تدمير الطرق والجسور.. جرائم حرب مع سبق الإصرار!
> شواهد للعيان على وحشية العدوان
> محصلة عام من تقطيع شرايين اليمن: 42 جسراً و1000كم طرقات بكلفة أولية 100مليار ريال
تقرير /عادل المدان
حين كان اليمنيون ينزحون من قراهم ومدنهم عقب غارات لطيران العدوان السعودي الأمريكي بمركباتهم ووسائل النقل الخاصة والعامة للنجاة بأرواحهم من القصف ،كانت خطط العدوان تسبقهم وتأمر بسحق الطرقات والجسور أمامهم فكان تقطع السبل بهم وبممتلكاتهم هو سيد الموقف حينها كان أرباب العدوان ومرتزقته يتغنون ويرقصون فرحا.
تلك كانت ومازالت حكاية طريق وجسر في عدة محافظات يمنية منذ 72 مارس 5102 وحتى اليوم ،حكاية شرايين اليمن وعروق دماء اليمنيين طرق محافظة صعدة وعمران والبيضاء والحديدة وتعز ومارب ،كلها شواهد ماثلة للعيان توثق جرائم العدوان السعودي الأمريكي واستهدافه اليمن: الإنسان والكيان والبنيان .
محصلة عام
ويقول المهندس نبيل إسماعيل المؤيد رئيس لجنة الطوارئ كبير مهندسي صندوق صيانة الطرق بوزارة الأشغال العامة والطرق إن الوزارة بحاجة إلى أربعة مليارات دولار لإعادة بناء وترميم مادمره العدوان السعودي حيث قام العدوان بتدمير حوالي 42 جسراً موزعة على محافظات الجمهورية والتي يحتاج لإعادة بنائها مبلغ إجمالي يقدر بـ 43مليارا و964 مليون ريال كتكلفة تقديرية ومبنية على أسعار ومؤشرات قديمة وفي ظروف عادية وقابلة للزيادة والنقصان بعد الدراسات الميدانية لمواقع الجسور والإطلاع على حالتها وإجراء الاختبارات اللازمة لها.
ويضيف :دمر العدوان السعودي حوالي 1000 كم من الطرقات في أمانة العاصمة والطرق الرئيسية المرتبطة بالعاصمة صنعاء والتي بلغت التكلفة التقديرية لإعادة بنائها بإجمالي 47 مليارا و453 مليون ريال وهذا التقدير بني على أسعار ومؤشرات قديمة وفي الظروف العادية وقابلة للزيادة والنقصان بعد الدراسات الميدانية وزيارة الطرق والاطلاع على حالتها.
وقال المؤيد رئيس لجنة الطوارئ: بأن استهداف الطرق والجسور لها آثار جانبية نتيجة للقصف فهي تؤثر على جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية وغيرها .كونها منشآت خدمية وتدميرها يؤثر في حركة النقل والمرور ويضيف أعباء وجهوداً على مستخدميها من جميع شرائح المجتمع في أي بلد.
يؤكد رئيس لجنة الطوارئ في صندوق صيانة الطرق والجسور المهندس نبيل المؤيد: أن إعادة إنشائها وبنائها من جديد يحتاج إلى الكثير من الوقت والمال وقد يصل إلى عدة سنوات ومليارات الريالات كون هذه الجسور والطرق تم إنشاؤها وبناؤها في عدة عقود فيما تم تدميرها في بضعة أشهر على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً ويقف مشاهداً لجميع انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها دول العدوان .
قهر العدوان
لكن المهندس المؤيد أوضح أن صندوق صيانة الطرق والجسور يعمل من أجل التخفيف من هذه الآثار السلبية بالعمل على الصيانة الطارئة من خلال تكليف المؤسسة العامة للطرق والجسور بإعادة فتح الطرق التي قطعت في مواقع الجسور التي دمرت أو تضررت من خلال شق الطرق البديلة الجديدة أو عمل تحويلات وكذلك صيانة بعض الأضرار البسيطة أو الجزئية للجسور أو الطرق التي استهدفها العدوان السعودي.
وذكر المهندس المؤيد: أن لهذا الشعب صموداً ليس له نظير فهذا الشعب عظيم لايكل ولايمل لايعجز ولاييئس سباق في كل شيء يبحث عن الحلول والبدائل في التصدي لمثل هذا التخريب الممنهج الناجم عن حقد دفين في قلوب آل سعود على هذا الشعب فمثلا عندما قام العدوان بتدمير أحد الجسور في منطقه الحيمة والذي يربط بين أمانة العاصمة صنعاء.و محافظة الحديدة قام سكان المنطقة بردم الجسر الذي دمره العدوان بجهود شخصيه وفتح الطريق أمام المسافرين إلى أن وصلنا نحن وفريق الطوارئ لإيجاد الحلول والبدائل .
