أفق نيوز
الخبر بلا حدود

اليمن بلسان الرعب الصهيوني: أمريكا تُخاطر

167

افق نيوز|  تقرير | يحيى الشامي

لم تكن جولة التصعيد الأمريكية الجديدة ضد اليمن وما سبقها من مواجهات واشتباكات وُصفت بالاستثنائية وغير المسبوقة والتاريخية؛ لم تكن مجرد مواجهات عسكرية في حدودها الجغرافية وظروفها الحربية وحسب، بل تحوَّلت إلى درسٍ استراتيجي في فشل القوة الخام أمام صمود الشعوب وإيمانها وعزمها. فمنذ 2015، زُجَّت السعودية، بدعم لا محدودٍ أمريكي – غربي، في مستنقعٍ لم تُحسم معركته رغم التفوق التكنولوجي الهائل، والمعلومات الاستخباراتية الضخمة، في مقابل استفادة اليمنيين اللامحدودة من تلك الجولات من الحروب لبناء ترسانتهم الخاصة الهجينة من أكثر من مدرسة تصنيع حربي حول العالم.
في الجولةِ الأخيرة من الاشتباكات البحرية حوَّل اليمنيون الجغرافيا اليمنية إلى ساحةٍ لاستنزافٍ طويل، عبر صواريخ محلية الصنع وهجمات بحرية مُبتكرة، انطلقت بطابعها الإسنادي الإنساني وشرعيتها الإيمانية قبل القانونية مدفوعةً بتفويض بل ومطالبة شعبية قلّ نظيرها عالمياً، اكتسبتها كحامية للسيادة ضد “عدوان خارجي”. ومن ثمّ رافعة لقضايا الأمة الكبرى. في هذا السياق يعلق “غادي سيبوني”، الجنرال الصهيوني السابق، بمرارة: “الاعتقاد بأن الضربات الجوية تكسر إرادتهم وهمٌ، خاطئ. سيعيشون على الخبز والبصل ويواصلون القتال”.

التشكيك “الإسرائيلي” في الاستراتيجية الأمريكية في مواجهة اليمن أكثر من كونه تصريحاً صحفياً أو إدلاءً بشهادة إعلامية، فهو يستند فعلياً إلى واقعٍ ميداني. فـ “يارون شنيدر” المحلل الصهيوني للشؤون العربية، يشير إلى أن “محمد بن سلمان تلقى كل الأسلحة الأمريكية المتطورة، لكنه فشل في كسر المقاومة”، مؤكداً أن “أنصار الله تعلَّموا كيف يستعدون للحرب”. هذا الفشل يدفع ترامب اليوم إلى تبني مقاربةٍ أكثر عدوانية، لكنها تفتقر – وفق المراسل العسكري “نير دفوري”– إلى عنصرٍ حاسم: “التنسيق مع “إسرائيل” لا يعني النجاح، فالسعودية فشلت رغم دعم أمريكا”.

“ترامب يُجازف بكل شيء، وهيبته على المحك

أفيف بوشنسكي، المستشار السابق لنتنياهو، لم يتردد في تشريح مغامرة ترامب العسكرية بعباراتٍ قاسية:
“ترامب يستخدم لغة التهويل ويقول إننا سنلقي عليهم نيران الجحيم.. هذه مقامرة سياسية خطيرة. إذا فشل – كما نعتقد – ماذا سيكون وزنه في العالم؟ مصطلح ‘نصر’ لم يعد موجوداً في قاموس مواجهتنا مع اليمن”.
هذه الشهادة التي يقدّمها دبلوماسي كبير بحجم مستشار نتنياهو تكشف فعليّاً عن جوهر الأزمة الأمريكية، المتأتية من محاولة تعويض الفشل المتواصل في اليمن عبر تصعيدٍ عسكري يفتقر لاستراتيجية واضحة، وهو ما اعترف به حتى مسؤولو البيت الأبيض. فـ “مايك والتز”، مستشار الأمن القومي الأمريكي، صرَّح:
“ورثنا وضعاً كارثياً. الإدارات السابقة كانت عاجزة عن مواجهة التهديد اليمني المتنامي. لقد استهدفوا سفننا الحربية 174 مرة منذ 2023، وعطَّلوا الاقتصاد العالمي”.

