أمة الملك الخاشب
لونتأمل سنجد أن كل علماء المسلمين من السنة والشيعة كانوا في تلك الفترة التي بدأ فيها السيد حسين بن بدر الدين الحوثي بإلقاء محاضراته التوعوية كانوا يدرسون كتبهم ومناهجهم ويفتحون مراكزهم العلمية وجامعاتهم بكل حرية ودون أي مضايقات أو اعتداءات أو قمع , فلماذا ياترى فكر السيد حسين هو الوحيد الذي أزعجهم واقلقهم وأرّق مضاجعهم رغم أنه كان يلقي دروسه في منطقة بعيدة ونائية في شمال اليمن وربما لم يسمع بها الكثير من سكان العالم وحتى بعض من أبناء اليمن لم يكونوا يسمعوا بها ؟ومالذي جعلهم يوعزون للنظام السابق بشن حروب لإجهاض ذلك الفكر في بداية نشأته في محاولة يائسة منهم بأن يأدوه قبل أن ينمو ويترعرع ؟
سؤااال يجب أن يبحث عن إجابته جميع أحرار العالم وجميع المفكرين من كل فئات وطوائف المسلمين وغير المسلمين , وسأتحدث باقتضاب ولاتتهموني بالمبالغة عن أن اليهود عقائديون جدا وكثير من تحركاتهم تأتي من منظور عقائدي فهناك في كتبهم نصوص تتحدث أن هناك مخلص ستنتهي دولة اسرائيل على يده وسيكون من أرض يقال لها تيمن أي (يمن ) ومذكور هذا النص في عدة كتب عندهم وكذلك مواصفاته موجوده عندهم ويعرفونها اكثر من العرب السطحيين الذين لا يهتمون بالعلم ولا بالعلماء ولا يولون للعلوم اهتمام , ولهذا تراهم تحركوا بكل قوة أول ماسمعوا صرخة الشعار لأنهم يعرفونه كما يعرفون أبنائهم , ويدركون خطره عليهم , ويدركون أنه سيتسبب في نهضة اسلامية جديدة وصحوة من الغفلة وسيقظ الاسود النائمة داخل كل عربي حر ويحرك البراكين الثائرة في دماء كل يمني وعربي حر, وفعلا تلك المحاضرات القيمة التي تحولت لملازم تحمل بين طيات صفحاتها ثروة علمية هائلة من شتى أنواع العلوم كفيلة بأن تجعل اليمن وكل الأمة الاسلامية هي الامة الشامخة بين الامم والعزيزة والقوية وليست الامة الذليلة الممتهنة المهانة بين الامم , لو تم العمل وفقاً لمنهجها ولم تم فهمها وتطبيقها كما ينبغي فسيجدوا فيها حلولا لكل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية وحتى التنمية البشرية وعلم الاخلاق وعلم الاجتماع , لسبب بسيط وهو أنها مستمدة من نور القرآن الكريم الذي جعله الله لنا نورا ومنهجاُ في الحياة فحولوه لكتاب للموت فقط لا يسمعونه الا اذا كان هناك كارثة أو عزاء أو مرض , فالسيد حسين بن بدر الدين الحوثي كان رجلاَ عظيما ومن اعظم نكبات الأمة أن تفقد عظمائها فتفريطنا فيه كان خسارة كبيرة جدا لا زال اليمن يدفع ثمن ذلك التفريط الى يومنا هذا ,. فإحياء ذكرى استشهاده هي احياء للأخلاق والمبادئ والمنهج الذي جاء مجدداَ لها ,فالسيد حسين لايهمه أن نكثر من التحدث عن حياته كإنسان مثلما يريد أن نحيي فكره ومشروعه القرآني بين الأمة ونكون دعاة صامتين اليه بأخلاقنا العالية مع كل من يخالفنا في الرأي , لأنة كان يحمل مشروع عظيم ومسؤلية كبيرة فليت كل اتباعه يمثلونه كما ينبغي ويحببوا الناس في السيد وفي فكره بكل الوسائل المتاحة المباشرة وغير المباشرة , ونشكر الله تعالى أن رزقنا بعلمين من أعلام الهدى في نفس العصر ومن نفس الذرية فهذه نعمة لاتجاريها نعمة وليت الجميع يستشعرها ويقدر ثمنها ويحمد الله تعالى بالعمل وليس فقط بالقول , فلو قارنا بين وضعنا وبين أي دولة عربية اخرى سنجدهم يغبطوننا على نعمة القيادة التي منحنا الله اياها ,السلام على السيد حسين الشهيد القائد عدد الليل والنهار وعدد حبات الرمال وعدد قطرات الامطار.