يمانيون../
– تقلصت إلى حد كبير فرص عودة الرئيس الفار المتنازع حول شرعيته عبد ربه منصور هادي إلى محافظة عدن مع توسع رقعة التأييد في المحافظات الجنوبية لقيادات الحراك الجنوبي المتشددة المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله والتي دعت إلى تظاهرات مليونية تطالب بتقرير المصير وخروج قوات التحالف التي تقودها السعودية من الجنوب وتسليم المحافظات الجنوبية إلى الحراك الجنوبي، فيما اعتبرته دوائر سياسية “المسمار الاخير في نعش هادي” المقيم في السعودية منذ عدة اسابيع.
وكشفت دوائر سياسية وثيقة الاطلاع لـ “المستقبل” أن حال توتر شديد يسود معسكرات القوات التابعة لعبد ربه منصور هادي في محافظة عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية، بعد اعلان العديد من القادة العسكريين المقربين من هادي دعمهم لمطالب الحراك الجنوبي عشية ما سمي “التظاهرة المليونية” التي دعت اليها قصائل متشددة في الحراك ويتصدرها المجلس الأعلى للحراك بقيادة علي سالم البيض والفصائل التي يقودها حسن باعوم وبن فريد وعبد العزيز الجفري وقادة آخرون، والتي من المقرر أن تبدأ اليوم الاحد وتستمر حتى يوم غد الاثنين بالتزامن مع اطلاق جولة المفاوضات بين الاطراف اليمنيين في الكويت في غياب كامل لممثلي الحراك الجنوبي.
وأوضحت المصادر أن حال التوتر تصاعد بقوة بعد رفض قوات الغزاة من تحالف العدوان السعودي صرف مرتبات المقاومة الجنوبية الموالية للحراك الجنوبي والتي كانت تقدمت بحوالي 16 الف اسم من مستحقي الرواتب، واكتفائها بصرف مرتبات ما يسمى “المقاومة” الموالية لتنظيم الاخوان في المحافظات الجنوبية”.
زاد من ذلك تصاعد الخلاف السعودي الاماراتي نتيجة مضي العائلات الحاكمة في الامارات في دعم وحشد القادة الجنوبيين المقيمين في الخارج وفي الصدارة علي سالم البيض وصالح بن فريد والجفري وآخرين من قادة الفصائل المتشددة التي تطالب بتقرير المصير، في سياق محاولاتها ادارة مشروع مغاير للمشروع السعودي بعد سلسلة هجمات مميتة استهدفت القوات الإماراتية في محافظة عدن عبر مسلحي نظيمي “داعش” و”القاعدة” المدعومين من السعودية واسفرت عن سقوط العشرات من الضباط والجنود الاماراتيين وهي التطورات التي دعت ابو ظبي إلى طلب المساعدة من واشنطن لمواجهة خطر القاعدة.
وفشلت محاولات قادها أمير الحرب السعودي محمد بن سلمان في اقناع غريمه محمد بن زايد العدول عن دعم قادة الحراك الجنوبي، فيما عزاه مراقبون إلى رفض أبو ظبي الخروج من اليمن خالية الوفاض بعدما تكبدت خسائر هائلة في الحرب التي قادتها السعودية تحت مظلة التحالف على اليمن.
ووزعت الفصائل المتشددة أمس منشورات في العديد من المحافظات الجنوبية تدعو المواطنين إلى المشاركة في التظاهرات المقررة اليوم الأحد ويوم غد الاثنين في ساحة الحرية بمنطقة خورمكسر تحت شعار ” حملة الجنوب أولا .. لفرض حلول حقيقية وجادة وعادلة للقضية الجنوبية التي ظلمها التحالف”.
وطبقا للمصادر فقد أبدت الرياض “مخاوف كبيرة من هذه الفعالية التي يعتقد أنها قد تقوض مشروعها في اليمن، كما ستجهض مخططات تبناها النظام السعودي لمصلحة تعزيز حضور تنظيمي “القاعدة” و” داعش” في المحافظات الجنوبية لكي يقودا مستقبلا حربا طويلة مع الحوثيين في المحافظات الشمالية في حال المضي بخيار الحل السياسي ووقف العدوان”.
ويوم امس السبت نشر ناشطو الحراك الجنوبي المئات من صور نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى على سالم البيض وصور القيادي في الحراك الجنوبي حسن باعوم، كما نشروا لافتات كتب عليها شعارات تدعو إلى انفصال الجنوب وتقرير المصير كما نشروا آلاف الاعلام لدولة الجنوب السابقة فوق المرافق وسطوح المباني والمنازل بمحافظات عدن وحضرموت ولجح والضالع.
وقالت مصادر محلية في عدن إن المئات من انصار الحراك الجنوبي بدأوا التدفق إلى محافظة عدن للمشاركة في المليونية وخصوصا من محافظة شبوة وبلدة يافع بمحافظة لحج وحضرموت، وهي البلدات التي يمتلك فيها انصار الحراك الجنوبي ترسانة عسكرية كبيرة اكثرها تم السيطرة عليها من القوات الاماراتية الغازية خلال الشهور الماضية.
ولفتت المصادر إلى أن العديد من أحياء مدينة عدن شهدت ليل السبت حملات دهم لمنازل يعتقد أن مسلحين أرهابيين تحصنوا فيها، فيما أعلنت السلطات المحلية الموالية للحراك القبض على عصابات ارهابية في عدن.
وكان المغرد السعودي “مجتهد” قال في تغريدات جديدة بحسابة على مواقع التواصل الاجتماعي ” تويتر” إن الامارات قررت العودة إلى اليمن، بدون التحالف السعودي، الذي وصفه بأنه ”التحالف الخشبي” مشيرا إلى أن الامارات ومن خلال قرارها الاستعانة بأمريكا لضرب القاعدة في اليمن، قررت أن تعود لليمن دون مظلة تحالف بن سلمان. معتبرا ذلك خروجا مؤدبا عن التحالف الخشبي.
و في تغريدة اخرى “سلم لي على ١٠٠ يوم لتحقيق الأمن في عدن، التي تكفل بها محمد بن زايد بعد “تحرير عدن”. في اشارة إلى تغريدات نشرها ولي عهد امارة ابوظبي نائب وزير الدفاع الاماراتي محمد بن زايد اليوم في حسابة على “تويتر” زعم فيها إن تضحيات القوات الاماراتية الغازية حققت الأهداف العليا في اليمن ووصول اليمنيين إلى اعتاب مرحلة هامة”، مشيرا إلى أن “عدن” أسوأ مدينة أمنيا في اليمن، منذ سيطرة قوات تحالف العدوان السعودي عليها في يوليو من العام الماضي.