منذُ قديم الزمان ونحن نلاحظ خوفاً يكسو وجوهَ العرب فترتعدُ له قلوبُهم، وترتجف له أجسادُهم، وترتبك من أجله ألسنتهم، وتتنكّسُ له رؤوسهم، فلا نجد عربياً واحداً يستطيع أن يرفع هامتَه عالياً، لا نجد عربياً واحداً يحلق في سماء الحرية لا نجد عربياً واحداً يصدح بالحق ليسمع العالم صداه لا نجد عربياً يتحرك بمحض إرادته!!!
وإذا ما بحثنا عن سبب كُلّ هذا، نجدُه بسبب الوحش الوهمي الجاثم على قلوبهم، وأَفْكَارهم، ونفسياتهم.
ثمة قوةٌ عظمى سيطرت عليهم بسحرها فاستطاعت أن تخيلَ لهم بأنها قوة لا تنكسر، وأنها هي لا غيرُها المهيمنة والمسيطرة والقادرة لفعل كُلّ شيء؛ لأنها هي صاحبة أقوى ترسانة عسكرية في العالم هي من لديها صواريخ لا تبقي ولا تذر، هي من لديها دبابات تكاد أن تخرق الأَرْض إذَا تحركت، هي من لديها طائرات إذَا حلّقت ستجعل الجبال قاعاً صفصفاً وتجعل البحار تمور موراً وإذا ما ضربت فستشق الأَرْض شقاً، هي من لديها قنابل إذَا أطلقتها ستجعل الناس كالفراش المبثوث وديارهم كالعهن المنفوش.
هذه هي أَمريكا هي ذلك الوحش الذي جثم على قلوب العرب فأعمى بصائرهم وسيطر على نفسياتهم وعلى أَفْكَارهم وعقولهم وعلى مدى أحقب زمنية طويلة.
فما أن تقول أَمريكا للعرب أتوني طوعاً أَوْ كرهاً قالوا أتينا طائعين!!!
وعلى مدى أحقابٍ زمنية نجد الشعوب العربية خائفين ذليلين لا ترفع لهم راية فقط يُنفذون كُلّ ما يُملى عليهم خشية من أن تغضب عليهم أَمريكا فتستخدم قوتها العظمى عليهم!!!
وبعد مرور زمن طويل على هذا الحال المُخزي والمُذل للعرب.. أتى الـيَـمَـني يحمل بين جنبَيه نوراً أزاح به ظلاماً حل بالأمة العربية، أتى الـيَـمَـني وفي عينَيْه نظرةٌ ثاقبةٌ استطاع بها أن يُسقط ذلك القناع الذي تلبّست به أَمريكا، أتى الـيَـمَـني بكتاب الله ليُبطل ذلك السحر الذي سحرت به أَمريكا العرب.
أتى الـيَـمَـني ليكشف حقيقة تلك القوة العظمى التي تمتلكها أَمريكا التي تلاشت وتماهت وصارت ذرات من رماد تحت أقدام ذلك الـيَـمَـني،
فها هي طائراتهم أَصْبَـحت حطام، ودباباتهم تفجرت لتصبح مجرد ركام، وكل قوتها تلاشت واندثرت وضاعت بين الرمال.
أتى الـيَـمَـني ليقول وبكل ثبات وشموخ وَبكل ثقة: «هو الله» ولا أحد سواه.
فيا أيها العرب هل مازلتم تحت تأثير سحر أَمريكا؟.
أم ما زلتم مؤمنين بقوة أَمريكا بعد أن شاهدتموها تحتَ أقدام اليمانيين وهي حُطام؟!!!.