القيادي في حزب الأمة المهندس “لطف الجرموزي”: أساسياتنا هي استقلال قرارنا السياسي؛ ولا يريدون وقف اطلاق النار لأنه يمنع السعودية من التحرك ميدنياً
316
Share
يمانيون../
القوى الوطنية تجلس منذ عدة أيام على طاولة المفاوضات في الكويت طارحة شروطها من منطلق قوة آملة بما هو خير لمصلحة بلادها و شعبها، و لكن و مع انتهاء الجولة الخامسة من هذه المفاوضات دون أي تقدم ملحوظ تُطرح التساؤلات حول مصير هذه المفاوضات و مستقبلها، و ما قد يأتي بعدها في حال فشلها. حول هذه المواضيع و مستجدات يمنية أخرى كان لموقع الوقت حوار مع القيادي في حزب الأمة المهندس “لطف الجرموزي” و الذي جاء فيه:
في أول أسئلتنا استفسرنا عن أخر مستجدات و نتائج المفاوضات اليمنية القائمة في الكويت بعد انتهاء جلستها الخامسة؟
“لحد الآن لا مستجدات، و لم يتم الإتفاق حتى على وقف اطلاق النار وقفاً نهائياً، لأنه هناك بعض الأطراف أي وفد الرياض و الذي يعمل بتوجيهات الرياض التي لا تريد وقف اطلاق النار، لأنهم يعتبرون أن وقف اطلاق النار لا يتيح لهم الفرصة بالتحرك ميدنياً على الأرض كما يجب، و نحن نعتبر و كواجب وطني أن وقف اطلاق النار هو أولوية، و بالتالي فهذه الخطوة الأولى و اذا مرّت سيكون هناك حديث حول باقي النقاط المطروحة على جدول الأعمال.”
هناك من يشن هجوماً و يتهم الحوثيين و الوفد المفاوض بالأخص بالتحجج بمسألة الإصرار على وقف اطلاق النار بهدف تمرير الوقت و تعطيل سير المفاوضات و بالتالي إفشالها، ما تعليقكم؟
“في الحقيقة اذا ما كانت المشاركة في المفاوضات لن تفضي الى حلول كاملة و أولها وقف العدوان فهي بالتالي تعتبر عبثية، و الاتفاق حول أي حلّ سياسي يجب أن يتدرج بحسب الأولوية على الأرض، لأن العدوان علينا بدأ من دون أي مبرر، اذ كان هناك مفاوضات سياسية تمت في السابق و مخرجاتها كانت واضحة، و التي تمثلت بمخرجات حوار المؤتمر الوطني و إتفاق السلم و الشراكة و آخرها كان اعلان الدستور الذي يعتبر المرجعية بالنسبة لقوى الثورة، و لكن المشكلة أنهم يعتبرون أن النقاط يجب أن تمر بشكل متوازي بغض النظر عن ترتيبها.”
أثناء المفاوضات اليمنية في الكويت شهدنا تقدماً لقوات العدوان بطليعة اماراتية و غطاء أمريكي في الجنوب اليمني ضد القاعدة و القوى الإرهابية و شهدنا أخذهم للمكلّى، ما الذي جرى لتتغير الأولويات الإماراتية في الميدان اليمني؟ و هل ترى في ذلك مناورة للضغط على الوفد المفاوض في الكويت؟
“في وقت مبكر بدأت القاعدة و القوات الإرهابية بالتحالف و التواطؤ مع قوات التحالف و العدوان و توغلوا في تلك المناطق، و بالتالي فإن الأحداث التي حصلت مؤخراً هي من جانب لاستغلال المشاورات التي تحصل، و من جانب أخر هي مرحلة جديدة، و نحن مدركون أن هذه الجماعات الإرهابية هي تعمل بضوء أخضر من قوى العدوان و تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية، و بالتالي لم نفاجأ بحدوث مثل هذا الشيء، و من يتواجد هناك من القوات المسلحة اليمنية هم من الموالين لهادي و حكومة الرياض و بالتالي هم من يتحمل المسؤولية حول حدوث أي خرق و وصول قوات غازية إلى هذه المناطق.”
بمعنى أخر يمكن الإعتبار أن ما حصل تواطؤ بين الجماعات الإرهابية و قوى العدوان لتحقيق انجازات تستغل في ساحات أخرى؟
“بالتأكيد، إن هذا ما يحصل، و في المناطق الجنوبية بشكل خاص.”
