أفق نيوز
الخبر بلا حدود

عدن وخراب الغزاة

118

أفق نيوز | بقلم – أحمد الزبيري

فهم أبناء اليمن في المناطق المحتلة اخيراً ان الغزاة يريدون تجويعهم وتركيعهم واذلالهم كي يسهل لهم تحقيق مخططات مشاريعهم فيها .. لا شك ان مملكة ابن سعود ومشيخيات ابن زايد قادرة على تغطية كافة احتياجات هذه المحافظات الخدمية والمعيشية خاصة انها وعدتهم بتحويل عدن الى دبي ثانية -ونفس الوهم عاشته مدينة تعز- لكنهم يدركون ان القيام بذلك لا يحقق لهم مبتغاهم .

وهنا ناتي الى السؤال من متى كان الغزاة والمحتلين والمستعمرين يأتون لحاجات او لتنمية او لبناء او لتطوير الشعوب والبلدان التي تقع في براثينهم لا سيما الشعوب الساذجة والتي تصدق اي دعاية ولنا في اصحابنا في المحافظات المحتلة نموذج .. فعدن المدينة التي كان يقال عليها (كسومبولتية) اصبحت اليوم قرية جمع اليها الامارتي والسعودي كل الاقذار البشرية بدأ من قيادة شرعية الفنادق وأضراب المرتزقة وأجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية والاسرائيلية الى الدواعش والارهاب التكفيري وبقية شذاذ الآفاق الداخليين والخارجيين وهذا فيه شكل من اشكال الانتقام من مدنية عدن التي لطالما كانت نافذة اليمن والجزيرة العربية على العالم كله ثقافة وفكرا وتجارة واقتصاد .

الاماراتي يدرك ان إعادة تشغيل ميناء عدن ستضرب كل ما حققته هذه الدويلة على ساحل عمان التي لا يوجد لها أي امتياز جغرافي بحري سوى ان أصحاب الشركات الكبرى من اليهود لم يجدوا ملاذا يمكن ان يكون آمنا لممارسة أعمالهم الفاسدة أما عدن فهي تتوسط كل قارات العالم وخليجها يمتد ليلامس المحيط الهندي وحتى شرق أفريقيا وهي تطل على بحرين ومحيط وتكوينها كميناء عالمي لا تحتاج الى أي جهد فالله قد خلقها لتكون على هذا النحو ومع ذلك أبنائها يسحقهم الجوع والأجواء اللافحة والقمع وبأيدي من أوقفوا حركتها بعد الاستقلال ..وقس على هذا بقية المدن والمحافظات التي سلمها الخونة لأكثر قوى الغزو جهلا وكفرا ونفاقا.

مع استمرار المظاهرات والاحتجاجات يمكن ان نقول ان هناك بارقة أمل بعودة الوعي الوطني التحرري واذا نضج هذا الوعي سيتحول الى إعصار وعاصفة يجرف كل هذه الاقذار ولكن هذا يحتاج الى مشروع وطني اكبر من كل الامراض الموروثة والتي تشكلت خلال هذه الفترة وبحاجة الى نضج الجميع وبدون ذلك سيضل كل ما نقوم به مهما بلغت عظمته حرث في بحر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com