مجلة “نيوزويك” الأمريكية تكشف إستراتيجية الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز تجاه إيران
175
Share
يمانيون -متابعات
كتبت مجلة “نيوزويك” الأمريكية تقريراً تناولت فيه إستراتيجية الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز تجاه إيران.
وأشارت المجلة إلى أن السعودية بدأت منذ مدة طويلة إستراتيجية تهدف إلى إضعاف إيران من خلال إضعاف حليفاتها في المنطقة وفي مقدمتهم حزب الله لبنان، مشددة على أن الرياض لا يمكنها أن تتوقع إنها ستحقق نصراً من خلال الإستراتيجية لأنها إنتخبت طريقاً صعباً وخطراً في آن واحد.
وأضاف التقرير إن الرياض بدأت منذ مدة بوصف حزب الله على أنه منظمة إرهابية، وسعت إلى إقناع حليفاتها في مجلس التعاون إلى إتخاذ موقف مماثل. وفي الثاني من مارس 2016 ، دعا ولي العهد السعودي محمد بن نايف وزراء الخارجية العرب إلى المشاركة في عقد إجتماع للجامعة العربية في تونس لإتخاذ قرار مشترك يدين حزب الله، مشيراً إلى أن الدول المشاركة في هذا الإجتماع وافقت على الطلب السعودي بإستثناء العراق ولبنان.
وأوضح التقرير بأن هذه التطورات جاءت بعد نحو عشر سنوات من الإنتصار التاريخي لحزب الله على الكيان الإسرائيلي في يوليو 2006 والذي إستحق به حزب الله أن يكون رمزاً للمقاومة في المنطقة ضد هذا الكيان، مشيراً إلى أن السعودية كانت في ذلك الوقت تخفي عداءها لحزب الله إلاّ أنها لم تكن تتمكن من إبراز هذا العداء في تلك الفترة التي إستطاع خلالها حزب الله كسب إحترام وتقدير ومحبة كافة الشعوب العربية والإسلامية.
وتطرق تقرير مجلة “نيوزويك” كذلك إلى مشاركة روسيا العسكرية إلى جانب سوريا في التصدي للجماعات الإرهابية، مشيراً إلى أن هذه المشاركة قد أثارت حفيظة السلطات السعودية التي قررت تشديد عدائها لحزب الله بإعتباره يمثل حلقة مهمة من حلقات التحالف الروسي – الإيراني – السوري في مواجهة الإرهاب.
كما تطرق التقرير إلى العدوان السعودي على اليمن، مؤكداً إن من بين أبرز الأهداف التي سعى لتحقيقها هذا العدوان هو القضاء على حركة أنصار الله الحليفة لإيران خشية من أن تتحول هذه الحركة إلى كابوس يقض مضاجع آل سعود كما هو الحال مع حزب الله.
وأشار التقرير أيضاً إلى دعوة السعودية لحلفائها في مجلس التعاون لإخراج اللبنانيين الموالين لحزب الله من أراضيهم بهدف الضغط على الحكومة اللبنانية وخلق هوّة بين المجتمع اللبناني وتحديداً بين الشيعة والطوائف الأخرى، السنيّة والمسيحيّة.
وأعرب التقرير عن إعتقاده بأن السعودية تسعى الآن لإقناع حلفائها الغربيين لوضع حزب الله على لوائح الإرهاب، في حين يعتقد الكثير من المراقبين بأن هذه الخطوة لن يكتب لها النجاح خصوصاً بعد إعتراف الأوروبيين بأن حزب الله هو حركة سياسية ولا يمكن إخضاعه لأي نوع من العقوبات.
وأكد تقرير مجلة نيوزويك بأن الحكّام الحاليين في السعودية وعلى رأسهم الملك سلمان لا يتمتعون باللياقة الكافية للإستمرار في السلطة، ومن غير المستبعد حصول تغيير مفاجئ في هذا البلد على كافة المستويات وفي مختلف المجالات.
وختمت المجلة تقريرها بالقول إن الملك سلمان ومشاوريه إختاروا إستراتيجية خطرة وصعبة لمواجهة إيران من خلال سعيهم لإضعاف حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن وباقي قوى المقاومة الحليفة لإيران في المنطقة.
ويعتقد معظم المحللين والمتابعين لشؤون المنطقة بأن السعودية لا يمكن أن تنجح في ترجمة هذه الإستراتيجية على أرض الواقع نظراً للأزمات الكثيرة التي تواجهها على الصعيدين الداخلي والخارجي من جهة، وقوة وإقتدار محور المقاومة في التصدي للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة من جهة أخرى.