بعد مضي عدد من جولات المفاوضات سابقاً ، و اليوم بعد مرور خمس جلسات من المفاوضات الأخيرة، هل تعتقد أن للحلول الدبلوماسية طريق مثمرة تأتي بنتائج إيجابية؟ أم أن الكلمة الفصل لا زالت في الميدان الذي لم تنضج ظروفه حتى الآن؟
“نحن كقوى سياسية نعتبر الحوار و المشاورات بالنسبة لنا كمبدأ، و لكن نحن نتحرك بالتوازي مع ما يتناسب مع الوضع الميداني، فالثوار في اليمن خرجوا و وضعوا أهداف واضحة و صريحة، وبعد انقضاء هذه المدة من العدوان و ما دُمر من البنى التحتية في اليمن و ما سقط من آلاف الشهداء لا يمكننا أن نتنازل عن حقوق هؤلاء الشهداء و عن دمائهم التي أريقت بأن نسمح بأن يعود المجرمون و القتلة إلى واجهة السلطة في اليمن، و لكن نحن نرحب بأي مشاورات سياسية تفضي إلى حلول عادلة تحفظ لليمنيين جميعاً حقوقهم و تمثيلهم في أي عمل سياسي مستقبلي.”
اذا ما قرأنا الجو العام اليوم و ما يجري من مفاوضات هل ستصير هذه الجهود الدبلوماسية إلى حلول أو أي نتائج إيجابية؟
“في الحقيقة نحن مطلعون على مسير المشاورات أول بأول، و إلى حد الآن لا يوجد بوادر حسن نوايا، اذا ما بدأ وقف اطلاق النار و الذي كان واضحاً للقوى السياسية عندما بدأت المشاورات اذ ذُكر في مذكرة الأمم المتحدة أن أي قرار لا يتخذ قبل وقف اطلاق النار، و إلى حد الآن لم يتحقق ذلك، فمن الساعات الأولى للهدنة، الطيران بقي يصول و يجول و يقوم بغارات جوية و يقتل اليمنيين بشكل مستمر و دائم.”
نرى اليوم المفاوضات اليمنية تجري في الكويت و ليس في الرياض كما أرادت السعودية سابقاً، و طرفيّ الحوار من اليمنيين، و تجري المفاوضات مباشرة دون وسيط، هل يمكن اعتبار ذلك تراجعاً سعودياً و سعياً للإلتفاف على الحلول للخروج من مأزقها؟
“نحن نعتبر أن الطرف اليمني الموجود في السعودية، و الذي يفاوض الفريق اليمني اليوم هو موجود شكلياً فقط و القرار في البداية و النهاية يعود للسعودية، بدليل أنه عندما طرح مندوب الأمم المتحدة إلى اليمن “ولد الشيخ” أنه على القوى المشاركة في المفاوضات اصدار بيان وقف اطلاق النار، رفض الفريق الذي جاء من الرياض بدليل أن القرار ليس بيده مطلقاً.”
و في آخر استفساراتنا عدنا الى ما سمعناه في بداية العدوان السعودي على اليمن من البعض الذين راهنوا على صمود اليمنيين خصوصاً مع الوحشية في الدمار و القتل التي أظهرها تحالف العدوان ضد اليمنيين، و اذا ما كان يعتبر أن الشعب اليمني كسب الرهان خصوصاً أننا اليوم نرى الوفد المفاوض يفرض شروطه على طاولة الحوار؟
“في الحقيقة نحن نعتبر أنفسنا غير معتدين بل معتدى علينا، و ما نقوم به هو واجب وطني، و بالتالي لا توجد امامنا خيارات كثيرة، فخيارنا ان نستكمل ثورتنا و نبقي هذا الصمود، و إلا فنحن نسلّم رقابنا لسكاكين الدواعش، و هذا شيء غير مقبول طبعاً، لذا فاليمنيين حزموا أمورهم في هذه المسألة من بداية الأمر، و بالتالي نحن مصرّون أن ندافع عن أنفسنا و لا نمانع أن نقيم علاقات حسنة و متوازنة مع دول الجوار و كافة الدول، و بالتالي فإن أساسياتنا هي استقلال قرارنا السياسي، فثورة 21 سبتمبر خرجت لهذه الأهداف و هي أهداف مشروعة ضد رموز الفساد و على كل من كان يجثم فوق هذا الوطن منذ قرون مضت تحت اشراف العربية السعودية، لذا فإن خيارنا و قرارنا هذا نهائي و لا رجوع عنه.”