ناشطون ثقافيون لأنصار الله: لن يتراجع شعبنا عن دعم غزة وإن جاءت أمريكا بكل ثقلها العسكري
أفق نيوز | محمد المطري
تستعيد ساحات التظاهرات في يمن الإيمان والحكمة زخمها الجماهيري المليوني الواسع نصرة للشعب الفلسطيني، في تأكيد على صدق الموقف من القضية المركزية للأمة.
ومع تنصل العدو الصهيوني في التزامه ببنود الاتفاق ونكثه الاتفاق معلنا فرض الحصار الكامل واستئناف الإبادة الجماعية في القطاع، دعا السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي “يحفظه الله” الشعب اليمني للعودة إلى ساحات التظاهرات نصرة للقضية الفلسطينية وتأكيدا على ثبات الموقف المساند لغزة وتحديا للعدو الأمريكي.
وكما عُرف عنه الاستجابة السريعة لدعوة السيد القائد توافد الشعب اليمني بالملايين، الجمعة الفائت، إلى مئات الساحات في مسيرات مليونية حملت عنوان “جهاد وثبات واستبسال.. لن نترك غزة”.
وتأتي أهمية عودة المسيرات الجماهيرية في كونها تزامنت مع التصعيد الأمريكي على البلد وإمعانه في استهداف الأحياء السكنية والأعيان المدنية والتي هدف من خلالها إلى تخويف الشعب اليمني وإرغامه على التراجع في قراراه المناصر لغزة لتأتي المسيرات المليونية الواسعة كتحد شعبي واضح للأعداء وصفعة مدوية للعدو الأمريكي.
ثبات على الموقف المبدئي
وتحمل الجماهير المليونية في ساحات التظاهرات العديد من الرسائل والدلالات وهو ما يؤكده الناشط الثقافي الدكتور أحمد الشامي بقوله الجماهير المليونية في الساحات تجسد ثبات المبدأ والوفاء والعهد وتبادلهما بين السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله وبين الشعب اليمني بكل قبائله العريقة، وهو قائم وثابت ومُستمرّ.
وفي تصريح خاص لموقع أنصار الله يوضح الشامي أن استمرار المسيرات الشعبية والعلميات العسكرية اليمنية وتحمل الشعب اليمني كافة تبعات القرار المناصر لغزة يعكس وفاء الشعب اليمني وقيادته الثورية للقضية الفلسطينية، وحقه في نيل الحرية والاستقلال والنصر على كيان الاحتلال.
ويشير الشامي إلى أن الشعب اليمني يرتبط ارتباطا وثيقا بالقضية الفلسطينية ولن يتخلى عنها مهما بلغت التحديات والصعاب، موضحا أن الزخم الجماهيري في الساحات يؤكد جهوزية الشعب اليمني واستعداده الكامل على أن يضحِّي بكل غال ونفيسٍ؛ لتحقيق ما رسمته القيادة الثورية في مواجهة العدوان الأمريكي على اليمن، لافتا إلى أن عودة الحشود الجماهيرية إلى الساحات يجسد ثبات الموقف اليمني واستمراريته وجهوزيته لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
تحريك للضمير العالمي
ويأتي الخروج المليوني في الساحات في سياق الموقف الإيماني والأخلاقي والمبدئي الذي اتخذه الشعب اليمني منذ الوهلة الأولى لاندلاع معركة طوفان الأقصى. وترسل الجماهير المليونية المحتشدة في ساحات التظاهرات أسبوعيا رسائلها المتعددة للعدو الأمريكي والصهيوني وعملائهم وكذا لدول العالم المتخاذل والصامت، إضافة إلى رسائل الاطمئنان للشعب الفلسطيني المكلوم.
وفي هذا السياق يؤكد الناشط الثقافي الدكتور قيس الطل أن الشعب اليمني بخروجه المليوني الواسع يطمئن إخوانه الفلسطينيين بأنهم ليسوا وحدهم وأننا معهم لن نتركهم ولن نتخلى عنهم أبدا حتى تحقيق النصر الإلهي المتمثل في نهاية الاحتلال وزوال الكيان الصهيوني.
ويوضح في تصريح خاص لموقع أنصار الله أن رسائل الجموع الغفيرة للعدو الأمريكي تكمن في التحدي والثبات والصمود، أي أن الشعب اليمني لن يتزحزح عن موقفه الداعم لغزة قيد أنملة وإن جاءت أمريكا بكل حملها وثقلها العسكري من عدة وعتاد.
ويبين الطل أن ثبات الشعب اليمني على موقفه المناصر لغزة وتميزه على مستوى الساحة العالمية في مناصرة المظلومين ومواجهة الطغاة والظالمين من الأمريكان والصهاينة يأتي كثمرة من ثمار الثقة المطلقة بالله تعالى والتمسك بالثقافة القرآنية وجعلها منهجا عمليا في الحياة.
ويرى الطل أن الموقف القوي لليمن يوحي بأن نهاية الكيان الصهيوني وهزيمته مع حلفائه من سيكون بفضل الله وتأييده على أيدي الشعب اليمني المؤمن والمجاهد.
