التاريخُ لا ينسى الأبطالَ الذين سطَّروا بدمائهم أنصع الصفحات، ولا يغفَلُ عن ذكرِ الذين مضَوا على درب التضحية؛ فداءً لدينهم وأوطانهم.
شهداء الأُمَّــة، وشهداء القدس على وجه الخصوص، هم من صنعوا العزةَ بدمائهم الطاهرة، ورسموا ببطولاتهم طريق التحرير، فلم يهابوا الموت، بل أقبلوا عليه إيمانًا ويقينًا بأن النصرَ حليفُ الصادقين والمجاهدين في سبيل الله.
القادة الشهداء.. رموز المقاومة والثبات:
كم من قائد رفع رايةَ الجهاد، مضحيًا بروحِه في سبيل الله، ليكون نورًا يضيء درب الأحرار من بعده! القائد محمد الضيف ورفاقه، وكل من سبقهم أَو لحق بهم، هم نبض هذه المسيرة المباركة، رجال صدقوا العهد، وبذلوا الغالي والنفيس ليبقى الوطن والمقدسات عصية على الاحتلال.
لم يتردّدوا يومًا، ولم ينحنوا أمام العواصف، بل كانوا صخرة تتكسر عليها أطماع المعتدين، مؤمنين بأن المقاومةَ هي السبيلُ الوحيدُ لاستعادة الحقوق، وأن التضحيةَ هي ثمنُ الحرية.
اليمن.. موقفٌ ثابتٌ ودعمٌ لا يتوقف:
نحن أبناءَ اليمن، كما كنا دائمًا، نقفُ صفًّا واحدًا مع فلسطين، لا نحيدُ عن موقفنا، ولا نتراجعُ عن التزامنا. غزة ليست وحدَها، والقدس مسؤولية كُـلّ مسلم حرّ، ولن نبخلَ بدمائنا وأرواحنا حتى يتحقّق النصر وتتحرّر الأرض من دنس الاحتلال.
دعمُنا ليس شعارًا، بل فعلٌ يترجم في البر والبحر والجو، وسنضربُ بيد من حديد كُـلّ من يقف مع العدوّ أَو يدعمُه، حتى يعلموا أن الأُمَّــة لا تزالُ حية، وأن الأحرار لا ينامون على الضيم.
المواجهة ضد قوى الطغيان.. معركةٌ لا مفر منها:
اليوم، نحن أمام مواجهة مصيرية ضد قوى الاستكبار العالمي، الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، وهي مواجهةٌ حتمية فرضتها علينا سياساتُهم العدوانية، ودعمهم المُستمرّ للمحتلّ الغاصب.
هذه المعركة ليست خيارًا، بل قدرٌ نؤمنُ به، وساحةُ اختبار لعزائم الرجال.
نحن لا نخشى المواجهة، بل ننتظرُها بفارغ الصبر، مستعدون للردِّ على أي عدوان، وإثبات أن إرادَة الشعوب أقوى من ترساناتهم، وأن الحق مهما حورب، سينتصر في النهاية.
رسالةٌ إلى أهل غزة: لستم وحدكم!
إلى أهلنا في غزة، يا من تقفون في وجه أعتى قوة غاشمة بصدوركم العارية وإيمانكم الصلب، اعلموا أنكم لستم وحدَكم.
نحن معكم بقلوبنا، بأرواحنا، بسلاحنا، وبكل ما نستطيع.
معركتكم هي معركتنا، ودماؤكم دماؤنا، وألمكم ألمنا، وما النصرُ إلا صبرُ ساعة.
القدسُ ستتحرّر، والمحتلُّ إلى زوال، وهذه الأرضُ لن تقبَلَ الغُرباء مهما طال الزمن. هذا وعد الله، وسُنةُ التاريخ، ولن تجد لسُنَّةِ الله تبديلًا.