أفق نيوز
الخبر بلا حدود

شهيد القرآن.. جعل اليمن المستضعف فاعلًا مؤثرًا دوليًّا

43

عبدالحكيم عامر

نحن في عالمٍ يشهد تحولات وتقلبات سريعة وخطرة على مصير الأُمَّــة الإسلامية، تسعى فيه القوى الاستعمارية الغربية، بالدرجة الأولى الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل”، إلى فرض هيمنتها وتكريس سيطرتها على كافة أنحاء العالم، بشتى الوسائل والأساليب ومن بينها الحرب والعدوان والتدخلات السافرة في الشؤون الداخلية للدول.

في هذا الواقع الخطير بزغ نور رجل عظيم، هو الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)، الذي نذر حياته لنهضة أمته وصحوتها الإيمانية الجهادية لهذا العدوان الشرس. فقد انطلق الشهيد القائد من فهمٍ عميقٍ للقرآن الكريم وواقع الأُمَّــة، ليشكل نواةً لحركةٍ إصلاحية شاملةٍ تستهدف التغيير الجذري في كافة مناحي الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.

لقد أدرك شهيد القرآن (رضوان الله عليه) أن النهوض الحقيقي للأُمَّـة لا يتأتى إلا من خلال العودة الواعية والعملية إلى القرآن الكريم، وتعزيز الثقة بالله “سبحانه وتعالى” في نفوس المسلمين، فأطلق مشروعه العظيم في أوساط الأُمَّــة، داعيًا إياها إلى النهوض والصحوة الإيمانية التي تسلح بها في مواجهة المؤامرات والهجمات الشرسة التي تستهدف أمتنا الإسلامية.

ولم يكن الشهيد القائد (رضوان الله عليه) مُجَـرّد داعٍ فحسب، بل كان قائدًا قرانيًا، حَيثُ قاد مواجهة شرسة ضد العدوان الأمريكي الإسرائيلي والأنظمة العربية المتواطئة معه. فأطلق شعار “الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لـ “إسرائيل”.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام” الذي أصبح منارةً للمقاومة والتصدي لهذا العدوان.

وفي قلب هذه المواجهة، كانت قضية فلسطين محورًا أَسَاسيًّا في فكر وتوجّـهات السيد الحوثي (رضوان الله عليه)، فقد حذر من خطورة التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي، وأكّـد على ضرورة الوقوف بكل قوة في وجه المؤامرات الغربية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وها نحن نرى اليوم كيف هرولت بعض الأنظمة العربية نحو التطبيع على حساب الشعب الفلسطيني ومقاومته البطولية.

وعلى الرغم من استشهاد هذا القائد العظيم في الحرب العدوانية الأولى، إلا أنه قد أرسى دعائم المشروع القرآني وبنى ركائزه الأَسَاسية التي جعلت منه ومن حملته نواةً قوية صنعت الثورة اليمنية التي تواصل تحقيق انتصاراتها في تغيير الواقع اليمني إلى الأفضل وجعلت من اليمن المستضعف فاعلًا مؤثرًا على الصعيد الإقليمي والدولي.

فالشهيد القائد هذا استطاع أن يجعل اليمنيين القوة الأبرز على صعيد الساحتين الإقليمية والدولية في المرحلة الحالية، وبمنهجه بنى عزيمة وإيمان كُـلّ أبناء اليمن وكوادره، وجعلهم يصنعون من كُـلّ المعاناة مستقبلهم الأقوى، ويواجهون كُـلّ المشاريع الأمريكية والإسرائيلية التآمرية، ويستوعبون كُـلّ الفرص المتاحة ليتقدموا بخطى متسارعة نحو الردع الكامل للعدوان وتحرير كُـلّ الأراضي المحتلّة وكسر الحصار الجائر، ويتقدمون بخطى واثقة نحو الانتصار المحتوم والوصول ببلدهم إلى العزة والكرامة والحرية ونصرت المستضعفين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com