ومن الرسائل التي تبعثها الجماهير المليونية في الساحات إقامة الحجة على شعوب الأمة العربية والإسلامية وتذكيرهم بمسؤولياتهم الدينية والأخلاقية تجاه غزة وفق ما أكده الطل، موضحا أن التجمهر الأسبوعي في الساحات يسهم في استنهاض شعوب الأمة العربية والإسلامية ويحرك ضميرها تجاه المظلومية التاريخية لغزة كما أنه يسهم في عودة تلك الشعوب إلى الله والقرآن وجعله دستور الحياة.
ويقول الطل” على شعوب الأمة العربية والإسلامية التحرك الجاد لوقف الإجرام الصهيوني على غزة وإلا فإن الدور سيأتي عليهم فالعدو الصهيوني يحلم بوضع شرق أوسط جديد يكون أكثر اتساعا لصالح الكيان الصهيوني”، مستدلا بقول الله تعالى ” إلا تنفروا يعذبكم عذابا اليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا”.
ويضيف” هي رسالة لأولئك العلماء العملاء الذين أفتوا مؤخرا في حرمة مواجهة إسرائيل بالسلاح نقول لهم، ألا تستحوا من الله؟! ألم يكفيكم خذلناكم لغزة حتى تتآمروا عليها؟!”.
ويرجع الطل أسباب خذلان المسلمين لغزة وصمتهم إزاء المجازر الصهيونية المروعة إلى ترك المسلمين القرآن الكريم وعدم العمل بما جاء به والتثقف بثقافات الغرب الباطلة والشيطانية، موضحا أن هناك نماذج مشرفة لعدد من القادة والشعوب الإسلامية الذين بدأوا من الصفر وواجهوا أقوى الإمبراطوريات العظمى.
اليمن قبلة الأحرار
ويعكس الشعب اليمني قيم الإنسانية والأخلاقية والدينية وغيرها من القيم النيرة التي يجمع البشرية عليها، من خلال خروجهم المليوني في ساحات التظاهرات وتحملهم قصف وهجمات العدوان الأمريكي إضافة إلى حصاره الاقتصادي المفروض على كافة البلد، وهو ما جعل اليمن يتصدر الساحة العالمية ويصبح أيقونة لكل الأحرار في مختلف بلدان العالم.
و هذا يؤكده الناشط السياسي والإعلامي الدكتور عارف العامري من أن ممارسة العدو الصهيوني حرب الإبادة الجماعية واستهدافه للبشر والشجر والحجر يمثّل الدافع القوي للشعب اليمني في التحرك لنصرة غزة والانتصار لمظلوميتها.
وفي تصريح خاص لموقع أنصار الله يوضح العامري أن خروج الشعب اليمني في ساحات التظاهرات يأتي ضمن الموقف العسكري والسياسي اليمني المتكامل الأركان في نصرة غزة.
ويبين العامري أن الموقف اليمني المناصر لغزة أسهم بشكل كبير في تعزيز صمود المقاومة الفلسطينية وتقوية الموقف التفاوضي لهم.
وبالرغم من الخذلان العربي والإسلامي والعالمي الغير مسبوق لغزة إلا أن الموقف اليمني القوي والشامل عزز معنويات الشعب الفلسطيني وأعاد له الأمل في جدوى الأخوة الإسلامية ودورها في مناصرة بعضها البعض.
ويبرز أثر الموقف اليمني من خلال ملامح الفرحة والعزة والكرامة التي يبديها شعب فلسطين تجاه شعبنا حيث تنقل وسائل الاعلام رسائل العرفان والشكر والتقدير الفلسطينية لليمنيين، إضافة إلى وصف ناطق كتائب القسام أبو عبيدة لليمنيين بإخوان الصدق وتأكيده أن غزة تشبه الشعب اليمني ويشبهونها في العزة والكرامة والنخوة والتحرر.
ولا يقتصر الدور اليمني المؤثر على الداخل الفلسطيني وحسب بل يمتد للساحة الدولية والإقليمية حيث إن الموقف اليمني القوي في مواجهة الطغيان العالمي أمريكا و”إسرائيل” أظهر الدور الحقيقي للأمة الإسلامية والتي أراد العدو أن يجعلها أمة هزيلة ومستضعفة وغير قادرة على المواجهة.
وحول هذا السياق يؤكد العامري أن العمليات العسكرية اليمنية تمثل تحد كبير للعدو الصهيوني وحليفه الأمريكي.
ويبين أن الأعداء انصدموا بالقدرات العسكرية اليمنية النامية وقدرتها الخارقة بمجابهة قوى الغرب ممثلا بأمريكا وإسرائيل المهيمنة على العالم.
ويبقى الموقف اليمني على المستوى الشعبي والرسمي غصة بلحق الكيان الصهيوني وحلفائه ومعضلة كبرى تعرقل مخططاته الإجرامية وتبدد أحلامه التوسعية، وما تجاوز المنظومات الدفاعية للعدو الصهيوني واحباط العلميات الهجومية للأمريكان جزء يسير من الواقع المأساوي الذي يعيشه الأمريكان والصهاينة.