أفق نيوز
الخبر بلا حدود

يوم القدس العالمي.. يوم للتعبئة وإطلاق المواقف في وجه الاستكبار العالمي

1٬196

أفق نيوز | في شهر رمضان الكريم اقترح الإمام الخميني (رحمة الله عليه) ذلك الرجل العظيم من سلالة بيت النبوة ومعدن الرسالة أن تكون آخر جمعة من شهر رمضان هي يومٌ يسمى: (يوم القدس العالمي)، دعا الإمام الخميني كل المسلمين في مختلف أقطار الدنيا إلى إحياء هذا اليوم وتخصيصه لخلق الوعي في صفوفهم وتهيئة أنفسهم ليكونوا بمستوى المواجهة لأعداء الإسلام ، ففي عشرين من شهر رمضان عام 1399هـ الموافق 15/8/1979م أعلن الإمام الخميني هذا المقترح في دعوةٍ وفي بيانٍ عام وجهه للمسلمين جميعاً قال فيه: ((إنني أدعو كافة المسلمين في جميع أرجاء العالم والدول الإسلامية إلى أن يتّحدوا من أجل قطع يد هذا الغاصب ومساعديه-يعني إسرائيل-وأدعو جميع المسلمين في العالم أن يعلنوا آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك الذي يعتبر من أيام ليالي القدر، ويمكنه أن يلعب دوراً مهماً في مصير الشعب الفلسطيني ((يوم القدس العالمي)). وأن يعلنوا ضمن مراسم هذا اليوم اتحاد المسلمين بجميع طوائفهم في الدفاع عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم)). روح الله الموسوي الخميني.

أهمية هذه المناسبة

أهمية يوم القدس

تأتي أهمية يوم القدس من أهمية القضية الفلسطينية التي يمثلها، لأنها قضية تمس كرامة الأمة، ومقدساتها، وحقوقها، وعزة أبنائها:

  • لأنه محطة جامعة لكل أبناء الأمة الإسلامية، ضد أخطر أعدائها.
  • هذه المناسبة ضرورة حتمية لبقاء مبدأ العداوة لأعداء الله حيا في نفوسنا مقابل تلك الحملات الهائلة لإخماد ذلك التوجه العدائي وحرف بوصلته باتجاه الداخل الإسلامي والعربي.
  • إحياء يوم القدس جاءت تلبية لدعوة رجل عظيم من أعلام الأمة، وقادتها الذين أمر الله اتباعهم ، والتأسي بهم، لخلق الوعي في صفوفها, وتهيئتها لتكون بمستوى المواجهة لأعدائها.
  • يوم القدس هو يوم يذكرنا ويذكر الضمير العالمي بمظلومية الشعب الفلسطيني.
  • يوم القدس  يوم عالمي لفضح اليهود، وكشف نواياهم، وتعريتهم على حقيقتهم في عدائهم للبشرية جمعاء.
  • هو يوم للتعبئة العامة وإطلاق كلمة الحق وموقف الحق في وجه الاستكبار العالمي نصرة للمستضعفين واستنهاضا لهم لكي يخرجوا من نير العبودية إلى نور الحرية، ليس في فلسطين وحدها، وإنما في بقية بقاع العالم.
  • في هذا اليوم تقدس الرؤية الصحيحة للمخرج مما تعانيه الأمة، وإحياؤه يعتبر عبادة، وممارسة جهادية في سبيل الله، ويدل على مدى الوعي الذي وصلت إليه أمتنا في معرفتها لعدوها الحقيقي، وفي تفاعلها تجاه قضاياها المصيرية، كما يبشر بصحوة إسلامية تصحح أخطاء الماضي وانحرافاته، وفيه رسالة للعدو أننا لن نتخلى عن شبر واحد من أرضنا ومقدساتنا فما ضاع حق وراءه مطالب، ولأنه في العشر الأواخر من رمضان، فببركتها، وفضلها عساه أن يكون اليوم الذي تنطلق فيه الأمة مجاهدة نحو تحرير نفسها ومقدساتها من العبودية والتدنيس.

