الموقف سلاح ..الطريق الذي اختاره الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي
214
Share
تقرير : جمال الاشول
كان الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ” رضوان الله عليه ” الذي استشهد مدافعاً عن الأمة وقضاياها ، من خلال مشروعه القرآني الذي شن عليه وعلى محافظة صعدة ست حروب ظالمة ، شخصية تاريخية متميزة تميز بصفات عظيمة ، بالفكر والجهاد والوعي والثورة والفناء في الوطن والايمان والتقوى بالعلوم والمعارف واﻷكاديمية والمنطق والفقه واﻷصول والتفسير وعلوم الطبيعة وغيرها… حتى السياسة وحركاتها وأحزابها ، يمتلك مشروعا قرآنيا استطاع من خلاله بناء أمة واعية لا تهان . .
من أهم المحطات الرئيسية لمواقف الشهيد القائد تمثلت في محاربة الفساد داخل السلطة بعد فوزه في انتخابات مجلس النواب ممثلاً للدائرة (294) عن حزب الحق في محافظة صعــده عـام 1993م ثم دوره البارز والمهم في مجلس النواب من حيث صياغة القوانين داخل هذه السلطة ، والمطالبة بحقوق المظلومين ، ومحاربة الفاسدين ، حيث عرف بين الأعضاء برؤيته الحكيمة وقدرته الخطابية وبلاغته العالية وجرأته في مواجهة الباطل .
ومن تلك المواقف التاريخية الهامة التي اتخذها الشهيد القائد في مختلف القضايا ، موقفه من الحرب على الجنوب في صيف 94م ، حرصاً منه على ارواح الناس ، وعلى بلدة وأبناء شعبه في عدم تمزيق النسيج الاجتماعي الذي أقدمت عليه السلطة وحزب الاصلاح ” الاخوان المسلمين ” آنذاك ، محاولا منع الحرب على الجنوب عبر تشكيل فريق مصالحة بين الطرفين المتصارعين ساعياً بكل جد واهتمام على تجنيب اليمن الحرب ، وبعد عناء وتعب في محاولة لوقفها ، الا أنها كانت قد أطلت برأسها .
حيث رفض السيد العلامة بدر الدين الحوثي هذه الحرب الظالمة ورفض أن ينصاع كما انصاع الكثير من العلماء وكان مصيره النفي وكان السيد حسين الحوثي البرلماني الوحيد الذي نظم مظاهرة في صعدة رافضة للحرب الظالمة وكان من السلطة في تلك المرحلة أن جهزت حملة اعتقلت فيها الكثير من طلاب السيدين ، وتدمير المنازل ونهب البيوت ، كان من بينها منزل السيد العلامة بدر الدين الحوثي .
في السياق نفسه يثمن أبناء الجنوب تلك المواقف العظيمة للسيد حسين بدر الدين الحوثي تجاه الجنوب ، حيث أكد الرئيس علي ناصر محمد قائلاً : أن المواقف النبيلة والشجاعة للراحل السيد حسين الحوثي ووالده العلامة بدر الدين الحوثي رحمهما الله في رفض الظلم ومقاومته، هي مواقف مشهودة لا يمكن نكرانها لاسيما تلك التي انتصرت للقضية الجنوبية في وقت مبكر من خلال رفض الحرب الظالمة على الجنوب صيف 1994م، وتسجيل المواقف المتقدمة إزاء سياسات النظام في الضم والإلحاق وتدمير الجنوب ونهب ثرواته ومحاولات طمس معالمه، مؤكداً أن مسيرة التصالح والتسامح التي بنى على أساسها الحراك الجنوبي السلمي جاءت لتعيد الاعتبار لشعبنا في الجنوب.
من جانب آخر اعتبرت عضو اللجنة الثورية العليا ، الاستاذة علياء فيصل الشعبي أن احد اسباب الحروب الست الظالمة على مشروع السيد حسين الحوثي وعلى محافظة صعدة هو موقفه الوطني المشرف من خلال رفضه الحرب على الجنوب ، مؤكدة أن السيد حسين هو البرلماني الوحيد الذي رفض التوقيع على قائمة العار التي تفضي بتأييد مباركة الحرب على الجنوب ، بحسب تعبيرها
كما ثمنت الشعبي ، مواقف الشهيد القائد النبيلة التي سعت الى ايقاف الحرب على ابناء الجنوب من خلال خروجه بمظاهرات ومسيرات ترفض تلك الحرب ، مترحمة على روح الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ،وكل الشهداء الذين ضحوا من اجل الوطن .
