أفق نيوز
الخبر بلا حدود

خطاب القائد.. يرسُمُ معادلةَ الانتصار ويحملُ رسائلَ متعددة

27

علي القحوم

في إطلاله بَشْوشة ومميزةٍ لسماحة السيد القائد “يحفظه الله” المفدَّى وفخرِ الأُمَّــة بخطابٍ استراتيجي يرسُمُ المعادلاتِ ويثبِّتُ القواعدَ والقيمَ والمبادئَ والأُسُسَ الأَسَاسيةَ لتحقيق الأهداف والنتائج المرجوَّة لأمة الإسلام والعرب والمسلمين والمواجهة في المعركة بنفَسٍ طويل وإرادَة صُلبة وعزيمة لا تنكسرُ ليرسمَ معها ملامحَ الانتصار لليمن وفلسطين والأُمَّــة وقضاياها العادلة.

وهنا يأتي خطابُ القائد في توقيتٍ مهمٍّ ومرحلة فاصلة ومحطة تاريخية وفي زمن بيعِ الأوطان والسقوط في مستنقع العمالة والخيانة والاستباحة والعربدة الأمريكية والإسرائيلية في فلسطين والمنطقةِ وحالة التبعية والاستسلام والخنوع وهرولة في التطبيع وتصفيةِ القضية الفلسطينية والتودد والانكسار والهزيمة لدولِ العالم مع إظهار أهميّة التحَرّك والعمل، وهنا تتجلَّى عظمةُ القائد اليمانيِّ المفدَّى وعظمة منهجية القرآن، حَيثُ تظهرُ اهتماماتُ القائد في الدعوة للأُمَّـة العربية والإسلامية للوَحدة والاستنهاض والتحَرّك بمسؤولية عربية وإسلامية في الجهاد المقدَّس، وبه ستكون الحريةُ والكرامة والسلام والأمن والاستقرار وبناء القوة واقتلاعُ جذور الاستعمار في صناعة المتغيرات وتغييرِ موازين القوى الدولية والإقليمية وهي محطةُ انطلاق جديدة لأمة شديدة يقودُها قائدٌ من بأس التاريخ، قولُه الصدق، وفعلُهُ الأشدُّ، يحمل كُـلَّ فَهْمٍ الواقع، وله كُـلّ المستقبل، ومن منبر الجِهادِ وعظمة المشروع والقائد والشعب أعلن سماحة السيد القائد “يحفظه الله” البلاغَ الحاسمَ والموقفَ الصارمَ.

وبالإيضاح والبلاغة والبراعة المعتادة لسماحته في كُـلّ إطلالة، كانت الرسائل القوية والاستراتيجية العابرة للحدود والشاملة للجغرافيا في البنية والمضامين، فبالموقف السلاح واليد التي لن تصافح ولن تتغاضى عن عبث المستعمرين ومؤامراتهم الشيطانيّة على فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن ودول المنطقة برمتها فالخطوط حمر ولا سماح لتجاوزها ولا فكاك من ذلك وقضايا الأُمَّــة لا تهاون فيها وعلى رأسها القضية المركزية فلسطين والقدس وبلدنا اليمن، مواجهة واستعداد ونفير وتعبئة عامة فالسيادة والكرامة والوحدة الوطنية والاستقلال وطرد المحتلّين والثوابت والمكتسبات الوطنية لا تهاون فيها ولا مساس بها ولا قبول بغيرها حتى النصر المؤزر بإذن الله وبالروح التي تقاتل فينا حتى آخر المدى، حَفِظَ السيدُ القائدُ “يحفظُه الله” قائد الثورة والأمة والمفدى والحكيم والشجاع العهدَ والوصية الأَسَاس المسيرة والمشروع والأمة وأهلها وتضحياتها بل كُـلّ الوطن والأمة جمعاءَ.

وللأعداء كانت الرسالةُ الواضحة والمعلَنة: التصعيدُ سيقابِلُه تصعيدٌ، والعمليات العسكرية اليمنية في تزايد وفي توسُّع وفي جعبة القوات المسلحة اليمنية الكثير والكثير من المفاجآت، وتنامي القدرات العسكرية وتطوير الصناعات الحربية وخوض غِمارِ المعركة التي لا نخشاها مطلقًا؛ فنحن رجال حرب وصراع وبأس شديد وعزيمة وإرادَة صُلبة لا تلين، وبالسلاح والوعي سيهزم الجمع ويولون الدبر ويتحقّق الانتصار؛ فاليمن الكبير وقائدها المفدى ومشروعه العظيم ودولتها الراسخة وشعبها المعطاء وقواتها المسلحة والأمن والإجماع الوطني حاضرة دومًا للمواجهة والتصدي للعدوان وفي الثغور وفي كُـلّ ساح وميدان وجبهة وجهاد فلن نتركَ السلاح واليد قابضة على الزناد مهما كانت الأخطار والمؤامرات والتوجّـهات العدوانية وتكالب الغرب ومعهم عملائهم الأعراب؛ فالنصر تصنعه أيادي وهمم الرجال والأبطال، فلا قلق أبدًا على أُمَّـة لها مشروعٌ قرآني وقائدٌ عظيم وقوة وسلاح وصناعات عسكرية وحربية متطورة وقدرات تتنامى أكثر وأكثر.

وهنا كانت رسالة القائد لأمريكا وَ(إسرائيل): عدوانُكم فاشل وزوالكم حتمي لا محالة، وستخسرون، وخسارتكم كبيرة، وليس في اليمن وحسب بل على مستوى المنطقة والعالم، وَإذَا امتدّت مؤامراتُكم لليد التي تألمنا، أي شعبنا ومقدراته؛ فسنمد أيدينا وسلاحَنا إلى اليد التي تألمكم، أي مصالحكم وقواعدكم العسكرية في المنطقة والعالم.

