الشيخ عبدالمنان السنبلي
بصراحةٍ شديدةٍ لم أتفاجأ عندما صرح البنتاجون من أن تواجدهم في اليمن جاء بناءً على طلب ممن أسماهم بالتحالف العربي بقيادة السعودية، فمنذ نعومة أظفاري لم أعلم وظيفةً لهؤلاء المزروعين في خارطتنا العربية من ممالك و مشيخات الخليج عدا عن كونهم مثل ذلك الطفل المدلل الغني و الجبان الذي يستقوي بأحد (أبضايات أو فتوّات) الحي ضد جيرانه من بني عمومته الفقراء، و كلما أستاء من أحدهم أو وجد في نفسه حاجةً من الحقد أو الخصومة سارع إلى الإستنجاد بذلك ( الفتوّة ) و الذي بدوره يستغل الموقف لإبتزازه و إبتزاز الآخرين حتى أصبح هو الذريعة و البوابة التي من خلالها يستطيع كل ( فتوّات و أبضايات ) الحي الدخول إلى داره و دور جيرانه متى ما أرادوا و شآءوا !!
في حقيقة الأمر ليس جديداً على مشيخات و ممالك النفط أن يستقووا بالأجنبي أو يستجلبوه إلى المنطقة العربية، بل الأمر قديمٌ جداً قِدم هذه الدول، فقد إستقوى السعوديون و إستعانوا بالبريطانيين خلال حرب 1934 بين اليمن و السعودية و أوصوهم بضرورة التواجد الدائم في جزيرة ( كمران ) اليمنية إلى أن إنسحبوا منها في نهاية الستينيات من القرن الماضي… ، و هم أنفسهم السعوديون كذلك من أعطى البريطانيين الضوء الأخضر لتسليم فلسطين لعصابات ( الهاجانا الصهيونية ) غداة إنسحابها منها في 1948 بحسب الوثيقة التي لم تعد خافيةً على أحد و التي هي بخط و توقيع الملك المؤسس كما يسمونه و التي يبين فيها عدم إعتراضه على منح فلسطين للمساكين اليهود بحسبه و أنه لا يمكن أن يعصي كما قال لبريطانيا العظمى أمراً…، و هم أيضاً أنفسهم من دفع الكيان الصهيوني الغاصب بالعدوان على الأمة العربية في ما سُمي لاحقاً (نكسة 67 ) و ذلك بعد أن وصلت العلاقة بينهم و بين رائد القومية العربية الزعيم جمال عبدالناصر حد العداء و القطيعة التامة بسبب حرب اليمن في ستينيات القرن الماضي.
كما أنهم للأسف الشديد من إستدعوا و إستجلبوا الأمريكان إلى المنطقة و عقدوا معهم إتفاقيات الحماية و منحوهم حق إقامة قواعد أمريكية في المنطقة العربية و ذلك عقب ما عُرف بأزمة الخليج و حرب تحرير الكويت في مطلع تسعينيات القرن الماضي حيث توجد اليوم كبريات القواعد الأمريكية على مستوى العالم في قطر و السعودية و البحرين…، كما أن بلدانهم أيضاً هي من كانت البوابة الوحيدة لعبور القوات الأمريكية و البريطانية لإحتلال العراق في 2003.
كما أن السعودية لم تكن تخفي رغبتها في إمكانية إستخدام إسرائيل لأجواءها لتوجيه ضربةٍ مباغتةٍ للبرنامج النووي الإيراني لولا حساباتٍ أمريكية أخرى حالت دون إقدام إسرائيل على ذلك.
و اليوم هاهم أنفسهم مستعربو الخليج من يطلب من الأمريكيين دخول اليمن بعد أن فشلوا في ترويض المارد اليمني و إخضاعه لبيت الطاعة السعودي، فلجأوا كالمعتاد إلى حليفهم ( الأبضاي ) أمريكا، لعلهم به يحققون ما عجزوا عن تحقيقه طوال أكثر من عامٍ من العدوان، فهل يأتيهم هذا ( الأبضاي ) كالعادة بما يحلمون به و يتمنون، أم أن اليمن ستكون الصخرة الصلبة التي يتحطم عليها عصي و رماح كل أبضايات و فتوّات التاريخ ؟!!
#معركة_القواصم