تنبي التحضيرات الأميركية عسكريا في جنوب اليمن عن تحضير لعمليات عسكرية كبيرة تنغمس فيها الولايات المتحدة الأميركية بشكل واضح ومباشر في اليمن والعدوان الواقع عليها منذ ما يزيد عن عام .
الأيام الماضية شهدت تدفقا متسارعا للقوات الأميركية التي أخذت تنتشر في قاعدة العند والمناطق المجاورة لها جنوب اليمن, كما شرعت وفور وصولها إلى نشر مرتزقة يأتمرون بإمرتها في المحافظات المجاورة ,فيما أكدت تقارير صحافية وصول حاملة الطائرات روزفلت إلى عدن سبقتها بساعات فقط مجموعة سفن اي واس اس بوكسير ترافقها وحدة المارينز ال13.
التدخل الأمريكي المباشر على الأرض أتى بعد أن ظل الوجود الأمريكي مقتصر على قيادة عاصفة الحزم من الرياض طيلة 13 شهرا, وهو ينبئ بأن الأدوات السابقة لواشنطن في إدارة معاركها ضد الشعب الذي ثار على هيمنتها قد انكسرت ولم تعد تؤتي أكلها ولا بد من النزول على الأرض وإعادة ترتيب الصفوف .
التطور الخطير على الساحة اليمنية قضى عمليا على مفاوضات الكويت التي لا تزال دائرة بين الوفد الوطني ووفد الرياض ,وما زاد الطين بلة أنباء عن طلب المبعوث الأممي إضافة عناصر نسائية للإجهاز على ما تبقى فيها من نبض حياة.
ويبدو أن الرياض مقبلة أكثر فأكثر على تنفيذ المشاريع العدوانية في المنطقة, وماضية في كسر أعلى المحرمات الإسلامية والعربية وبالتقارب مع الكيان الصهيوني ومن باب تيران وصنافير اللتين أضحتا عرّاب العلاقة العلنية الآخذة بالتكشف رويدا رويدا-شرط تل أبيب- لتأسيس جبهة مناهضة لمحور الممانعة, ومناظرة الأمير تركي الفيصل مع الجنرال الإسرائيلي يعقوب عميدور بمعهد واشنطن تكريس للتطبيع وتأسيس لبدء علاقات تحالف استراتيجي ضد إيران..
وبالعودة إلى الشأن اليمني تعيش مفاوضات الكويت حالة موت سريري بفعل رفض واشنطن والرياض عبر مرتزقتها كافة الرؤى والحلول التي تقدم بها الوفد الوطني لإنهاء العدوان وتشمل تطبيع الحياة السياسية وسحب السلاح من كافة الأطراف, وخلال الأيام المقبلة على أبعد تقدير سيعلن المفوض الأممي فشل المفاوضات, ولا يستبعد أن يقوم بتحميل الوفد الوطني المسئولية إذا كانت هذه رغبة الرياض وواشنطن, فالحرب على اليمن كشفت السقوط المريع للأمم المتحدة والمهانة الكبيرة التي تعيشها لقاء المال المدنس.
اللجنة الثورية العليا أدانت نشر الولايات المتحدة قوات عسكرية في جنوب اليمن وأكدت أن الشعب اليمني بكل أحراره وجيشه ولجانه الشعبية وقبائله الأبية يرفض التواجد العسكري الاستعماري الأمريكي ولا يعترف بأي ذريعة تغطي عليه.
وحملت بحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الأمم المتحدة وشعوب العالم مسئولية الصمت عن هذا التدخل الأمريكي، الذي لن تحمد عقباه، كما كان للجبهة الجنوبية لموجهة الغزو والاحتلال موقف قوي أعلنت خلاله الاستنفار لمواجهة الغزو الأمريكي .
وبحسب الناطق الرسمي لأنصار الله فان جنوب اليمن يتعرض للاحتلال, وأن الشعب اليمني لم يستكن يوما لمحتل, معيدا التذكير بتحذير بما كان يقوله الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي إلى اليمنيين في أن أمريكا وحين تفشل أدواتها في السيطرة تظهر بنفسها على السطح لتمارس هوايتها في القتل والاستعباد ونهب الثروات.
ومن الواضح بأن أطراف العدوان على اليمن واشنطن والرياض قد حسموا خيارهم في اتجاه استقطاع الجنوب وشرق اليمن حيث تختزن الأرض ثروات بترولية هائلة, فيما أبو ظبي رضيت من الطبخة بأن تظل عدن وميناؤها خارج المنافسة مع مرفئ دبي.
وبموازاة نشر القوات الأميركية في جنوب اليمن, جرى خلال الأسابيع الماضية تحشيد متواصل وإدخال كميات كبيرة من الأسلحة إلى مختلف جبهات القتال, كما تم تشديد الحصار البحري .
ومن الواضح أيضا بأن جولة قاسية من القتال بنكهة أميركية مباشرة في الميدان دون مواربة بعد فشل بلاك ووتر وداين جروب والجيشين السعودي والإماراتي يجري الإعداد لها في محاولة لكسر موقف أنصار الله الرافض لأي تواجد أجنبي في البلاد, والقبول بتقسيم اليمن وتفتيته إلى أقاليم.
وعلى أعتاب هذه الجولة التي لن تختلف عن سابقاتها من حيث العزم الذي يبديه الجيش اليمني واللجان الشعبية في المواجهة وفي صلابة القيادة يحضر قول البردوني في قصيدته زفة الحرائق :