أفق نيوز
الخبر بلا حدود

الخداع والتناقض الأمريكي في توظيف وممارسة الإرهاب

709

أفق نيوز | مازالت الولايات المتحدة تُصر على ممارسة الخداع ذاته مكرسة تناقضها السياسي في الاشتغال على الإرهاب ، بدءا من تمويل بعض جماعاته، كما كان منها في دعم الأفغان العرب ضد الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، ومرورا بدعمها وتمويلها لتنظيمات معينة، وتغاضيها على تنظيمات أخرى ؛ وبين هذا وذاك تستمر في توظيف تهمة الإرهاب بكل صفاقة لشن حروب واستهداف بلدان.

ليس حربها ضد أفغانستان ببعيد (2001-2021)؛ فتلك الحرب كان الهدف المعلن منها هو القضاء على الإرهاب؛ لكنها أزهقت ، في تلك الحرب، نفوس الآلاف من المدنيين الأبرياء، وبعد عشرين سنة غادرت أفغانستان، ولم تخبرنا هل وجدت الإرهاب وقضت عليه؟

غزت العراق بتهم جوفاء ودمرت مقدرات البلد، ولم تخبرنا فيما بعد هل وجدت أسلحة الدمار الشامل ؟

ها هي في عدوانها على اليمن، ترفع تهمة الإرهاب، بينما هي في الوقت ذاته من يمارس الإرهاب في أبشع صوره؛ من خلال استهداف الأحياء السكنية والمدنيين الآمنين، مازالت أمريكا تستهدف المدن والمزارع ومحالج القطن وحضائر الحيوانات والمعالم التاريخية والأعيان المدنية، بينما اليمن لم يستهدف مدينة أو مزرعة أو حيا سكنيا أو حضيرة حيوانات.

اليمنيون يدافعون عن بلادهم، ويسندون إخوانهم في غزة، ولم يستخدموا فائض قوتهم لإرهاب الآخرين.

تصر أمريكا على اتهام اليمن بالإرهاب، بينما لم تراجع واشنطن حسابات سنة كاملة من القصف الصاروخي والغارات الجوية على مختلف مناطق اليمن، بالتهم ذاتها، والتي أزهقت عشرات الأرواح، ودمرت بعض المقدرات الاقتصادية؛ ولم تخبرنا هل وجدت ما يعزز دعايتها؟

ما يمارسه العدو الإسرائيلي في قطاع غزة على امتداد أكثر من 16 شهرا، وخلال أكثر من سبعة عقود في الأراضي الفلسطينية المحتلة ليس إرهابا في نظر واشنطن، لكن إسناد اليمن لغزة إرهابا.

ما يرتكبه العدو الإسرائيلي من مجازر في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو في نظرها دفاع عن النفس؛ لكنها تعتبر رد المقاومة الفلسطينية ارهابا، بينما المقاومة لم ترتكب مجزرة، ولم تمارس سحلا وتجويعا وتعطيشا وقتلا وتشريدا وحصارا لأحد.

ما يمارسه العدو الإسرائيلي وما يرتكبه من مجازر وجرائم إبادة جماعية أدانتها المحاكم الدولية، لكنه في نظر واشنطن دفاع عن النفس، وتدعمه بالمال والسلاح، ولم يهتز لها ضمير لهول مناظر دماء الأطفال والنساء وغيرهم ممن يموتون تحت الأنقاض ومن الجوع والعطش ونقص الدواء واستمرار الحصار.

إن الولايات المتحدة تمارس تناقضًا واضحًا وخداعًا فاضحًا في تلاعبها بالمفاهيم؛ وتمارس على العالم كله إرهابا ليصمت على أن يقول لها أنتِ الارهاب.

قرار واشنطن بطرد سفير جنوب افريقيا دليل واضح على ما تمارسه من إرهاب؛ لدرجة إنها لا تتقبل الرأي الآخر، وهي بذلك تثبت أكذوبة ما تتبناه من قيم حرية التعبير وحقوق الانسان؛ كما هو استهدافها وملاحقتها المناصرين لمظلومية فلسطين في أمريكا، ولعل ذلك هو من أبشع صور الإرهاب.

لقد استخدمت الولايات المتحدة كل صور التهديد والترهيب ضد المحكمة الجنائية الدولية؛ لأنها أقرت اصدار أوامر قبض على قيادات صهيونية بتهم ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية.

ليس أبشع من قول الرئيس الأمريكي مخاطبا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن عليها أن تسلم جميع الأسري الإسرائيليين مالم سيتم تحويل غزة إلى جحيم؛ فهل التهديد بتحويل منطقة سكانية يقطنها أكثر من مليوني نسمة إلى جحيم ليس إرهابا؟

قال ترامب انه سيحول كندا للولاية الحادية والخمسين، وتوعد بالاستيلاء على جزر تابعة للدنمارك؛ إليس هذا إرهابا؟ في حال لم يكن هذا الإرهاب فما هو الإرهاب؟ هذا في حال تجاوزنا عديد من الأدلة والشواهد على إرهاب أمريكا …وكلها تثبت إنه الخداع الأمريكي القائم على الغطرسة والاستكبار يستند إلى فائض القوة والروح الاستعمارية المتأصلة في العقلية الأمريكية وليس استنادا على مبادئ احترام إنسانية الإنسان.


WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com