رئيس ملتقى أبين للتصالح حسين زيد بن يحيى هو الآخر أكد أن الشهيد القائد كان مناهضاً للظلم والاستبداد لهذا طبيعيا أن يرفض إعلان المستكبرين والمترفين الحرب على الوحدة والجنوب التي أعلنها أمراء الحرب والتكفير على الجنوب صيف 94م ،
وأضاف بن يحيي في تصريح له : أن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي لم يكتفي بالرفض بل عمل على إخراج مسيرات رافضة للحرب وبمعية صديقه الشيخ عبدالله الرزامي ، اللذين كانا الصوتين الوحيدين الرافضين لحرب وتكفير الجنوب صيف 94م المجرمة والظالمة
.
وأردف قائلاً : انطلاقا من ذلك الذاكرة الوطنية اليمنية والجنوبية خصوصا ، تحتفظ للشهيد القائد موقفه الجهادي الأخلاقي ولهذا لم يكن مستغربا عند خروجه في طف مران / صعده استمرارية لمشروع الخروج على الحاكم الظالم منهج مدرسة آل البيت عليهم السلام أن يتنادى معه أحرار تعز وعدن وأبين وحضرموت. .الخ.
ان الثروة الضخمة التي تركها الشهيد القائد بين ايدينا والتي تمثلت في مشروعه القرآني جملة من الدروس والمواقف العملية المشهودة التي اتخذها إزاء الأحداث التي واجهت اليمن والأمة في حياته الحافلة بالعطاء والمجد والفخار ، هي معين فكري رائع وسفر تاريخي خالد سواء بالنسبة لنا كشعب يمني أو كشعوب الامة العربية والاسلامية ..
لقد ادرك الشهيد القائد بوعيه ونظرته الثاقبة مسبقاً النية الامريكية المبيتة لغزو واحتلال اليمن على مشروعه القرآني والحضاري ضمن دائرة الاستهداف الامريكي للامة العربية والذي لم يكن في وسع اليمن المحاصر الآن تجنبه اطلاقا في ظل ظروف اختلال موازين القوى وتردي الاوضاع العربية والاقليمية والدولية التي اسهمت بشكل كبير بل تحالفت مع الاوباش وحلفائهم من تنفيذ جرائمهم بعد ان ادركوا أن المشروع القرآني المناهض للسياسة الامريكية الصهيونية وكشفها ، ستسقط المخططات الصهيونية الامريكية وعملائها في المنطقة امثال التنظيمات الارهابية في المنطقة من ثقافة قرآنية عظيمة ترفض الذل والهوان بكل اصرار وإباء .
وهذا ما أشار إليه الاستاذ يحيي قاسم ابو عواضة في حديث عن الشهيد : أن الشهيد القائد كان يؤكد دائما على أن من مصلحة الشعوب أن يكون لها عدوا وذلك لكي تتمكن من بناء نفسها والعمل على المواجهة في أي زمان ومكان الأمر الذي يدفع إلى توحد الأمة لمواجهة العدو وهو ما حصل في اليمن حين توحد الشعب في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الظالم.
وكان الشهيد القائد قد كشف عبر ملازمه ومحاضراته خطر المشروع الامريكي الاجرامي الذي يستهدف اليمن والمنطقة بأكملها ، في ملازمه ” خطر دخول امريكا اليمن ” الامر الذي أثبت بكل تأكيد وبالدليل القاطع صواب وصحة مشروع الشهيد القائد وقراءته لخارطة الأعداء التاريخيين لأمتنا العربية من أمريكا وإسرائيل وعملاء عرب والتي كان يظنها بعض المثقفين والساسة العرب مجرد مقولات وآراء سياسية فقط تنم عن ترف فكري في تصور خاطئ لدى هؤلاء المثقفين والساسة ناجم عن قصور في الوعي والادراك لهذا المشروع القرآني وفي قراءة ورؤية الأحداث في المنطقة العربية .
فمن مران إلى الأمة انطلق الشهيد القائد حاملاً هم شعبه وأمته متحدياً بمشروعه القرآني أمريكا وإسرائيل ومن خلفهم كل الطغاة وغدرهم الذي اصابته رصاصاته جسداً ولم تستطع النيل من تلك الروح الطاهرة التي خرجت اجيالاً على امتداد اثنا عشر عاماً من غيابه فبقيت مسيرته ومواقفه امضى سلاح.