للمتابِعِ لمستجداتِ الأَحْــدَاث والمُعطياتِ الأخيرةِ أَن يدركَ أَن حلفاءَ الأمس ضد الـيَـمَـن تحسبُهم جميعاً وقلوبُهم شتى، فتَحَـرُّكاتُ السعودية ضد الإمَـارَات في الجنوب عبرَ مجاميعها المتطرّفة وحزب الإصلاح التي تسعى إلى أَحْــدَاث شلل سياسي وأمني في الجنوب، ومن صُوَرِها سلسلةُ تفجيرات واغتيالات، بل وصلت حدّ إسقاط طائرة إمَـارَاتية بعدن؛ بسبب استهدافها لهذه الجماعات، ويقابلُ هذه المكر السعودي تَحَـرّكاتٌ إمَـارَاتية حثيثة رامية إلى إغراق السعودية في ملف الصراع الـيَـمَـني، وذلك عبر سلسلة من العمليات الغادِرَةِ منها، ربما قصف سوق مستبأ بمحافظة حجة، والغرضُ من ذلك عرقلة أيّة مفاوضات ثنائية بين السعودية وقيادة الثورة الـيَـمَـنية، هذا بالإضافة إلى دفعِ أحزابٍ مواليةٍ للإمَـارَات في الداخل الى تشويهِ مثل هكذا تفاهمات.
وفي هذا المشهد المتناقض فإن الأمريكيين يسعَون لتغذية دوافع الطرفين؛ لأنهم المستفيدُ الأكبرُ داخل حلف الشر المسمى التحالف العربي ضد الـيَـمَـن!! لعدّة أسبابٍ سياسية واقتصادية وجيوسياسية فالاقتصادية، تتمثلُ في استنزاف خزينة دول النفط، والسياسية منها العملُ على إنهاك الحركات التحَرُّرية المعادية لسياسة الأمريكية في المنطقة، والجيوسياسية يقف على رأسها استكمال مشروع تفكيك وتقسيم ما تسميه امريكا الشرق الأوسط الجديد.
وبالعودة الى المشهَدِ السعودي فإن الوعودَ الإلهيةَ لنُصرةِ المظلومين واستراتيجية المعركة التي فرَضَتها القُدرة والحكمة الـيَـمَـنية داخلَ العُمق السعودي جعلت النظامَ السعودي الخاسرَ الأكبرَ داخل حلف الشر العدواني على الـيَـمَـن، وهذا ما سيجعلُه يعيدُ حساباتِه طوعاً أَوْ كرهاً بغضِّ النظر عن ظروفِ مرتزقتها ورغبات حلفائها الدوليين الاستراتيجيين، وهذا ما يجعلُها هذه الأيامَ تناوِرُ بعجزٍ أمام الحلفاء قبل الخصوم، ومن تلك المناورات إشهارُ الحلف الإسلامي لمواجَهة الإرهاب ومناوَرات رعد الشمال وحروب داعش.