القضية الفلسطينية والسعي لتصفيتها

لن ينسى التاريخ قبح ما تفعله الأنظمة العربية العميلة-وعلى رأسها النظامان الإماراتي، والسعودي-من تطبيع، وتبعية لقوى الاستكبار الأمريكي الإسرائيلي الغربي، وما تقدمه من دعم غير محدود لتلك القوى، وتصرفاتها المشينة في المنطقة العربية، سعيا لتصفية القضية الفلسطينية وتخليها عن القيام ولو بجزء بسيط من مسؤولياتها تجاه تلك القضية، من خلال خطوات أهمها:
أولا: محاصرة وتجريم الحركات الإسلامية المجاهدة، والمقاومة، كحركات المقاومة الفلسطينية وحزب الله، ووصفها بالإرهاب، ومحاولة فرض الصفقات الخاسرة على الشعب الفلسطيني.
ثانيا: المواجهة لكل صوت حر، وتحرك مسؤول في داخل الأمة، يعادي “إسرائيل”، ويناهض الهيمنة الأمريكية، وخير دليل على ذلك ما تشنه هذه الأنظمة من حروب ظالمة، وعدوانية على الشعوب العربية والإسلامية الحرة، وفي مقدمتها شعبنا اليمني العزيز.
ثالثا: تغييب كل أشكال التوعية، والتعبئة العامة للأمة ضد “إسرائيل” وأمريكا، وما يمثلانه من خطورة على الأمة في كل المجالات وعلى كل المستويات [ثقافياً، وفكرياً، وإعلامياً، وكل أشكال النشاط الشعبي والرسمي] وهذه مسألة خطيرة جداً، بل-للأسف الشديد-تم توجيه تلك التعبئة نحو خدمة إسرائيل، والدعوة للتطبيع معها.
رابعا: إثارة المشاكل في داخل الأمة، وحرف بوصلة العداء نحو أبناء الأمة أنفسهم، [ضد اليمنيين، وضد الإيرانيين، وضد اللبنانيين، وضد حركات المقاومة، وضد الأحرار في سوريا، والأحرار في العراق، والأحرار في البحرين…وهكذا].
خامسا: تسخير كل إمكانيات الأمة وثرواتها لدعم قوى الاستكبار المتكالبة على أمتنا والمتآمرة عليها وفيما قدمه النظام السعودي من الانبطاح الكلى والمهين والمشين أمام طلبات الحيوان الأمريكي ترامب بدفع ترليون دولار لهذا الوغد، فيما أبناء غزة يفتقرون لأدنى ضروريات العيش فلا مأوى ولا طعام ولا علاج.
والمؤسف أن تلك الأنظمة اللعينة تشارك فعليا في دعم العدو وبشكل علني حتى أثناء الإبادة لغزة وأهلها حيث فتحوا جسرا بريا لدعم “إسرائيل” وشددوا الخناق بشكل أكثر على حصار غزة ومنعها حتى من لفافات كفن يواري أجساد وأشلاء أطفالها ونسائها الذين مزقتهم القنابل الأمريكية والغربية والإسرائيلية.

أسباب نجاح العدو في السيطرة على القضية الفلسطينية

وهنا يجدر بنا القول أن هناك عدة عوامل أساسية ساهمت في نشأة وسيطرة العدو الإسرائيلي على فلسطين والأقصى، وهي- في نفس الوقت- متلازمة ، ويجب أن نأخذ من خلال معرفتهما العبرة، وأن نستفيد منها في الوقت الحاضر:
العامل الأول: هو اهتمام اليهود، وسعيهم الجاد، والمنظم، برعاية غربية، وحماية أمريكية لاحتواء القضية الفلسطينية من كل جوانبها.
العامل الثاني: تخاذل وتقصير كبير من جانب الأنظمة العربية ساهم بشكل أساسي في تمييع القضية وتضييعها، باستثناء تحرك قوى محدودة في الواقع العربي والإسلامي، لا يرقى إلى مستوى حجم الموقف، وحجم الخطر، وحجم التحدي، مع بقاء تخاذل كبير في واقع الأمة العربية والإسلامية.
العامل الثالث: انعدام الوعي عن خطر هذه المؤامرة العالمية ضد شعوب أمتنا ومقدراتها ومقدساتها، تلازم معه تدجين كبير ومستمر للأمة من قبل علماء السوء وحركات النفاق وأنظمة العمالة يدفع إلى التطبيع مع العدو اليهودي والقبول به تحت ذرائع دينية وسياسية واقتصادية كثيرة وواهية.
العامل الرابع: ضعف الإحساس بالمسؤولية لدى الكثير من أبناء الأمة خاصة من الأجيال الناشئة الذين لا يعتبرون أنفسهم معنيين، ولا مسؤولين تجاه ما يحدث وتجاه ما يجري، وهذا نتيجة فقدان الأمل، وانعدام الرؤية، وغياب المشروع الحقيقي والجاد تجاه هذه القضية.

