إلى كُـلّ عربي ومسلم ما زال ينتظر “الوعود الدولية”، أَو يراهن على “ضبط النفس”، أَو يظن أن هناك فرصة للسلام مع كيان نشأ على الدماء والدمار… استيقظوا! لا سلام مع قاتلك، لا أمان مع خائن، ولا مستقبل مع عدوّ هدفه إبادتك، وإنهاء وجودك.
“إسرائيل” وأمريكا اليوم لا تكتفيان بذبح غزة، بل تمهدان الطريق لاجتثاث المنطقة بأكملها، كُـلّ دولة عربية تتهاون في الموقف، تسهّل مهمتهما، كُـلّ نظام يروّج للسلام الكاذب، يبيع أمته بثمن بخس، كُـلّ إعلامي يبرّر جرائم الاحتلال، يخون الحقيقة والتاريخ، وكل شعب يسكت، يمنح العدوّ وقتًا أطول للذبح، حتى يصل الدور إليه.
إن لم تكن قادرًا على القتال… فقاطع!
لا أحد يطالبك بحمل السلاح إذَا كنت لا تستطيع، لكنك تستطيع المقاطعة، تستطيع أن تمتنع عن دعم اقتصاد عدوك بمالك، تستطيع أن تفضح جرائمه في كُـلّ منصة، تستطيع أن ترفع صوتك ضد المطبعين والخونة، هذا أقل الإيمان، وأبسط ما يمكنك فعله، فافعل شيئًا قبل أن يصبح الندم عديم الجدوى.
إعلامكم… سلاح بيد من؟
كم قناة عربية تفتح شاشاتها اليوم لدعم المقاومة؟ كم صحيفة تخصص صفحاتها لكشف المجازر؟ كم وسيلة إعلامية تسمي الأشياء بأسمائها، وتقول: هذا احتلال، هذه إبادة، هذه مقاومة، هذا عدوان؟ للأسف، بدل أن تكون وسائل الإعلام العربية أدَاة لتحفيز الشعوب، صارت في كثير منها منصات تبرير، أَو منصات صمت، وكأن غزة ليست جزءًا من الأُمَّــة.
لماذا تصمتون على الخيانة؟
ما يجري اليوم ليس مُجَـرّد عدوان على غزة، بل عدوان على كرامة الأُمَّــة كلها، الاحتلال لا يخشى بيانات الشجب، بل يخشى المواقف الحقيقية.
أمريكا و”إسرائيل” تراقبان ردود الفعل، وكلما وجدتا أن العالم العربي غارق في الخلافات والصراعات الداخلية، وتصمت عما يجري ازدادتا وحشية في قتل الأطفال والنساء.
المعركة مُستمرّة… فأين أنتم؟
لا تتوقعوا أن تتوقف الحرب من تلقاء نفسها، أَو أن يمنّ عليكم العدوّ بسلام حقيقي، هذه معركة وجود، ومن يتراجع فيها يختفي من التاريخ. اليوم، غزة تقاتل نيابة عنكم، واليمن رغم الحصار يقف في المقدمة، فمن يلحق به؟ من يثبت أن الأُمَّــة لم تمت بعد؟
الخيار بين أيديكم: إما أن تتحَرّكوا اليوم، وإما أن تبكوا غدًا على أوطانكم، كما تبكون غزة اليوم!