المراكز الصيفية.. حَيثُ تُصاغ الأُمَّــةُ التي كسرت هيبةَ أمريكا
عدنان ناصر الشامي
لو لم تكن المراكز الصيفية ساحةً لصناعة الوعي وترسيخ العقيدة لما خرج منها أُولئك الذين أذلوا أمريكا في عرض البحر وداسوا على هيبتها التي صنعتها لعقودٍ من الزمن ثم سقطت بين أيدي رجالٍ لا يملكون سوى الإيمان والعزيمة.
المراكز الصيفية ليست دروسًا عابرة،
ولا فعاليات تُمارس لتمضية الوقت،
بل هي مشروع أُمَّـة.. ومصانع تنتج نماذج بشرية،
تؤمن بأن الكرامة لا تُمنح،
وأن الحرية لا تُشترى “بل تُنتزع”.
في أروقتها يُزرع الفهم،
وتُروى العقول بماء القرآن،
وتُصقل النفوس على معاني الصبر والتوكل، والثقة بالله،
حتى ينشأ جيلٌ لا يعرف الانكسار
ولا يخشى الطغاة، مهما بلغت جبروتهم.
من هذه المراكز خرجت تلك القلوب التي لا تهاب البوارج، ولا ترهبها التهديدات الأمريكية.
القلوب التي جعلت من البحار مسرحًا للكرامة.. وحوّلتها من مناطق نفوذ أمريكية إلى قبورٍ عائمة لهيبتها.
في بضع أَيَّـام، بأسلحةٍ بسيطة وبإيمانٍ عظيم ارتبكت حسابات واشنطن، واضطربت موازين الردع، واهتزت صورة أمريكا في عيون من ظنوّها لا تُهزم.
المراكز الصيفية: هي الجبهة الأولى لحرب الوعي.
وهي المنصة التي يُعاد فيها تشكيل الإنسان من الداخل فيكون أقوى من السلاح، وأثبت من الحديد.
هي الميدان الذي أعدّ أُولئك الذين قالوا للطغاة: “لن تمروا”، فكانت النتيجة أن تساقطت هيبة أمريكا على أمواج البحر… بينما أبناء المراكز يهتفون: “هيهات منا الذلة”.
لقد أثبتت المراكز الصيفية أن النصر لا يحتاج إلى كثرة بل إلى وعيٍ حقيقي، وتربية صادقة، وروحٍ مجاهدة.
فحين تُصاغ العقول على أَسَاس القرآن
تُهزم أمريكا، وتُفضح إسرائيل، وتُسقط كُـلّ طواغيت الأرض
من هنا نعلم أن المعركة تبدأ من التربية..
ومن التزكية، ومن فهم العقيدة..
ومن الالتفاف حول قائدٍ قرآنيٍّ يعرف أين يضع خطواته، ويُهيئ الأُمَّــة للعبور إلى المجد.
فالمراكز الصيفية ليست مُجَـرّد تجربة صيفية، إنها نواة لتحرير الإنسان، وانطلاقة لكسر القيود، وصياغة أُمَّـة لا تُهزم.
هنا تُصاغ الأُمَّــة… وهنا سقطت أمريكا.