أفق نيوز
الخبر بلا حدود

فَمَهِّلِ الْغَاصِبِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا

123

عَبْدُ الْإِلَهِ عَبْدُ الْقَادِرِ الْجُنَيْد

 

فِي ظِلِّ بَيَانَاتِ الْأَمَانِي وَالتَّمَنِّيَاتِ لِقِمَّةِ **اللَّا مُوْقِفِ** فِي زَمَنِ الْعَوَاصِفِ وَالتَّحَدِّيَاتِ لِزُعَمَاءِ **الْمَذِلَّةِ وَالْخُنُوعِ وَالِانْبِطَاحِ وَالْقُعُودِ**، وَاحْتِدَامِ الْمُوَاجَهَاتِ، وَتِلْكَ الزِّعَامَاتِ مَا بَيْنَ عَمِيلٍ خَائِفٍ وَخَائِنٍ مُرْجِفٍ، وَعُدْوَانٍ صَهْيَوْنِيٍّ أَمْرِيكِيٍّ بِرِيطَانِيٍّ مُؤْسِفٍ، وَتَآمُرٍ دَوْلِيٍّ لِقُوَى **الْهَيْمَنَةِ وَالِاسْتِعْمَارِ وَالِاسْتِكْبَارِ وَالطُّغْيَانِ**، كَادَ بِالْأُمَّةِ يَعْصِفُ.

وَفِي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي شَهْرِ اللهِ الْأَكْرَمِ، جَاءَ مِنْ يَمَنَ الْإِيمَانِ وَالْحِكْمَةِ الْمَوْقِفُ لِقَائِدٍ أَضْحَى الْأَمَلَ الْمُشْرِقَ لِلْأُمَّةِ، صَاحِبِ الْقَرَارِ الصَّائِبِ وَالْمُشْرِفِ؛ إِذْ قَامَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ- بِرَسْمِ قَانُونِ الرَّدْعِ الْقَاصِمِ لِلْأَعْدَاءِ وليس لهم منه عاصم، فَصُنْعِ الْمُتَغَيِّرَاتِ، مِنْ بَعْدِ أَنْ أَرْسَى مَعَالِمَ مُسْتَقْبَلِ الأمة، وَأَسَّسَ لِمَرْحَلَةِ التَّحَوُّلَاتِ الكبرى، وَفَرَضَ الْمَعَادَلَاتِ، فَوَضَعَ النِّقَاطَ عَلَى الْحُرُوفِ فِي كَلِمَةٍ مُقْتَضَبَةٍ، وَضَعَ فِيهَا الْعَدُوَّ الْإِسْرَائِيلِيَّ وَالشَّيْطَانَ الْأَكْبَرَ الْأَمْرِيكِيَّ بَيْنَ خِيَارَيْنِ لَا ثَالِثَ لَهُمَا:

إما الْمَضِيُّ عَلَى اتِّفَاقِ وَقْفِ الْعُدْوَانِ عَلَى غَزَّةَ كَامِلَاً مِنْ دُونِ نَقْصَانٍ، وَتَنْفِيذِ بُنُودِ الْاتِّفَاقِ أَوَّلًا بِأَوَّلَ، وَفْقًا لِمَرَاحِلِهِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهَا، وَالْخُرُوجَ مِنْ غَزَّةَ، وَفَتْحَ الْمَعَابِرِ أَمَامَ الْمُسَاعَدَاتِ الْإِنْسَانِيَّةِ، وَدُخُولِ الْبَضَائِعِ وَمُسْتَلْزَمَاتِ الْحَيَاةِ وَالدَّوَاءِ وَالْغِذَاءِ، وَالْكَفَّ عَنِ التَّهْدِيدِ وَالْوَعِيدِ بِمُعَاوَدَةِ الْعُدْوَانِ عَلَى أَبْنَاءِ غَزَّةَ، وَالتَّوَقُّفِ عَنِ الْمُمَارَسَاتِ الِاسْتِفْزَازِيَّةِ الْعُدْوَانِيَّةِ الْقَذِرَةِ، بِقَصْدِ تَضْيِيقِ الْخِنَاقِ عَلَى أَبْنَاءِ الشَّعْبِ الْفِلَسْطِينِيِّ فِي الضَّفَّةِ وَغَزَّةَ، وَإِجْبَارِ الشَّعْبِ الْفِلَسْطِينِيِّ عَلَى الِاسْتِسْلَامِ وَالْقَبُولِ بِمَخْطَطِ التَّهْجِيرِ، الَّذِي يُعَدُّ ضَرْبًا مِنَ الْمُسْتَحِيلِ فِي ظِلِّ الثَّبَاتِ وَالصُّمُودِ الْمُنْقَطِعِ النَّظِيرِ لِلْمُقَاوَمَةِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ الشَّرِيفَةِ، وَلِأَبْنَاءِ الشَّعْبِ الْفِلَسْطِينِيِّ عَامَّةً.

