قاتلٌ ومصاصُ دماءٍ آدميةٍ ومجرمٌ يتخفَّى في زي تاجر عقارات!
استخدم هو وعصابتُه إدارةُ الشر الساكنةُ في البيت الأبيض أداتَهم القاتلة الأخطر والأكثر دموية في هذا العصر والمزروعةَ في فلسطين لقتل وإبادة وإصابة أكثر من 160 ألفًا معظمهم أطفال ونساء من أصل مليونين وثلاثمئة ألف إنسان وتحويلِ ديارهم ومرافق حياتهم في غزة إلى حطام خلال ١٥ شهرًا لا أكثرَ!.
هذه الإبادة الشاملة وليست جماعيةً (بالمناسبة) كما توصف؛ لأَنَّ الإبادة الجماعية في القانون الدولي المعنيِّ بتعريفها تتحقّق حين تتم إبادة 1 % من جماعة معينة أمَّا ما حصل في غزة فقد أبيد أكثر من 10 % من سكان القطاع؛ أي أن الأمر فاق الإبادة الجماعية بكثير، وعلى كُـلّ حال هذه الجريمة الكبرى والإبادة الشاملة التي لم تُنكب البشريةُ الإنسانية بمثلها أقدم عليها هذا المجرم السَّفاح وعصابتُه وأداتُهم الصهيونية؛ بقصد الترويع الدافع لسكان القطاع المتبقين إلى الخروج من وطنهم؛ ولكي يصبح قطاع غزة بعد الإبادة والتهجير كما يريدون مساحةً مُسوَّاةً بالأرض وغيرَ صالحة للعيش فيها؛ أي -بعبارة أُخرى وكما يريد هذا المجرم ومن معه أَيْـضًا– تحويلُ القطاع إلى عقار يُصرِّح بنية الاستيلاء عليه وإلحاقه بكيانه القاتل “الصغير”، كما يصفه هو؛ لكي يكبُر قليلًا! ومرحليًّا إلى أن يتم لاحقًا وشيئًا فشيئًا ضمُّ المزيد من الأوطان المجاورة “العقارات” -بمفهومه الشيطاني- حتى يغدو هذا الكيان الخبيث في الحجم الملبي لطموحات القائمين على مشروع زرعه وتوسيعه وتكبيره وهم ترامب وأشباهُه في الغرب التوسعي الاحتلالي الاستحواذ المخادع المجرم، وُصُـولًا إلى “إسرائيل” الكبرى -كما يحلمون– بتوصيفها التلمودي اليهودي الصهيوني الظلامي العتيد!
إذن من الخطأ أن نُساق وراء توصيفات أعدائنا الماكرين ونطلق على ترامب “تاجر عقارات” كما يريد ويروِّج ويُروَّج له في الإعلام الغربي والإعلام التابع له، فهذا تلطيف لقُبح إجرامي دموي عدواني ماكر وشرير على أعلى المستويات وإساءة لمهنة إنسانية عريقة ومن أكثر المهن تلادةً واحترامًا، وهي التجارة وخُصُوصًا تجارة العقارات، فحتى أكثر تجار العقارات (بالمعنى الحرفي للتعريف) سُوءًا لا يمكن أن يبلغ بهم السوء حَــدّ القتل بالجملة والمفرَّق؛ لكي (يمشيَ حالُ) تجارتهم، ولم نرَ تاجر عقاراتٍ مهما كان حالُه من الظلم والجشع والجور يقتل مُلَّاكًا بشكل جماعي ودون تمييز ويُخرج من تبقَّى من أرضهم أَو عقارهم ليستولي عنوةً وبالصميل عليه ودون أي مقابل! ولم نرَ أَو نسمع عن “صفقة عقارية” تتم دون توافق أَو تراضٍ بين البائع والمشتري حتى لو وضعنا هامشًا لإجحافٍ أَو غبنٍ قد يلحق بأحدِهما أَو كلَيْهما؛ فما الحالُ في شأن “تاجر عقارات” يبيد أصحاب العقار المستهدَف ويدمّـر العقار ويهجِّر من تبقى من أصحابِه ليستوليَ عليه ويتصرفَ فيه كما يحلو له، وما بالُك بصنيعِ هؤلاء المجرمين الأشدِّ دمويةً ووحشيةً وامتساخًا وهمجيةً على شاكلة ترامب ونتن ياهو بغزة وأهلها بل بفلسطينَ وعموم شعبها على مدى 80 عاما؟!
ترامب إذن يتجلبب إعلاميًّا ودعائيًّا وسياسيًّا بجلباب تاجر عقارات وهذا هو ضرب مبتكر من ضروب التضليل والمكر والخداع والتغطية على بشاعة جرائمهم وقبح وجوههم القاتلة والسارقة للأرواح والأوطان إلى جانب الضروب الأُخرى قيد الخدمة في مواراة سوءاتهم وتلثيم بشاعتهم الدموية كالتهريج والفكاهة السوداء وعبثية التناول لأكثر القضايا جديةً ومأساويةً كما هو حال الأُسلُـوب الاستعراضي الترامبي الذي يمكن وصفُه بأنه “تحشيشٌ سياسي” مبتكر، هدفُه إرباكُ عقلِ البشرية ووعيِها بل تغييبُها تمامًا عن حقائقَ ما تتعرضُ له من جرائمَ وجناياتٍ لا سابقَ لها في البشاعة والوحشية والدموية.