أفق نيوز
الخبر بلا حدود

القدس.. بُوصلة الأُمَّــة نحو النصر

69

أفق نيوز | غيداء شمسان غوبر

في كُـلّ عام، ومع إشراقة شمس يوم القدس العالمي، لا تشرق الشمس فحسب، بل تشرق معها جذوة الأمل المتوهجة في قلوبنا، وتشتعل جذور العهد الراسخ، وتتعالى صرخات الغضب كزلزالٍ مدوٍّ يهزُّ عروشَ الظالمين، ويُزلزلُ أركان الاحتلال الغاشم، ويُسقطُ الأقنعةَ عن وجوهِ المتخاذلين، ويُعلنُ للعالمِ أجمع أنَّ قضيةَ فلسطينَ ليست مُجَـرّد قضية عابرة، بل هي قضية أُمَّـة، وقضية حق، وقضية عدل، وقضية كرامة، وقضية وجود، وقضية مصير، إنه يوم تتجسد فيه وحدة الأُمَّــة، وتتلاقى فيه آمالها، وتتوحد فيه جهودها نحو هدف واحد: تحرير القدس، واستعادة فلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

يوم القدس العالمي ليس مُجَـرّد مناسبة عابرة، أَو ذكرى سنوية روتينية، بل هو وقفة عز وشموخ، وإعلان صريح بأن قضية فلسطين ستبقى حية في قلوبنا، نابضة في عقولنا، متأصلة في وجداننا، تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل، وتضيء بها الدروب وتستلهم منها العزيمة، وتستمد منها القوة لمواجهة التحديات، إنه يوم نعلن فيه للعالم أجمع، وبصوت واحد مدو، بأننا لن ننسى فلسطين، ولن نتخلى عن القدس، ولن نساوم على ذرة تراب من أرضها المباركة، مهما طال الزمن، ومهما اشتدت التحديات، ومهما تكالبت القوى.

في هذا اليوم، نتوجّـه بتحية إجلال وإكبار إلى أبطال المقاومة الفلسطينية، في كُـلّ فصائلها وأطيافها، الذين يسطرون بدمائهم الزكية أروع ملاحم البطولة والفداء، ويسطرون للعالم أجمع أن الحق لا يموت، وأن الظلم لا يدوم، وأن النصر حليف الصابرين، وأن فلسطين ستعود حرة عربية، مهما حاول المحتلّ تزييف الحقائق وتشويه التاريخ، ومهما ارتكب من جرائم ومجازر، نحيي صمودهم وثباتهم، ونعاهدهم بأننا لن نخذلهم، وأننا سنبقى إلى جانبهم، ندعمهم ونؤازرهم، ونشد على أيديهم، ونقاسمهم الآلام والآمال، حتى يتحقّق النصر، وتتحرّر فلسطين، وتعود القدس إلى حضن الأُمَّــة، وتعود الكرامة إلى أصحابها.

وفي هذا اليوم، نناشد قادة الأُمَّــة العربية والإسلامية، بأن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية، وأن يوحدوا صفوفهم، وينبذوا خلافاتهم، ويعملوا معا؛ مِن أجلِ نصرة القضية الفلسطينية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني، ومواجهة التحديات والمخاطر التي تهدّد مستقبل المنطقة بأسرها، نناشدهم أن يتجاوزوا الخطابات الرنانة والشعارات الجوفاء، وأن ينتقلوا إلى العمل الجاد والفاعل، وأن يقدموا الدعم المادي والمعنوي والسياسي اللازم لتمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق أهدافه المشروعة، وأن يقفوا في وجه الظلم والعدوان، وأن يدافعوا عن الحق والعدل، وأن ينصروا المظلومين والمستضعفين.

إن يوم القدس العالمي هو دعوة للعمل، وليس مُجَـرّد شعارات جوفاء أَو كلمات معسولة، إنه دعوة للتحَرّك الفوري، والعمل الجاد، والمساهمة الفعالة في دعم القضية الفلسطينية، بكل الوسائل المتاحة، إنه دعوة لتوحيد الجهود، وتنسيق المواقف، وتعبئة الطاقات؛ مِن أجلِ تحقيق النصر، وتحرير القدس، واستعادة فلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وفي الختام، نؤكّـد بأن يوم القدس العالمي سيبقى منارة تضيء لنا الطريق، وصرخة تدوي في وجه الظالمين، وعهدا متجددا بالتحرير، وقسما لن نحيد عنه حتى يتحقّق النصر، وتعود فلسطين حرة عربية، وعاصمتها القدس الشريف.

فلتتحد الصفوف، ولتتعالى الأصوات، ولتتظافر الجهود؛ مِن أجلِ فلسطين؛ مِن أجلِ القدس؛ مِن أجلِ الأُمَّــة؛ مِن أجلِ الإنسانية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com