وإما اسْتِئْنَافُ الْعَمَلِيَّاتِ الْعَسْكَرِيَّةِ الْبَحْرِيَّةِ لِلْقُوَّاتِ الْمُسَلَّحَةِ الْيَمَنِيَّةِ ضِدَّ كِيَانِ الْعَدُوِّ الْغَاصِبِ اللَّعِينِ؛ لِمُقَابَلَةِ الْحِصَارِ بِالْحِصَارِ، فَإِنِ اسْتَكْبَرَ وَأَبَى الانْصِيَاعَ لِلْحَقِّ سَيَتَلَقَّى ضَرَبَاتٍ أَقْوَى مِنْ ذِي قَبْلُ وَأَنْكَى، لَا سِيَّمَا وَقَدْ أَعَدَّتِ الْقُوَّاتُ الْمُسَلَّحَةُ الْيَمَنِيَّةُ عُدَّتَهَا، مُتَوَكِّلَةً عَلَى اللهِ، وَتَسْتَمِدُّ الْعَوْنَ مِنْهُ لِمُوَاجَهَةِ الْعَدُوِّ فِي مَعْرَكَةٍ لَمْ يَشْهَدِ الْأَعْدَاءُ وَالتَّارِيخُ مِثْلَهَا.

وَقَدْ ضَرَبَ سَيِّدُ الْأَنْصَارِ لِلْعَدُوِّ الصَّهْيَوْنِيِّ وَالشَّيْطَانِ الْأَكْبَرِ الْأَمْرِيكِيِّ مُهْلَةً زَمَنِيَّةً، فَأَمْهِلِ الْمُعْتَدِينَ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ سَوِيًّا، يُمنَحُ مِنْ خِلَالِ هَذِهِ الْمُهْلَةِ الْوُسَطَاءُ لِلْقِيَامِ بِدَوْرِهِمُ الْمَشْكُورِ فِي اسْتِكْمَالِ مَرَاحِلِ وَقْفِ الْعُدْوَانِ الْإِسْرَائِيلِيِّ الْأَمْرِيكِيِّ الْإِجْرَامِيِّ عَلَى غَزَّةَ، وَتَنْفِيذِ بُنُودِ الْاتِّفَاقِ بِحَذَافِيرِهِ، كَمَا هِيَ الْفُرْصَةُ لِلْعَدُوِّ الْغَاصِبِ لِمُرَاجَعَةِ نَفْسِهِ، وَلَجْمِهِ، وَإِجْبَارِهِ عَلَى التَّرَاجُعِ عَنْ غَيِّهِ وَعُدْوَانِيَّتِهِ الْمُتَهَوِّرَةِ غَيْرِ الْمَحْسُوبَةِ الْعَوَاقِبِ، الَّتِي سَتُكَلِّفُهُ أَثْمَانًا بَاهِظَةً لَا قِبَلَ لَهُ بِهَا.

فَكَانَ سَيِّدُ الْأُمَّةِ وَقَائِدُهَا، وَعَلَمُ الْهُدَى، شِبْلُ الْكَرَّارِ الْمُرْتَضَى، وَسِبْطُ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى: **السَّيِّدُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بَدْرِ الدِّينِ الْحُوثِيُّ** -حَفِظَهُ اللهُ وَأَبْقَاهُ- قَدْ حَذَّرَ وَأَنْذَرَ وَأَعْذَرَ، إِذْ أَنْذَرَ هَذَا الْعَدُوَّ الْمُتَعَجْرِفَ، فَهُوَ الْقَائِدُ الرَّبَّانِيُّ الْحَكِيمُ الْعَادِلُ الْمُنْصِفُ.

وَالْيَوْمَ بَاتَ عَلَى كِيَانِ الْعَدُوِّ الْغَاصِبِ الصَّهْيَوْنِيِّ، وَمَعَهُ الشَّيْطَانُ الْأَكْبَرُ الْأَمْرِيكِيُّ، التَّفْكِيرُ مَلِيًّا قَبْلَ الْإِقْدَامِ عَلَى أَيِّ قَرَارٍ قَدْ يُكَلِّفُهُمْ مَا لَمْ يَكُنْ بِالْحَسْبَانِ، وَعَلَيْهِمْ أَنْ يَلْتَقِطُوا هَذِهِ الْفُرْصَةَ قَبْلَ فَوَاتِ الْأَوَانِ.

