحيي الآلاف من “الضيف” ليسلكوا طريق المقاومة وينهجوا نهجه في الجهاد ومقارعة الاحتلال حتى زواله.
القائد الضيف كان رمزًا للشجاعة والإقدام والمقاومة، وأصبح اليوم حديث التضحية والفداء، وسيكتب التاريخ بطولاته وتعلّم وتدرّس للأجيال مستقبلًا لعظيم ما قَّدم.
استشهد الضيف ورفاقه وقد تركوا لنا سيرة عظيمة وَتاريخية كفيلة بتربية الأجيال وصناعة الرجال العظماء كعظمة الشهداء الذين تركونا في منتصف طريق الجهاد واستشهدوا ليكمل الأبطال مواصلة الدرب حتى تحرير كُـلّ شبرٍ محتلّ في أرض فلسطين.