أفق نيوز
الخبر بلا حدود

ما أسباب صمت قوى التحالف على المظاهرات الغاضبة جنوب اليمن وأبرز المرشحين لمغادرة المشهد

114

أفق نيوز | تقرير

لم يعد بالإمكان كبح جماح الشعب الغاضب في مناطق سيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن، حيث تتواصل منذ قرابة أسبوع الاحتجاجات على الانهيار الاقتصادي، وقد حدد المتظاهرون هدفهم المباشر هذه المرة بالهتاف ” لا تحالف بعد اليوم”.

بينما حظي هاشتاق ( #مجلس_القياده_التحالف_ارحل ) بتفاعل كبير من قبل رواد منصات التواصل الاجتماعي.

الأسطوانة المشروخة

ورغم محاولة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، التابع للتحالف، رشاد العليمي، تحميل من وصفهم بـ”الحوثيين” مسؤولية انهيار الاقتصاد في مناطق سيطرة التحالف، بسبب قيام حكومة صنعاء  بمنع تصدير النفط، إلا أن كثير من الناشطين والحقوقيين، اعتبروا تصريحات العليمي بمثابة “أسطوانة مشروخة” مشيرين إلى أن “الفساد وانهيار العملة أمر يحدث من قبل منع الحوثيين لتصدير النفط” مؤكدين أن ” استئناف تصدير النفط لن يصب في صالح الشعب، بقدر ما قد يكون رافدا أخر لجيوب المسؤولين التابعين للتحالف، في ظل حالة الفساد المتفشية بين مكونات القوى التابعة للتحالف”، مشيرين إلى أن عائدات النفط التي يتشدق بها مسؤولي الحكومة التابعة للتحالف، لم تورد إلى خزينة “حكومة الشرعية” بل تذهب إلى البنك الأهلي السعودي.

حرب التجويع

بينما أصبح هناك قناعة راسخة لدى المواطنين في مناطق اليمن الخاضعة لسيطرة التحالف، أن الانهيار الاقتصادي وتدهور العملة، تمارس بشكل متعمد، في إطار حرب تجويع شعواء يتعرض لها الشعب، لصالح أهداف تخدم الاحتلال، وأن الحكومة الموالية للتحالف، أصبحت سببا للمشاكل ولم يعد هناك من يعتقد أنها قد تكون سببا للحل.

انتزاع صور قادة التحالف 

وتأخذ المظاهرات التي تجتاح مختلف مناطق جنوب وشرق اليمن، هذه المرة طابعا مختلفا عما كانت عليه المظاهرات السابقة، فإلى جانب تنامي حدة الغضب الشعبي، شهدت مدينة عدن، وبشكل غير مسبوق، تصعيدا وصف بالاستثنائي من قبل المواطنين، الذين قاموا خلال الأيام الماضية بإسقاط صور قادة السعودية والإمارات، والهتاف ضد المجلس الانتقالي الموالي للإمارات والمسيطر على المدينة، معتبرين أن تفاقم حدة الفقر وانهيار الاقتصاد، يحدث نتيجة مؤامرات دول التحالف.

مخاوف من قطع جذع الشجرة

بينما يلاحظ أن القوى السياسية التابعة للتحالف، سواء في حزب الإصلاح، أو المجلس الانتقالي الجنوبي، التزمت الصمت، إزاء حالة الغضب الشعبي، دون أن تسجل أي محاولات رسمية لتوظيف الاحتجاجات الشعبية في إطار حرب المكايدات السياسية القائمة بين فرقاء التحالف في اليمن، وهو أمر اعتبره كثير من المراقبين، بمثابة مؤشر لحجم المخاوف التي تعتري القوى التابعة للتحالف، من حالة الغضب الشعبي القائمة حاليا، وأن أي مساعي لاستثمار الموقف، لتأليب الرأي العام من قبل كل طرف ضد الأخر، قد يؤدي إلى قطع جذع الشجرة التي تقف عليها جميع القوى التابعة للتحالف في اليمن. ما قد يحرم تلك القوى من امتيازات غير شريعة ونهب مهول ما كانت ستحصل عليه لولا الظروف التي وفرتها الحرب.

التضحية بالأدوات مع الاحتفاظ بسياسات التدمير

ولايستبعد مراقبون أن يتم التضحية بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، لتجاوز عاصفة الغضب الشعبي، ودفعهم خارج المشهد السياسي، بغرض امتصاص سخط المواطنين، الذي يبدو أن غضبهم هذه المرة لن يقبل العودة إلى المنازل دون إحداث تغييرات جذرية، لتحسين الوضع الاقتصادي والحد من تدهور العملة، إلى جانب الإطاحة بتشكيلة المحاصصة السياسية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، التي تدير البلاد لصالح دول التحالف، لكن ذلك من وجهة نظر البعض لا يعني أن حدوث تحسن، حيث يمكن استبدال الوجوه القديمة المستهلكة بوجوه جديدة، دون احداث أي تغيير يذكر، على غرار استبدال عبدربه منصور هادي بمجلس قيادة رئاسي، مع الاحتفاظ بنفس الالية المنتجة للفساد والانهيار الاقتصادي وتدهور العملة.

وكالة الصحافة اليمنية

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com