الغارات الأمريكية أبعدُ عن ردع اليمن
موقع أنصار الله. تقرير | يحيى الربيعي
يتجلى بوضوح تراجع القدرات الأمريكية أمام صمود اليمنيين، فالقوات المسلحة اليمنية أظهرت قوة فائقة وأثبتت قدرتها على قهر الاستكبار الأمريكي الذي طالما حاول فرض هيمنته على المنطقة. إن ما يحدث في اليمن لا يعد مجرد صراع محلي بقدر ما هو مواجهة ضد قوى عالمية مستكبرة تحاول أن تفرض إرادتها من خلال الحروب والاحتلال، لكن اليمن، بعون الله تعالى وما توفر له من أسلحة وعتاده وبرجاله الأوفياء، يقف شامخاً في وجه هذه الغطرسة، فتتجلى قوته في إيمانه بعدالة القضية التي يجاهد من أجلها وقدرته على التصدي للتحديات.
أصبحت تحديات النفوذ الأمريكي في المنطقة واضحة، حيث تعجز الإدارة الأمريكية، التي يقودها الرئيس الأحمق، المجرم دونالد ترامب، عن إدارة صراعها الغاشم مع اليمن. إن الإدارة التي تعاني من الارتباك والفوضى، تعكس واقعاً مؤلماً يصعب عليها قبوله، وهو إن قوتها الهشة لم تعد قادرة على كبح جماح الإرادة الحرة لليمنيين. ومن خلال تفهمهم العميق لأبعاد الصراع، يُظهر اليمنيون أن عزمهم وقوتهم أكبر من أي قوة غاشمة تسعى للسيطرة.
على الرغم من مرور 17 شهراً على بداية المواجهة مع العدو الأمريكي والإسرائيلي، إلا أن اليمنيين ومعهم كل الأحرار في المنطقة يثبتون يوماً بعد يوم أن الخيارات الأمريكية لم تعد ذات جدوى، فقد أظهرت الهجمات الدفاعية والتكتيكية أن اليمن محصن بصلابة وإرادة قيادته الحكيمة وقواته المسلحة الباسلة، في حين أن أمريكا لم تعد لديها أي خيارات تذكر لإنقاذ نفوذها المتدهور. فالملاحة البحرية للسفن الإسرائيلية والأمريكية باتت محظورة بقرار يمني في كل من البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وحتى المحيط الهندي ويحتمل أن تطول اليد اليمنية إلى البحر الأبيض، وهذا بحد ذاته دلالة على تفوق الإرادة اليمنية على الاستكبار.
التقنيات المتطورة للجيش اليمني
تشير هذه الأوضاع إلى رسائل جيوسياسية عميقة، فاليمن الذي يواجه التحديات بصلابة، يُظهر أن ميزان القوى في المنطقة يتغير. مع كل انتصار يحققه اليمنيون، يتجلى أمام العالم ضعف الهيمنة الأمريكية، وتظهر قوتهم في مواجهة الاستكبار. في ظل هذه الظروف، بات لزاماً على الولايات المتحدة أن تعيد التفكير في استراتيجياتها، إذ إن صمود اليمن يكشف قناعاً هشا لطالما أخفى الحقيقة، وهي أن الشعوب الحرة لا يمكن قهرها بالأسلوب التقليدي للتدخل العسكري.
إن هذا التحول يعكس تصميماً يمنياً على فرض السيادة واستعادة الحق، ويُذكّر الجميع بأن اليمن، بوحدته وعزيمته، قادر على تحدي كل الصعوبات وكسر كل القيود، ليثبت أن الحق والعدالة يكونان دائماً أقوى من الاستكبار والقوة الغاشمة.
وفي سياق إثبات التراجع في القدرات الأمريكية أمام ما تستند إليه القوة الرادعة للقوات المسلحة اليمنية من تكامل في التكنولوجيا الحديثة، تتجلى قدرة اليمن على استغلال نقاط ضعف القوات الأمريكية، بل والتأثير على الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة في آن.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، تمكن الجيش اليمني من الحصول على تقنيات متطورة، مما يعزز قدراته في استخدام الطائرات المسيّرة. هذه التقنيات تشمل خلايا وقود الهيدروجين التي توفر مستوى متقدماً من التخفي والقدرة على الطيران لمسافات أطول. وأشار التقرير إلى أن الطائرات المسيّرة المدعومة بهذه التقنية قد تتجاوز مسافتها التقليدية بنسبة ثلاثة أضعاف، ما يضيق الخيارات أمام القوات الأمريكية في اكتشافها.
ويؤكد التقرير أن اليمنيين “اكتسبوا تقنيات جديدة تُصعّب اكتشاف الطائرات المسيّرة، وتُساعدها على التحليق لمسافات أبعد.” تُظهر هذه التقنيات، التي تتضمن خلايا وقود الهيدروجين، القدرة على تجاوز المسافات التقليدية. بينما تستطيع الطائرات المسيّرة التقليدية أن تقطع نحو 750 ميلاً، فإن خلايا الوقود تُمكنها من قطع “ثلاثة أضعاف هذه المسافة”، وهذا ما يزيد من صعوبات رصدها عبر أجهزة الاستشعار.
تيمور خان، من مركز أبحاث التسلح في الصراعات، حذر من أن هذه التقنيات الجديدة قد تعطي القوات المسلحة اليمنية عنصر المفاجأة عند الصراع مع القوات الأمريكية أو الإسرائيلية، حيث تستند القوة الهيدروجينية الرادعة إلى عدة نقاط رئيسية:
-
التخفي وتحسين الطيران: خلايا الوقود الهيدروجيني تستخرج الكهرباء بـ “سلسلة من الصفائح المعدنية المشحونة” وتُطلق بخار الماء بينما تُنتج حرارة واهتزازات قليلة، مما يُصعّب الكشف عنها.
-
زيادة القدرة على التحليق: القدرة على تخزين الطاقة بمعدل يفوق بطاريات الليثيوم بثلاث مرات تسمح للطائرات بحمل أحمال زائدة والقيام بعمليات أطول مدى. بحسب تصريح أندي كيلي، “كلما طالت مدة بقائها في الجو، زادت قدرتها على جمع البيانات.”؛ أي أن خلايا الوقود الهيدروجينية تمتاز بعمر أطول، وتخزين طاقة أكبر مقارنة ببطاريات الليثيوم، مما يسمح للطائرات المسيّرة بالتحليق لمسافات أطول مع حمل أوزان أكبر
-
الاكتفاء الذاتي وزيادة الإنتاج: تشير الأدلة إلى أن “القوات المسلحة اليمنية” قد حصلت على هذه التقنيات إما من أسواق تجارية أو عبر سلسلات توريد جديدة، وهذا ما يعكس قدرة متزايدة على الاكتفاء الذاتي وزيادة الكفاءة في استخدام التكنولوجيا الحديثة. هذه التطورات تساهم في تحسين قدرات الاستطلاع وجمع البيانات عن الأهداف البعيدة، مما يجعل القوات الأمريكية والإسرائيلية في موقف صعب.