لااعرف حقيقة ان كانت السعودية التي تعد نفسها دولة عملاقة واحد اللاعبين الرئيسين في المشهد السياسي على المستويين الاقليمي والدولي تشعر باحساس جيد عندما تتلقى تعهدات امريكية بضمان حمايتها من جيرانها.
حمل الرئيس الامريكي باراك اوباما وهو يلملم اوراقه واغراضه لمغادرة البيت الابيض الكثير من التطمينات خلال القمة الامريكية الخليجية في الرياض وجدد الالتزام لحلفاء واشنطن من اعراب جزيرةالعرب بمواصلة بلاده سياستها الثابته بالاضطلاع بمسئولية مايسمونه حماية امن الخليج والتصدي الحازم للخطر الايراني وانشطة الدولة الفارسية لزعزعة استقرار المنطقة بحسب توصيف الادارة الامريكية التي تعمل منذ امد بعيد على تضخيم وتهويل هذا “الخطر الداهم الذي يطل بقرونه” من الشرق الاسلامي وينذر بزوال دويلات ومشيخات الصحراء المترفة وغير ذلك من هذه التهويلات التي دابت الادارات الامريكية على اطلاقها وجني الاموال الطائلة من خزائن هذه الانظمة الاسرية الشمولية الهشة.
لم تنس قمة اوباما والخليج ان تؤكد ايضا على الدعم الامريكي للحلفاء المخلصين في مواجهة خطر داعش مع علم هذا الاوباما وكل الروساء الامريكيين وقيادات هذا العالم المتواطئ بان داعش ليس سوى هذه الانظمة القمعية ومناهجها التعليمية ومذاهبها الدينية المتطرفة وان محاربة الارهاب سيبقى في اطار الكذب والمغالطة والابتزاز والتمصلح طالما بقيت هذه الانظمة وماتنتجه وتصدره الى العالم من تطرف ومتطرفين وجرائم.
سياخذ اوباما المال وسيطير الى بلاده تاركا حلفاءه مع مخاوفهم واوهامهم وسيظل هولاء على ضعفهم وهوانهم وان تباهوا واستعرضوا بعضلاتهم على اشقائهم الفقراء ممن يعبثون بحياتهم ومستقبل اطفالهم تدفعهم في ذلك مشاعر كاذبة من العظمة واوهام لاتحصى ولاتعد ولاتوجد الافي رؤوسهم الفارغة.