بإطلاق صاروخ باليستي باتجاه قاعدة خالد بن عبدالعزيز الجوية في خميس مشيط، وضع الجيش اليمني معادلات جديدة على أرض المعركة في ظل الهدنة الهشة، مفادها الصواريخ اليمنية في مواجهة الخروقات الجوية، وأن استمرار الخروقات الجوية للهدنة سيقابل برد يمني لم يتضح مداه بعد، لكن المؤكد أن الأراضي السعودية التي تحكمها في الوقت الحالي اتفاق الظهران الحدودي، لن تكون بمنأى عن الرد.
منذ الثامن من أبريل الماضي نامت الرياض على حرير وهمها تعلق الجانب اليمني بقطار السلام أياً كانت الأثمان، وبرغم اقتراب شهر منذ انطلاقة المفاوضات في الكويت، فإن وقف إطلاق النار لا يزال هشاً للغاية، ويمكن القول إنه انتهى في الأيام الماضية ولم يعد سوى انتظار الإعلان الرسمي لوفاة المفاوضات ودفن الهدنة.
وبعين المراقب ينظر الجيش واللجان الشعبية إلى الهدنة القائمة على أنها إعداد لجولة جديدة من القتال بعد تلقى المرتزقة هزائم عدة، وعدم توفر الجديدة في إنهاء الخروقات، عزز هذا الاقتناع لدى الجانب اليمني، الذي تأكد عملياً بنزول الأميركي إلى الميدان وإدارة مباشرة لميدان المعركة، وبحسب الأنباء القادمة من محافظة مأرب شرق اليمن فإن ضابط سعودي أخبر قيادات المرتزقة في اجتماع عاجل بوصول ضباط أميركيين سيتسلمون مباشرة إدارة دفة القتال في المحافظة.
وفي الجهة المقابلة لا يخفي الجيش واللجان الشعبية سرورهم بانكشاف قناع الأميركي في الحرب على اليمن ونزوله إلى الميدان بنفسه، وهو ما يعني أنهم حققوا نصرا وتمكنوا من كسر أدواته السابقة المتمثلة بتنظيم الإخوان وأفرعه القاعدة وداعش، والجيشين الإماراتي والسعودي، وانتهاءاً بالشركات الأمريكية سيئة الصيت “بلاك ووتر” و “داين جروب”، ومعروف عن الأمريكي اعتماده سياسة عدم الظهور وفي الميدان اراجوزات – بحسب المصطلح المصري- تقوم بحفظ مصالحه وتقاتل لأجله.
الصاروخ اليمني إلى خميس مشيط نقل أيضاً إلى السعوديين رسالة مفادها أن الجانب اليمني يعي مسؤولية الرياض المباشرة عن خروقات مرتزقتها من حيث التحشيد والتمويل بالسلاح والمساندة بالغارات الجوية، ولن يتردد في مواجهتها وبصورة أعنف من السابق ما دامت لا تحترم اتفاقاتها، والتي بالأساس أنقذت سمعة جيشها الذي يعيش أسوأ حالاته منذ تأسيس المملكة التي تعاني وضعاً داخلياً مضطرباً لا يوحي بكثير من الاطمئنان لمستقبل الحكم السعودي في الجزيرة العربية، واليمنيون يفطنون لذلك.
الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد الركن شرف غالب لقمان اعتبر إطلاق صاروخ بالستي على قاعدة خميس مشيط العسكرية، رداً أولياً على استمرار العدوان والغارات الجوية التي بلغت أكثر من 94 غارة برغم إعلان وقف إطلاق النار.
وجدد العميد لقمان في تصريحه التزام الجيش اليمني واللجان الشعبية بالتهدئة التي أعلنتها الأمم المتحدة، مع الاحتفاظ بحق الرد الذي يبدو أنه دخل مرحلة جديدة عنوانها الصواريخ في مواجهة الخروقات الجوية.
وبعد أقل من 24 ساعة من قصف الجيش اليمني لقاعدة خميس مشيط الجوية التقى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ونظيره الأميركي جون كيري، وجرى التطرق إلى القضايا في المنطقة وفي مقدمتها اليمن وسوريا وإيران بحسب صفحة الخارجية الأمريكية على “تويتر”.
ولا يستبعد أن تلتهب منطقة الحدود من جديد في ضوء التدخل الأمريكي الصريح ورهان الرياض الخاسر منذ الآن على واشنطن، ما سيجعل منها الخاسر الأكبر بسقوط مفاعيل اتفاق الظهران، فتعود المناطق والمواقع السعودية لتكر كالسبحة في يد الجيش اليمني واللجان الشعبية التي لم تنم على حرير الهدنة والسعوديون يعرفون ذلك جيداً.