مقتطفات من قصة فلسطين

في سبتمبر 1922م أقرت عصبة الأمم المتحدة الانتداب البريطاني بشكل رسمي على فلسطين وشرق الأردن وعينت اليهودي هيربت سمويل مندوبا رسميا لها هناك ثم مهدت فيما بعد للتوطين اليهودي في فلسطين فشجعت الحكومات الأوروبية على التخلص من العنصر اليهودي الشيطاني والدفع بهم نحو الهجرة إلى فلسطين ورصدت لذلك مخصصات مالية كبيرة تعين على الهجرة وتشجع عليها وتؤمن للمهاجرين والواصلين سبل العيش كما اهتمت إلى حد كبير بتدريب الجماعات اليهودية وتسليحها وفي الوقت نفسه قامت بنزع السلاح الفلسطيني ومصادرته حتى على مستوى السلاح الأبيض واعتقلت الناشطين الفلسطينيين وحرمت الشعب الفلسطيني من حقهم في تقرير المصير، وافتتحت الجامعة العبرية 1925م، ثم أسست الوكالة اليهودية عام 1929م وقضت على الثورات الفلسطينية ضد الاحتلال البريطاني وفي مقدمتها الثورة الكبرى عام 1936م، وثورة الفلاحين عام 1937م.
وفي عام 1947م خصصت الجمعية العامة 56٪ لليهود، 43٪ للفلسطينيين، 1٪ يضم القدس تحت الانتداب العالمي

القضية الفلسطينية من 1948م إلى 1978م

حرب النكبة في عام 1948 أعلن قيام الكيان الإسرائيلي مما غاظ العرب وتحركت خمسة جيوش عربية هي جيوش (مصر- العراق-سوريا-الأردن-جيش الإنقاذ العربي) ورغم تقدمها في كثير من المحاور وتقديمها التضحيات الجسيمة لكنها هزمت لأسباب منها:
1. غياب عنصر المباغتة حيث أعلنت تلك الجيوش موعد بدئها بالعمليات العسكرية مما أعطى العدو فرصة لتفادي تلك الضربات.
2. غياب القيادة الموحدة والحكيمة فلم يكن هناك مركز موحد للقيادة بل كل جيش يقرر من تلقاء نفسه بل حتى الوحدات القتالية داخل الجيش نفسه.
3. غياب المنهج القرآني من الواقع العملي وغياب الارتباط المباشر بالله والالتزام والاستقامة حيث كان البعض من عناصر تلك الجيوش يتصرف بطريقة مشينة من تقصير وقصور.
4. غياب الروحية الجهادية وحلول القومية والوطنية محلها.

نتائج تلك الحرب

1- استيلاء العدو الإسرائيلي على 78٪ من أراضي فلسطين بدلا من 56٪ قبل النكبة.
2- تشريد 60٪ من الشعب الفلسطيني، وتدمير آلاف المدن والقرى الفلسطينية، وارتكاب عشرات المجازر والمذابح بحق الشعب الفلسطيني.
3- تثبيت أقدام اليهود في أرض فلسطين.
4- تكريس حالة الإحباط واليأس لدى شعوب أمتنا العربية والإسلامية.