إرادة شعب
وعن صمود هذا الشعب في مجالات الطرقات التي تعرضت للقصف والتدمير والتخريب من قبل دول العدوان السعودي يتحدث لنا المقاول محمد عبدالله محسن وتجربته في إعادة ترميم الجسر الواصل بين محافظة مارب وأمانة العاصمة صنعاء في منطقة نهم حيث قام العدوان بتدمير الجسر تدميراً جزئياً صحيح أن المواطنين قاموا بدفن طريق بديلة لمرور المسافرين من والى أمانة العاصمة لكني كمقاول قمت بنقل الأخشاب والعمال إلى المنطقة لترميم الجسر وبناء جوانب الجسر لسلامة المسافرين رغم تحليق الطيران فوقنا لكني وعمالي لم نخف وظلننا نعمل حتى جهزنا الجسر لأننا أمام عدوان لابد أن نتكاتف حتى ننتصر وتبقى الحياة ونعيش غصبا عنه.
وفي طريق المحويت عندما قام العدوان بضرب وتدمير الجسر الواصل إلى مدينة الطويلة قام أحد مالكي الشيولات بردم ومسح الطريق وفتحها أمام المسافرين إلا أن حقد النظام السعودي أعمى بصائرهم فقام العدوان في اليوم الثاني بضرب منزل صاحب الشيول مع المعدات التابعة له.
الحدود
استهدف العدوان الجسور الرابطة بين مديريات محافظة صعدة بالكامل حيث استهدف الجسر الذي يربط مديرية باقم بمدينة صعدة ودمر عكوان في مديرية الصفراء كذلك تعرض جسر مفرق الطلح في مديرية سحار إلى القصف وجسر بركان المدرج في مديرية حرف سفيان/الذي يربط صعدة بمحافظة عمران بغرض فصل المحافظة عن محافظات الجمهورية عن بعضها ..
كما شنت عشرات الغارات على الجسور الرئيسية التي تربط مديريات حوث والعشة والقفلة وعاهم وحرض..
مديريات الشريط الحدودي الغربي لمحافظتي صعدة وحجة استهدفت بشراسة فقد استهدف خط حرض – رازح ودمرت معظم جسور الوديان فيه منذ الشهر الأول للعدوان ما وضع تلك المناطق في عزلة تامة إضافة لاستهداف الخطوط الجبلية مباشرة مما أدى إلى عزل المديريات الجبلية .
مخطط العزل
لقد سعت دول تحالف العدوان إلى عزل المحافظات الجنوبية عن الشمالية بقصف الجسور الهامة واستهداف الطرقات بعشرات الغارات في محافظات لحج وأبين وشبوة وفي حين قصف العدوان جسر عقان الاستراتيجي في مديرية المسيمير محافظة لحج الذي يربط بين محافظتي تعز وعدن ليقطع الخط العام بين المحافظتين.
كما تم استهداف الطريق العام الذي يربط صنعاء بالضالع باستهداف جسرين الأول يقع في مدينة دمت القديمة ويربط بين الضالع ومحافظة إب والثاني يربط بين العاصمة ومحافظات الضالع- لحج- عدن.
وفيما قصف جسر بيحان الذي يربط محافظة شبوة بمحافظة مارب شنت طائرات العدوان أعنف الغارات على عقبة ثرة الاستراتيجية التي تربط محافظتي البيضاء بمحافظة أبين إلا أنها فشلت في قطع الطريق العام لوقوعه في منطقة جبلية وكان جسر السلام الواقع في مفرق النقية الرابط بين محافظتي شبوة وأبين قد استهدف بعدد من الغارات ما أدى إلى تدميره بالكامل إضافة إلى استهداف الطريق العام الذي يربط محافظة شبوة بمحافظة البيضاء كما استهدفت عدة جسور تربط بين محافظة تعز بمحافظتي عدن ولحج ابرزها جسر الهاملي وجسر وادي رسيان وجسر وادي طنح.
خيبات العدوان
رغم حجم الدمار الذي لحق بهذه الطرقات والجسور إلا أن العدوان لم يحقق هدفه الخبيث الرامي إلى فصل المحافظات اليمنية عن بعضها ومحاولة خنقها وفرض حصار داخلي لا يقل خطورة عن الحصار الخارجي فالشعب اليمني اعاد تعبيد الطرق ورصف الوديان كبديل للجسور كحل اسعافي يحافظ على شرايين الوطن متصلة مع بعضها البعض.