أفق نيوز
الخبر بلا حدود

ما سر التحول في الموقف الأمريكي ولماذا هاجم ترامب الرئيس الأوكراني بقسوة؟

46

أفق نيوز |

كان هجوم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على الرئيس الأوكراني زيلينسكي، اليوم الأربعاء، قاسيًا، وبقدر ما عكس تحولاً لافتا في الموقف الأمريكي تجاه الحرب الروسية الأوكرانية؛ فقد أظهر حقيقة واشنطن (الواضحة جدًا) في علاقتها بالآخرين.

لقد جاء الهجوم الحاد انطلاقًا من حقيقة جلية؛ وهي أن واشنطن سرعان ما تتخلى عن وكلائها وعملائها، بمجرد ما تنتهي صلاحيتهم؛ أو بمعنى آخر بمجرد ما أن يفقدوا قيمتهم كفاعلين لصالحها.

وأوكرانيا بعد ما مضى من الحرب كشفت مدى عجزها، على الرغم من وقوف الغرب وأمريكا خلفها بكل الامكانيات؛ فعلى الرغم من ذلك عجزت عن تحقيق نصر يحفظ للداعمين قميتهم؛ وبالتالي فإن فقدانها لفاعليتها هو ما دفع واشنطن للتخلي السريع عنها، بل والاصطفاف مع موسكو، والاعتراف بقوتها، كما عبّر عن ذلك ترامب قائلا: لم يرد الروس تدمير كييف ولو أرادوا ذلك لفعلوا. وهذا تحول خطير لما كان عليه الموقف الأمريكي منذ بدء الحرب؛ لكنه، في الوقت نفسه، يؤكد ما هو عليه حال واشنطن في علاقتها بالآخرين.

أدركت واشنطن، في المقابل، أن روسيا دولة لا يمكن سحقها؛ مهما كان التحالف الذي يقف في مواجهتها؛ فقد تحالف الغرب كله ضدها حتى في ملاعب الرياضة؛ ومع ذلك لم تنكسر شوكة موسكو ولم تتراجع قوتها؛ وواشنطن هنا تؤمن بالقوي؛ ومن هنا أيضًا جاء اعترافها بقوة موسكو؛ بل إن تحركها الأخير هو بمثابة إعلان خوفها من أن تجعل هذه الحرب من موسكو قطبًا جديدًا وقوة لا يمكن قهرها مهما حصل.

الأمر الآخر؛ ماذا عسى واشنطن أن تقدمه بعد دعم تجاوز 350 مليار دولار لكييف؟ أي أنه لم يعد في جعبة واشنطن ما تقدمه لكسر شوكة موسكو؛ فما كان منها إلا تغيير مربعها (كالعادة) وتحويل موقفها اعترافًا بالواقع، الذي مازالت أوروبا تكابر في الاعتراف به؛ وهي تغرق في وحله.

أدرك ترامب الحقيقة الروسية، وقرر أن الاستمرار في دعم هذه الحرب انتحار سياسي واقتصادي؛ فقرر الذهاب للتصالح مع موسكو؛ وهو ما انتهت إليه مباحثات الرياض مؤخرًا حيث عبّدت طريقًا لاستكمالها في وقت لاحق في ظل غياب بل تغييب لكييف؛ وكانت هذه المباحثات الضربة الأولى لزيلينسكي؛ وما كان عليه هجوم ترامب، اليوم الأربعاء، إلا الضربة القاضية التي تترك زيلينسكي وحيدا في المعركة، وفق وصف أحدهم .

قال ترامب إنه يشعر بثقة أكبر بشأن المحادثات مع روسيا بعد الاجتماع الذي أجراه وفدا البلدين يوم الثلاثاء في السعودية.

بل إنه قال: زيلينسكي رئيس غير كفء على الإطلاق وتصدر عنه أقوال سخيفة وقيادته سمحت باستمرار الحرب.

وتابع: زيلينسكي لا يعرف أين ذهب نصف الأموال من الـ350 مليار دولار التي قدمناها لأوكرانيا.

ويوم الثلاثاء، اختتمت في الرياض محادثات رفيعة المستوى بين موسكو وواشنطن، حيث مثل روسيا وزير خارجيتها سيرغي لافروف ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف، ورئيس الصندوق الروسي للاستثمار المباشر كيريل دميترييف، كما مثل الولايات المتحدة وزير خارجيتها ماركو روبيو، ومساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيفن وايتكوف.

وأكد سيرغي لافروف أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا خلال المحادثات الثنائية على ضرورة عدم إثارة أي المواجهات بين البلدين.

وكشف لافروف أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على صياغة عملية التسوية الأوكرانية قريبا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com