أفق نيوز
الخبر بلا حدود

حصانة مفقودة وواقع مخيف

35

خالد زيد قعشة

واقعٌ مظلِمٌ؛ بسَببِ التثقيف الأمريكي الذي استهدف بعض المسلمين، وغرس قيمًا ومفاهيمَ غريبة عن دينهم، أصبحوا في حالة يُرثى لها، تتسم بالضلال والضياع والتشتُّت.

ومن أسوأ أنواع الضلال الذي قد أُصيبوا به هو: عندما لا يعرفون من هو العدوّ ومن الصديق، بينما المخلوقات الأُخرى التي لا تعقل تمتلك من الغريزة تمكّنها من تمييز عدوها من مسافة، بينما أضاعت الأُمَّــة الإسلامية بُوصلتها في تحديد الأعداء والأصدقاء.

ما الذي أوصل الأُمَّــة إلى هذه الحالة السيئة؟ إنه ابتعادها عن الحصانة الحقيقية التي تجعلها أُمَّـة واعية، أُمَّـة مستبصرة، أُمَّـة تعرف أعداءها، وهي الثقافة القرآنية، التي تمثل مصدر قوتها وعزتها. إن القرآن الكريم ليس مُجَـرّد كتاب يُتلى، بل هو منهج حياة شامل، يحملُ قيمًا ومبادئ تُحصّن الأُمَّــة من الضلال والتخبط، وتمنحها القدرة على مواجهة التحديات بثبات وقوة.

لقد صدق الشهيد القائد (رضوان الله عليه) عندما قال: “الحقيقة: إذَا تأمل الإنسان في واقع الناس يجد أننا ضحية عقائد باطلة، وثقافة مغلوطة جاءتنا من خارج الثقلين: كتاب الله، وعترة رسوله”. هذه الكلمات تعكس فهمًا عميقًا لأصل الداء، وتُشير إلى أن الحل يكمن في العودة إلى المصدرين الرئيسيين للتشريع والتوجيه، وهما القرآن الكريم وسنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

وكل هذه الثقافة المغلوطة التي غزت الأُمَّــة، جاءت عندما فرَّطت الأُمَّــة بمن وجَّهنا إليه الرسول (صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ)، وأوصانا بالتمسك به عندما قال: “أيها الناس، إن الله مولاي وأنا مولاكم فمن كنتُ مولاه فهذا عليٌّ مولاه”، وهذا يعني التمسُّك بالقيادة والهداية الصحيحة التي رسمها لنا اللهُ ورسولُه. فالتخلي عن هذه الهداية أَدَّى إلى التشتت والانحراف عن الطريق القويم.

لذلك، عندما تخلَّفت هذه الأُمَّــة عن القيام بمسؤوليتها في حماية دينها وقيمها، جاءت سنة الله التي لا تتخلَّف عن وعده، والتي تُبين أن العاقبةَ ستكونُ وخيمةً على من يرتد عن دينه: ﴿يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم﴾. هذه الآية تحملُ في طياتها تحذيرًا ووعيدًا، وفي الوقت نفسه، بشارةً وأملًا للمؤمنين الصادقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com