أفق نيوز
الخبر بلا حدود

استهانة ترامب بالحقوق تهديدٌ لكل الأُمَّـة

36

فاطمة السراجي

تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في الآونة الأخيرة التي تناولت العديد من القضايا الساخنة في المنطقة العربية، وخَاصَّة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أثارت ردود فعل واسعة وحادة، ففي محاولة لتوسيع نفوذ بلاده على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، جاءت تصريحاته لتؤكّـد واقعًا مريرًا يستمر في تكريس الظلم والاحتلال، محاولًا تكريس سياسات الهيمنة الأمريكية والصهيونية على المنطقة.

تتمثل خطورة تصريحات ترامب في الإعلان عن نية الولايات المتحدة في السيطرة على قطاع غزة، هذا القطاع الفلسطيني الذي يعاني أصلًا من الحصار والتضييق منذ سنوات، وضمن هذا التوجّـه، تأتي تهديداته بتهجير الشعب الفلسطيني خارج ديارهم، ما يعد انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان، ويظهر من خلال هذه التصريحات، أن ترامب يسعى إلى تقديم دعم غير محدود للمشروع الصهيوني، وتوسيع نطاق احتلاله، حَيثُ يعتبر قطاع غزة بمثابة ساحة لتوسيع هذه الأطماع التوسعية.

ومن خلال تصريحاته الأخيرة، أكّـد ترامب مرة أُخرى على الحقيقة الواضحة التي لا تقبل الجدل؛ أمريكا و”إسرائيل” هما وجهان لعملة واحدة.

فسياسات أمريكا تجاه القضية الفلسطينية ليست حيادية كما يروج البعض، بل هي جزء من سياسات الاضطهاد والظلم الذي تمارسه القوى الغربية في المنطقة، الولايات المتحدة، من خلال دعمها اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي، تساهم في تدمير أي أفق للسلام العادل الذي يضمن حقوق الفلسطينيين.

تصريحات ترامب حول اعتزامه العمل على إقرار سيادة “إسرائيل” على الضفة الغربية، وتجاهل حقوق الفلسطينيين، لا تعد كونها محاولة لاستكمال مشهد التوسع الصهيوني على حساب الحقوق العربية.

إن التهديدات الأمريكية، سواء فيما يخص قطاع غزة أَو الاعتراف بالقدس عاصمة لـ “إسرائيل” أَو دعم التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، تمثل تهديدًا حقيقيًّا للأمن القومي العربي، هذه المواقف ليست فقط هجومًا على الحقوق الفلسطينية، بل على هوية الأُمَّــة العربية بأسرها.

من خلال تمكين الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية والمقدسات الإسلامية، تحاول الولايات المتحدة تغيير الواقع العربي والإسلامي لصالح القوى الاستعمارية والصهيونية.

ما يزيد من خطورة تصريحات ترامب هو الدعم الذي تتلقاه تلك السياسات من بعض الأنظمة العربية التي قرّرت الانخراط في موجة التطبيع مع “إسرائيل”، تصريحات ترامب حول “التطبيع السعوديّ مع إسرائيل” تعكس هذا الانسجام بين القوى الغربية وبعض الأنظمة العربية التي اختارت السير في الركاب الأمريكي على حساب حقوق شعوبها وأمتها.

التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لا يضر فقط بالقضية الفلسطينية، بل هو طعنة في قلب الأُمَّــة العربية والإسلامية ويشجع الاحتلال على الاستمرار في سياساته الاستيطانية.

وفي ظل التصعيد الأمريكي الأخير، فَــإنَّ الرد العربي والإسلامي يجب أن يكون موحدًا، يجب على الشعوب العربية أن تدرك أن القضية الفلسطينية ليست مُجَـرّد قضية شعب مظلوم في غزة أَو الضفة الغربية، بل هي قضية الأُمَّــة العربية بأسرها، ما يهدّد فلسطين اليوم، سيطال كُـلّ الدول العربية في المستقبل، لذا يجب أن تترسخ الوحدة العربية في مواجهة هذه التحديات، ولا يجوز للأنظمة العربية التي تسعى للتطبيع مع الاحتلال أن تظل بعيدة عن مسؤولياتها التاريخية.

وفي اليمن الكل متفق على أن القضية الفلسطينية، هي القضية المركزية للأُمَّـة العربية والإسلامية، ويرفضون أية محاولات لتصفية الحقوق الفلسطينية، هذا الموقف الثابت لا يأتي من فراغ، بل هو نتيجة للإيمان الراسخ بحق الشعوب في تقرير مصيرها، والتمسك بالعدالة في مواجهة الظلم والاستكبار، الشعب اليمني وقيادته يرفضون بكل وضوح أية محاولات للتخلي عن فلسطين، أَو التساوق مع سياسات ترامب وأمثاله من القادة الذين يسعون لتصفية القضايا العربية والإسلامية.

إن التصريحات الأمريكية الأخيرة، التي تهدّد بتهجير الفلسطينيين والسيطرة على قطاع غزة، تمثل عدوانًا سافرًا، على حقوق الشعب الفلسطيني وعلى الأُمَّــة العربية ككل، من الضروري أن تخرج الأُمَّــة العربية والإسلامية من حالة الانقسام والتردّد إلى موقف موحد يدافع عن الحقوق الفلسطينية ويقف في وجه مشاريع التوسع الأمريكي والصهيوني، لا بدَّ من أن تتكاتف الجهود الشعبيّة والرسمية لإسقاط مخطّطات ترامب المشبوهة، فالقضية الفلسطينية هي قضية الأُمَّــة بأسرها، ولا يمكن التنازل عنها تحت أي ظرف من الظروف.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com