تأسيس العمل الوطني الفلسطيني

عقب النكسة مباشرة وتحديدا عام 1950م نشط العمل الفلسطيني وتشكلت هويات المقاومة الفلسطينية حيث انطلق البعض من مبدأ علماني والبعض قومي والبعض ماركسي وقليل منها كان من منطلق ديني إسلامي فكانت حركة فتح التي أعلنت نفسها 1957م كحركة مقاومة مصبوغة بصبغة وطنية علمانية ثم تلتها حركة المقاومين العرب وكان معظم أعضائها من الطلاب الفلسطينيين الدارسين في الجامعة الأمريكية في لبنان وأبرزهم جورج حبش مؤسس الحركة.
ثم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي تشكلت عقب النكسة.
النكسة 1967
وتعرف بحرب “الأيام الستة” وهي حرب شنها العدو الإسرائيلي على كل من مصر وسوريا والأردن، اعتمد فيها على عنصر المباغتة دمر في يومها 420 طائرة مصرية يتألف منها الأسطول الجوي المصري، واحتل في ستة أيام كلا من سيناء المصرية بالكامل، وقصف القاهرة ووادي النيل وعددا من المطارات الجوية في الأردن وسوريا، كما هاجم القاعدة الجوية العراقية وكان من أبرز نتائج تلك الحرب:
1- خسارة الضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان.
2- تشريد مئات الآلاف من العرب في تلك البلدان.
3- كما استغلها العدو في تكريس الهزيمة المعنوية في نفوس العرب وإظهار جيشه بأنه “الجيش الذي لا يقهر”.
4- انعقاد قمة اللاءات الثلاث العربية في الخرطوم (لا صلح- لا اعتراف- لا تفاوض) والحكم على فشلها قبل انعقادها.
بعدها وقعت حرب 6أكتوبر 1973م بين مصر وسوريا وبين العدو الإسرائيلي وانتهت رسميا بفك الاشتباك نهاية مايو 1974م وقد تدخلت أمريكا مباشرة لدعم العدو الصهيوني بكل أشكال الدعم ورغم ذلك تحققت نتائج مهمة منها:
استرداد السيادة على قناة السويس واسترجاع شبه جزيرة سيناء وجزء من مرتفعات الجولان بما فيها القنيطرة كما تم تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، واستعادة نوعية للمعنويات العربية.
كما عقدت اتفاقية كامب ديفيد بين الرئيس المصري محمد أنور السادات و”رئيس وزراء” الكيان “مناحيم بيغن” والتي نصت على إنهاء الحرب وانسحاب اليهود من سيناء، وإقامة علاقات اقتصادية وسياسية، واعتراف حكومة مصر الكامل بالكيان الإسرائيلي، والتنازل الفلسطيني عن أراضي 48 مقابل الانسحاب من أراضي 76.
وإنهاء حالة العداء العربي تجاه العدو الإسرائيلي وتوجيهه في اتجاه آخر، إضافة إلى فتح الأسواق العربية لكيان العدو، وتسخير الممرات البحرية لصالحه، توسيع الوهابية، وانفتاح المجتمعات العربية على كيان العدو فكريا وثقافيا.

القضية الفلسطينية من 2000م – 202٠م

انتفاضة الأقصى عام 2000م من مميزاتها: استخدام السلاح بدلا من الحجارة، كثرة العمليات الاستشهادية، ضرب السياحة عند العدو الإسرائيلي، بداية صناعة الصواريخ الفلسطينية وتطورها.
مبادرة السلام العربية 2002م وهي مبادرة طرحها عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد آنذاك وتنص على: مشروع حل الدولتين، الانسحاب من هضبة الجولان، عودة اللاجئين الفلسطينيين. وقد رفضها العدو الإسرائيلي نفسه.
ثم تلتها صفقة القرن2017م التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء فترة رئاسته الأولى والتي نصت على:
الاعتراف بالعدو الإسرائيلي، ووجوب التطبيع معه، توطين الفلسطينيين في بلدان خارج الأراضي الفلسطينية، إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين، التخلي عن القضية الفلسطينية.
وها هو اليوم يقوم بجريمة القرن بإبادة سكان غزة وتهجير من تبقى منهم و مساومة الفلسطينيين علي بيع أرضهم والرحيل إلى كنتونات هامشية في بلدان عربية أخرى مثل مصر والأردن والسعودية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com