أفق نيوز
الخبر بلا حدود

أزمة عسكرية عميقة تكشف هشاشة العدو: احتلال غزة مستحيل

121

يحيى الشامي

من جديد تتكشّف ثغرات ونقاط ضعف “جيش” العدو الإسرائيلي ” الذي لا يقهر” إثر ضربات عملية طوفان الأقصى، الأوساط الصهيونية تواصل الحديث عن التداعيات الاستراتيجية استناداً إلى نتائج التحقيقات الرسمية أو  بناءً على تشخيص وتقييم خبراء صهاينة من بينهم ضباط ومحاربين قُدامى، الأحدث في هذا السياق ما كشفته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن أزمة وجودية تواجه “جيش” العدو الإسرائيلي، مسلطًا الضوء على تصدعات كبيرة في بنيته العسكرية، ناتجة عن التوسع العدواني المتواصل، وتراكم المهام القمعية على جبهات متعددة، أبرزها الاستعدادات المعلنة لشن عدوان جديد على قطاع غزة المحاصر.

التقرير، الذي أعده المحلل العسكري الصهيوني “يوآف زيتون” في صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، أشار إلى أن “جيش” العدو الإسرائيلي يعاني من انهيار تدريجي في قدراته بسبب النقص الحاد في القوى البشرية، وتراكم الضغوط النفسية واللوجستية، وهو ما يُهدد وفقاً للتقرير بفشل خططه لاستمرار احتلاله للأراضي الفلسطينية وقدرته على إنهاء المقاومة أو حتى الحد فاعليتها.

 

أزمة الجنود من الإرهاق إلى التمزق الأسري 

استخدم التقرير المصنّف بالاستراتيجي مصطلح أزمة وجودية تواجه “جيش” العدو، ووفقًا للتقرير، يواجه جيش العدو عبئًا تشغيليًا هو الأعلى منذ حرب لبنان الثانية وانتفاضة الأقصى، مع توقعات بزيادة المهام القمعية خلال السنوات المقبلة. وأشار إلى أن الجنود باتوا يُجبرون على الخدمة المتواصلة لـ17 يومًا دون راحة، مع إجازات لا تتجاوز 3-4 أيام شهريًا، مما أدى إلى تفاقم الأزمات النفسية والاجتماعية في صفوفهم وعائلاتهم. وأكد التقرير أن هذه السياسة تأتي في إطار محاولة العدو التكيّف مع توسع جبهات قمعه، خاصة بعد إنشاء نقاط عسكرية دائمة في الأراضي اللبنانية والسورية المحتلة، وتعزيز التواجد حول قطاع غزة، ما استنزف آلاف الجنود الإضافيين.

 

ندرة الجنود وتضخم المهام 

كشف “زيتون” مراسل الصحيفة العسكري عن فقدان “جيش” العدو لأكثر من 12 ألف جندي بين قتلى وجرحى خلال الحرب الأخيرة على غزة، بينما تُفاقم الزيادة في المهام العسكرية أزمة النقص البشري، خاصة مع قرارات توسيع الوحدات المدرعة والهندسية. وأضاف أن محاولات العدو لتعويض النقص عبر استدعاء جنود احتياط تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عامًا – مع إشكالات تتعلق بصحتهم – لن تُجدي أمام الحاجة إلى “آلاف المقاتلين” في جبهات غزة ولبنان والجولان. كما نوّه إلى أن إنشاء ألوية عسكرية جديدة سيستغرق سنوات، ما يزيد العبء على الجنود الحاليين الذين يعانون أصلاً من إرهاق غير مسبوق.

وأكد التقرير أن الخطة الهجومية الجديدة التي يعدها العدو لغزو أجزاء دائمة من قطاع غزة – مثل خان يونس ومحور فيلادلفيا – ستفاقم أزمته العسكرية، إذ سيتطلب الأمر نشر آلاف الجنود بشكل دائم داخل القطاع، مما يعرقل تدريب القوات على الجبهات الأخرى. وانتقد “زيتون” التوجه السياسي الإسرائيلي الذي يُصر على اتباع أساليب احتلالية فاشلة، مثل إبقاء الكتائب في مناطق مأهولة بالمدنيين (كجنين)، رغم الشكوك حول جدواها واستنزافها للقوات.

 

عجز سياسي وانتكاسات ميدانية 

وجه التقرير سهام النقد للقيادة السياسية الإسرائيلية، متهمًا إياها بالتجاهل المتعمد لأزمات “الجيش” ورفض زيادة الميزانيات أو تعزيز القوات، رغم تحذيرات القادة العسكريين لصهاينة من أن الجنود “مُنهكون بجنون”، وأن الدعم المالي لا يعوّض الخسائر الأكاديمية والمهنية للجنود وعائلاتهم. وأشار إلى أن الضغوط المتزايدة على “جيش” العدو تظهر جليًا في الجبهة اللبنانية، حيث يُشكل حزب الله تهديدًا استراتيجيًا بعد التصعيد الأخير، بينما تستنزف العمليات في الضفة الغربية موارد “الجيش”، رغم “الحرية التشغيلية” المطلقة التي يتمتع بها هناك.

 

احتلال غزة مستحيل 

اختتم التقرير بالتشكيك في قدرة “جيش” العدو الإسرائيلي على تنفيذ عدوان جديد واسع النطاق على غزة، في ظل أزمة التجنيد المتفاقمة وفي ظل تناقضات داخلية بين القيادة السياسية والعسكرية، وعدم توفر الموارد البشرية اللازمة. وأوضح أن أي خيار عدواني – سواء كان احتلالًا دائمًا لأجزاء من القطاع أو عمليات محدودة – سيفاقم الأزمات الحالية، ويُعرض الجنود وعائلاتهم لضغوط غير مسبوقة، ما يؤكد الحقيقة التي يُكابر “جيش” العدو على الإقرار بها وهي أن مقاومة وجود به جذور أعمق من قدرة العدو على استئصالها كما كان يطمح ويعلن، وأن الاحتلال أعجز عن خوض حرب وجودية طويلة المدى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com