أفق نيوز
الخبر بلا حدود

ما لكم كيف تحكمون

196
  • أحمد العربي

تصفحت مواقع أخبارية كثيرة في الفترة الماضية ولقد راع إنتباهي هذا الخبر المنشور في جريدة الوفد المصرية والذي كان نصه كالأتي:
يُعرب الأزهر الشَّريف عن إدانته الشديدة للهجمات الإرهابية التي وقعت بشكل متتابع في العاصمة البلجيكية بروكسل، صباح اليوم، وأسفرت عن وقوع عدد من القتلى والمصابين.

ويؤكد الأزهر الشريف أن الإقدام على هذه الجرائم النكراء يخالف تعاليم الإسلام السمحة، والشرائع السماوية والأعراف الإنسانية كافة، مشددًا على أنه إذا لم تتوحد جهود المجتمع الدولي للتصدي لهذا الوباء اللعين فلن يكف المفسدون عن جرائمهم البشعة بحق الأبرياء الآمنين.

لا شك أن أي إنسان في قلبه ولو شيء بسيط من الانسانيه ويعلم أن كل الدم البشري حرام سواء أكان هذا الدم دم مسلم أو دم غير مسلم كل شخص في قلبة ذرة إنسانية سيدين هذه التفجيرات الاثمة ولكن دار في ذهني أسئلة كثيرة أحببت الاجابة عليها معكم.

أولاً: أليس ما يحدث الان في أوطاننا العربية وفي العالم كله من تفجيرات وإستباحة للدماء والاعراض بأسم الدين والذبح المرفق بصيحات الله أكبر هو نتاج ثقافات ونتاج نظريات دموية تم حشوها في كتب التراث الاسلامي ومن بعد ذلك تم حشوها في عقول شبابنا ليخرجوا علينا (فاتحين) كما يعتقدون هم، ولم نجد بعد ذلك اي موقف علمي من الازهر الشريف ليصد هذا التخلف الديني والدموية بأسم الدين بل وما وجدناه أن كل باحث اسلامي يحاول تنقيح وغربلة هذا التراث يواجه هجوم شرس من الازهر الشريف نفسه.

ثانياً: ألم يتراجع موقف الازهر الشريف الوسطي السمح أمام الفكر الوهابي السعودي على المستوى الشعبي تراجع شديد حتى أصبح ليس له وجود بين عامة الناس وترك الساحة لشيوخ التكفير ليفتوا الناس في أمور دينهم حسب أهوائهم الشخصية بعد أن كان الازهر قبلة أهل السنة في العالم الاسلامي.

ثالثاً: وهذا الاهم هل إدانات الازهر وتصريحات الازهر مختصة فقط بالحوادث التي تحدث في الدول الاوربية فقط؟!!!!! فالازهر أول من أدان تفجيرات باريس وأول من أدان تفجيرات بروكسل وأول من يدين التفجيرات التي تحدث في دول أوربا وهذا أمر جيد ولكن وهذا المهم لم نسمع للأزهر أي تصريح بخصوص تفجيرات سوريا مثلاً أو تفجيرات لبنان أو التفجيرات التي تحدث في العراق ليل نهار لم نسمع للأزهر أي تصريح بخصوص حادثة مستشفى العرضي في صنعاء أو دار المسنين في عدن في اليمن برغم أن عدد الضحايا في هذه العمليات أكبر بكثير من ضحايا التفجيرات في أوربا. لم نسمع للأزهر اي صوت أو أدانه بخصوص مجموعة من جرائم الحرب والانتهاكات الانسانية من قتل للأطفال والنساء والشيوخ وهدم المنازل فوق رؤوس الامنين وأستخدام أسلحة محرمة دولية وكل هذه الانتهاكات التي تحدث في اليمن على يد القوات السعودية وحلفائها لم نرى أو نسمع للأزهر أي موقف.

أم دعم الازهر والشجب والادانة وسماحة الاسلام وحرمة الدم وكل هذه التصريحات حسب جنسية الضحية فلو كانت الضحية أمريكي أو أوروبي كان دمه محترم عندكم ولو كانت الضحية عراقي أو سوري أو لبناني أو يمني فدمه ليس له قيمة.

ما لكم كيف تحكمون
ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالكعبة : ما أطيبك وأطيب ريحك! ما أعظمك وأعظم حرمتك! والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله ودمه وإن نظن به إلا خيرًا” [رواه ابن ماجة].
ألم يقل أيضاً: “لن يزال المؤمن في فسحة من دينة ما لم يصب دمًا حرامًا.
ولكن كل هذا الدم الحرام التي تغرق فيه بلداننا العربية ولم نجد كلمة واحدة من الازهر تشفي غليلنا ما لكم كيف تحكمون.
قال تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (البقرة:85).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com