أفق نيوز
الخبر بلا حدود

القبيلة اليمنية: صخرة الأقدار وقلعة الشموخ

24

إسماعيل سرحان

في متاهات الزمن، حَيثُ تتناثر أحداث التاريخ، تقف القبيلة اليمنية كالصخرة الراسخة الأبية، شامخة الهامة، متحدية العواصف والأهوال.

لقد نحتت وجودها على جذور التاريخ، وكتبت حكاياتها بدماء أبطالها الذين لم يهابوا الموتَ دفاعًا عن أرضهم وكرامتهم.

ليست القبيلة اليمنية مُجَـرّد تجمع بشري عابر، بل هي روح نبيلة تسكن في كُـلّ قلب، وقصيدة ملحمية تروي حكايات الشجعان الذين صنعوا مجد وطنهم عبر العصور. ينحدرون من نسل الأبطال الأشاوس، حماة الحمى، الذين لا يعرفون الخنوع أَو الاستسلام.

إنها القبيلة التي أوصدت أبوابها أمام جحافل الغزاة والمؤامرات الدنيئة، وجعلت من جبالها حصنًا منيعًا للأحرار الأباة. فهي ليست مُجَـرّد قوة عسكرية أَو سياسية، بل هي حصن للأخلاق والقيم النبيلة، ودرع واقٍ للوطن ضد أعدائه الحاقدين.

عندما يعلو صدى الهتافات؛ مِن أجلِ فلسطين، لا تقف القبيلة اليمنية على الحياد، بل تتقدم الصفوف، تحشد الجهود، وتطلق قوافل المساعدات. ولكنها تعلم أن الكلام وحدَه لا يكفي، وأن الرصاصة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها الطغاة والمعتدون.

تدرك القبيلة اليمنية تمامًا أن نضالها ليس مُجَـرّد مهمة عسكرية أَو سياسية، بل هو قبل كُـلّ شيء مهمة أخلاقية وإنسانية. فهي تقف إلى جانب المظلومين والمقهورين في كُـلّ مكان، وتمد يد العون للمحتاجين والمعوزين.

في وجه العواصف العاتية، تظل القبيلة اليمنية صامدًا شامخًا، لا تهتز له ريح، ولا تنحني له هامة. إنها الجدار الحامي للوطن، والصوت المدوي للشعب الذي يرفض الظلم والاستبداد.

عندما يحاول الأعداء رسم خرائط جديدة في غرفهم المظلمة، يظنون أن الأموال يمكن أن تشتري الولاءات، لكنهم لا يدركون أنهم يواجهون تراثًا عريقًا من النضال والكرامة، إرثًا يتناقلُه الأجيال جيلًا بعد جيل.

تكتب القبيلةُ اليمنية تاريخَها بدماء أبنائها، وتصنع مجدها بإصرارها على التحرّر والانعتاق. إنها قصة ملحمية عن الصمود والعزة، قصة عن شعب لم يقبل الذل والهوان، وشعب سيظل شوكة في حلق أعدائه إلى الأبد.

إلى كُـلّ من يحاول النيل من القبيلة اليمنية، تذكروا أنكم تقفون أمام صخرة صماء، وأن هامتها لن تنحني أبدًا. إنها القبيلة التي لا تعرف سوى طريق واحد، طريق الحرية والكرامة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com