وباليد الحاسمة وإصبعِها الثاقبة، أشار سماحة السيد القائد يحفظه الله لمن يعنيهم الأمر إذَا حصل تسويف في استيعاب ذلك وعدم المجازفة والمغامرة، فاليمن الكبير جديرٌ بخوض المعركة وباقتدار.

وعلى صعيد آخرَ، كان وما يزال موقف اليمن الكبير الثابت والمعلن والواضح مع تحقيق السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة؛ فلا أمن ولا سلام ولا استقرار للمنطقة والعالم إلا باليمن وفلسطين وقضايا الأُمَّــة والمنطقة ودولها برمتها.

وهنا لا بُـدَّ من الإدراك والحذر في أية محاولات للتنصُّل من دول الجوار وانخراط والتعاون والدعم بكل أشكاله ومستوياته في عدوان ترامب الأحمق على اليمن الممتد والمُستمرّ منذ بداية طوفان الأقصى واستكمال ما بدأته الإدارة الأمريكية السابقة، وهنا يجب الإدراك والحذر من دول الجوار والمنطقة وعملائها المحليين اليمنيين؛ فأي توريط وتحَرّك عدائي جديد على بلدنا فسيكون فاشلًا ونتائجه خاسرة وعواقبه عليهم وخيمة وسيكون الرد عليهم مزلزلًا وقويًّا وكبيرًا وفوق التصورات وسيدفعون الثمن باهظًا ولا مناصَ لدول الجوار إلا المضي في خطوات السلام وبنية صادقة وتحولات حقيقية وباتّفاقات ثنائية تراعي المصالح المشتركة والعلاقات الندية الطيبة وفتح صفحة جديدة يسودها الأمن والسلام والاستقرار ورعاية المصالح والعلاقات الطيبة مع المحيط العربي والإسلامي.

وهنا لا بُـدَّ من التأكيد أَيْـضًا أن أي تعنت من دول الجوار وأي تسويف أَو مماطلة بحقوق شعبنا فسوف ننتزعها انتزاعًا والحقوق لا تهاونَ فيها ولا عبث ولا مساومة، ومن فوق تلك المعادلات كانت النصيحة بالاعتبار بـ ١٠ سنوات مضت إن كان هناك اعتبار، والتاريخ والحاضر يشهد بعظمة اليمن الكبير وترسيخ قاعدة الثبات بأنها كانت وما زالت مقبرةَ الغزاة والمستعمرين؛ فالمؤامرات فاشلة وأيادي الاستعمار ستُقطَع ومشاريعهم ستُدفَن وفي انحسار وتلاشٍ؛ فاليمن الكبير لن يكون مسرحًا للتجاذبات والصراعات الدولية ولن تكون تحت وصايةِ القطبية الغربية؛ فهي كما هي في التاريخ والحاضر والمستقبل قاهرةُ الغزاة والمحتلّين وهي منبعُ العروبة وأصالة الإسلام، وهي التاريخ والأصالة والحضارة والجغرافيا والإنسان والهُــوِيَّة والقضية العادلة والتضحيات الجِسام التي عبَّدت طريقَ الحرية والكرامة والاستقلال ورسمت بدماء شهدائها وسواعدِ رجالها المستقبلَ القادمَ، ولديها كُـلُّ مقومات العظمة التي رسّخت مكانتها كدولة إقليمية عظمى لها وزنها ومكانتها بين الأمم، وبهذه المعادلة تغيّرت موازينُ القوى وتغيَّرت معها قواعدُ الاشتباك وفرض واقع جديد وبالقوة والمنعة ومن يمتلكها مع المشروع والقائد والشعب والقضية العادلة التي تتخطى كُـلَّ الأُطُرِ الضيِّقة المذهبية والطائفية والمناطقية والعنصرية المقيتة، والأفق الواسع والإيمان والتجسيد بالشراكة الوطنية سيفرض ما يريدُ، والمشروع لا يقابله إلا مشروعٌ، والقوة لا يقابلها إلا قوةٌ، والميدان في المواجهة والصراع العربي الإسرائيلي بات في مرحلة الأخيرة، وهذا وعدُ الآخرة ومعركة النصر الموعود والجهاد المقدّس، وكما دخلَ الصهاينة المنطقةَ وفلسطين بوعد بلفور سيخرجون مدحورين بوعد الله وعد الآخرة وهو حق وهم يعرفون ذلك والانتصار يلوح في الأفق وعلى الباغي تدور الدائرة، وما النصر إلا من عند الله العزيز الإجبار..

 

وكانت الخاتمة دومًا لقائد الثورة “يحفظه الله” لشعبه العزيز والمعطاء الذي يبادلُه الوفاءَ بالوفاء والولاء والاتِّباع، كما هِي كذلك من قائدٍ عظيمٍ يحبُّ شعبَه وأمته ويبادلُه الوفاءَ بالوفاء والحب بالحب؛ فكان شعبًا مستنيرًا منتصرًا مستبصرًا واعيًا قويًّا عزيزًا يعملُ ويتحَرّك بالاستجابة لدعوات قائده وفاعلًا بقوة ومتحَرّكًا بوعي وبصيرة وباستجابة منقطعة النظير ليملأ الساحاتِ والميادين وبزخمٍ متزايدٍ وعظيمٍ وفي النفير والتعبئة والجهاد؛ فكانت وما زالت وهي كذلك معسكرات الاستقبال والتدريب والتأهيل مليئة بالرجال والمجاهدين والعظماء استعدادًا وتأهبًا للمعركة الكبرى التي بإذن الله ستغيِّرُ مجرى التاريخ الحديث وترسُمُ ملامحَ وشكلَ الشرق الأوسط الجديد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com