عبدالمنان السنبلي
إذا أردت أن ترى ( اليمن ) على هيئتها الحقيقية قبل أن ينكروا شياطين الإنس وجها، فأنظر إلى صنعاء …
فيها لن تجد شمالياً و لا جنوبياً و لا زيدياً و لا شافعياً و لا حراكياً و لا دحباشياً و لا أيَّاً مما إبتدعته أيادي الشيطان ..، صنعاء ببساطة لا يسكنها الحقد، لا يسكنها إلا اليمنيون و أزهار الحب …
صنعاء.
يأتون إليها من كل بقاع و أصقاع الأرض اليمنية، فتحتضن الكل و لا تغضب أو تصخب من أيٍ كان !!
يدخلها الملهوف الهارب من ويل الحرب أو الغربة الوطنية، فيشعر منذ اللحظة الأولى بحنان الأم و عطف الأب و دفء الأوطان…
منها إبتدأ التاريخُ مسيرتهُ الأزلية و فيها سوف يحط رحاله، فهو لا يكاد يطيق فراقاً لمعانقتها و لا يَمُلُّ من العودة إليها كل صباحٍ و كل مساء لليتزود من عبقها و بُنّها و قهوتها العربية …
صنعاء أيتها الثكلى المنسية ..
شاخت كل نساء الأرض جميعاً إلا أنت يا صنعاء ..لبس المكياجُ صبايا الدنيا إلا و جهك يا صنعاء، فلم يجرؤ و لن يجرؤ أن يخدش منك جمالاً عربيا ألبسكِ أيّاهُ التاريخ المحفور على جُدُرِ سفينة نوح بأيدي سيدنا نوحٍ أو إبنه سام.
صنعاء .. يا ست الحُسن وسيدة عواصم أهل الأرض .. يا أبهى من كل بهاء و أنقى من كل نقاء .
يا قبلة كل اليمنيين و مأواهم إن هم جاعوا أو عانوا من شظف العيش و جور الأيام …
قولي لشقيقتك الصغرى عدنٍ أن تتقيأ ما في داخلها من حقدٍ أو سُم
كي لا يستشري الحقد أو السم، فتفقد بعضاً من ألق نضارتها و عطر عطارتها
كي تبقى مثلكِ يا صنعاء كما كانت عنواناً للحب و قلباً لا ينبض إلا بالحب…
#معركة_القواصم