القدرات اليمنية تفوقت على كل التوقعات

من أجواء التحليل الإعلامية والتحليق في أجواء المشهد داخل كيان العدو الإسرائيلي ينطلق “غادي سيبوني” وهو الجنرال “الإسرائيلي” السابق، إلى حقائق أمرّ وبوزن استراتيجي يقر فيه بفشل الذراع الأمريكية – الصهيونية:
“الضربات الجوية لن تُثني الحوثيين. سيعيشون على الخبز والبصل ويواصلون القتال. نحن فشلنا في كسرهم، وأمريكا لن تنجح”.

هذا الفشل يعود – بحسب “يارون شنيدر”، المحلل الصهيوني للشؤون العربية – إلى تطور غير مسبوق في القدرات اليمنية:
“محمد بن سلمان تلقى كل الأسلحة الأمريكية وفشل! أنصار الله تعلَّموا كيف يُحولون الجغرافيا إلى سلاح. صواريخهم الباليستية وطائراتهم المسيِّرة تجاوزت كل الحسابات”.

 

بل إن “والتز” نفسه أقرَّ بتفوق التكنولوجيا اليمنية في تصريحٍ مثير ونادراً ما يأتـي على لسان شخص بحجم مستشار الأمن القومي الأمريكي:
“لديهم أنظمة دفاع جوي متطورة، وصواريخ كروز تُحاكي سطح البحر. لقد دمَّروا سفناً حربية وتجارية، وأصبحوا تهديداً لا يُستهان به”.

الهروب الأمريكي.. حاملة الطائرات نموذجاً

أما ترامب، فاضطر للإعلان عن كل ما أخفاه بادين سابقاً، كاشفاً عن بعض من خفايا الفشل الأمريكي الذريع في حماية سفنه في وجه الإسناد اليمني حين قال: “مرت 4 أشهر منذ آخر عبور آمن لسفينة أمريكية. أنصار الله حوَّلوا البحر الأحمر إلى ساحة انتقام”.
لم تُخفِ وسائل الإعلام الأمريكية هروب حاملة الطائرات “هاري ترومان” من البحر الأحمر بعد استهدافها 8 مرات، وفقاً لاعترافاتهم، وهو ما علَّق عليه “نير دفوري”، المراسل العسكري “الإسرائيلي”، بقوله:
“التنسيق مع “إسرائيل” لا يعني النجاح. السعودية فشلت رغم دعم أمريكا، واليمنيون يكتبون فصولاً جديدة في حرب الاستنزاف”.

تصريحات “كارن بتسلال”، مراسلة الشؤون الخارجية “الإسرائيلية”، تعبر عن هلع الأوساط الصهيونية من تنامي الدور اليمني والقدرات وتمدد التهديد المفاجئ حد وصفها بالقول:
“أكثر من 300 هجوم يمني منذ أكتوبر. 170 منها ضد أسطولنا. هذا العبء يُهدد وجودنا”.
الرعب الذي يعبر عنه افيف بوشنسكي – مستشار سابق لنتنياهو
حين عاد ليُذكِّر واشنطن بحقيقةٍ مريرة:
“اليمن لم يعد مجرد لاعب محلي. إنه يُعيد تشكيل النظام الإقليمي، ويهز هيبة أمريكا كقطبٍ أعظم”.

ما قاله “سيبوني” عن “صمود اليمنيين بالخبز والبصل”، واعتراف مستشار الأمن القومي الأمريكي “والتز” بـ”تفوق التكنولوجيا اليمنية”، وتحذير “بتسلال” من “300 هجوم”، جميعها غيض من فيض الرعب الصهيوني من القوة اليمنية الواعدة، وهي كذلك أدلة على تحوُّلٍ تاريخي: اليمن، بقدراتٍ محلية الصنع، نجح في تحطيم أسطورة التفوق العسكري الغربي، ووضع أمريكا أمام حقيقة نهاية عصر هيمنتها العالمية القائمة على القوة والدم مقابل قوة يقين الشعوب وصلابة إرادتها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com