وَلِيَعْلَمُوا يَقِينًا أَنَّ شَعْبَ الْإِبَاءِ وَالشُّمُوخِ وَالْوَفَاءِ وَالْحِكْمَةِ وَالْإِيمَانِ؛ الَّذِي تَرَبَّى عَلَى مَنْهَجِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَاهْتَدَى بِسِيرَةِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ، وَارْتَضَى بِقِيَادَةِ أَعْلَامِ الْهُدَى، عَشِقَ الْكَرَامَةَ وَالْحُرِّيَّةَ وَالْعِزَّةَ وَالنَّخْوَةَ وَالشَّجَاعَةَ وَالنَّجْدَةَ وَالنُّصْرَةَ لِلْمُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ، فَكَيْفَ إِذَا مَا كَانَ الْمُسْتَضْعَفُونَ هُمُ الْإِخْوَةَ فِي الدِّينِ وَالْعُرُوبَةِ فِي فِلَسْطِينَ؟!

لَا سِيَّمَا وَأَنَّ الْقَضِيَّةَ الْفِلَسْطِينِيَّةَ هِيَ قَضِيَّتُهُ الْمَرْكَزِيَّةُ الْأُولَى، الَّتِي لَنْ يَتَخَلَّى عَنْ نُصْرَتِهَا وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ لِتَحْرِيرِ الْأَقْصَى وَكُلِّ تُرَابِهَا مِنْ دَنَسِ الْمُحْتَلِّ الْغَاصِبِ، وَلَا يَزَالُ يَمْضِي بِثَبَاتٍ فِي مَعْرَكَةِ الْجِهَادِ الْمُقَدَّسِ وَالْفَتْحِ الْمَوْعُودِ.

فَيَا أَيُّهَا الْغُزَاةُ الظَّالِمُونَ الْمُتَجَبِّرُونَ الْأَوْغَادُ، اعْلَمُوا أَنَّ شَعْبَ يَمَنَ الْإِيمَانِ وَالْحِكْمَةِ، بِقِيَادَتِهِ الثَّوْرِيَّةِ الْحَكِيمَةِ وَقُوَّاتِهِ الْمُسَلَّحَةِ الْقَابِضَةِ عَلَى الزِّنَادِ، بِكُمْ مُتَرَبِّصُونَ، وَقَدْ أَعَدَّ الْعُدَّةَ لِمُوَاجَهَةِ طُغْيَانِكُمْ، مُسْتَمِدِّينَ الْعَوْنَ وَالْقُوَّةَ وَالنَّصْرَ وَالتَّأْيِيدَ مِنَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلَسَوْفَ تَكُونُ نِهَايَتُكُمْ عَلَى أَيْدِينَا بِإِذْنِ اللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، **قَاصِمِ الْجَبَّارِينَ**.

وَلَعَلَّ يَوْمَ الزَّحْفِ الْبَرِّيِّ نَحْوَ الْأَرَاضِي الْمَحْتَلَّةِ، لِلْقِتَالِ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ، وَكَتْفًا بِكَتْفٍ، مَعَ إِخْوَانِنَا الْمَظْلُومِينَ الْفِلَسْطِينِيِّينَ، لِاجْتِثَاثِ الْمُحْتَلِّ، وَتَحْقِيقِ الْوَعْدِ الْإِلَهِيِّ بِالْفَتْحِ الْقَرِيبِ وَالْعَاجِلِ، وَتَحْرِيرِ الْأَرَاضِي الْمَحْتَلَّةِ وَالْمُغْتَصَبَةِ وَمُقَدَّسَاتِ الْأُمَّةِ فِي فِلَسْطِينَ، كُلِّ فِلَسْطِينَ، مِنْ رِجْسِ وَدَنَسِ الْعَدُوِّ الْمُجْرِمِ، يَكُونُ قَرِيبًا.

وَلَأَنْتُمْ مِنْ بَأْسِ اللهِ وَبَأْسِ الْيَمَنِيِّينَ أَخْوَفُ، وَإِنْ أَصَرَّ الْكِيَانُ الْغَاصِبُ عَلَى مُمَاطَلَتِهِ وَجَرَائِمِهِ وَعَنْ غَيِّهِ وَظُلْمِهِ لَمْ يَتَوَقَّفْ، فَانْتَظِرُوا رَدًّا لَا يُوصَفُ، وَكَأَنِّي بِمُغْتَصَبَاتِكُمْ تُحْرَقُ وَتُنْسَفُ، وَبِصَوَارِيخِنَا تَسْتَهْدِفُ وَمِنْ كُلِّ جَانِبٍ تُقْذَفُ.
أَفَبِقَصْفِنَا تَسْتَعْجِلُونَ؟!
فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِكُمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ، وَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الْمُحْتَلِّينَ الْغَاصِبِينَ الظَّالِمِينَ.

**وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ، وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.**

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com