أفق نيوز
الخبر بلا حدود

تداعيات الحرب في اليمن  على دول التحالف ….

350

صلاح القرشي

يبدو ان دول التحالف العدواني على اليمن وبمختلف انتمائاتهم للمحاور الامريكية في المنطقة العربية وما يسمى (الشرق الاوسط) بدأوا  يغرقون  في وحل  المستنقع اليمني وبدأت الحرب في اليمن تشكل لهم استنزافا اقتصاديا وعسكريا وسياسيا  وتهديدا قويا على استقرار ووجود انظمة هذه الدول.

أن استمرار الحرب في اليمن وعدم الحسم والانتصار فيها طوال هذه المده الزمنية التي لم تكن محسوبة او متوقعة لدى صانعي القرار في هذه الدول المتحالفة وعلى راسها امريكا وبريطانيا واسرائيل وفرنسا ودول المحاور الاقليمية في المنطقة وهي المحور السعودي ووالذي يضم  (السعودية  والامارات ومصر وغيرها  ) والمحور التركي والذي يضم   (تركيا وقطر والاخوان المسلمين وغيرها  )

هذا الفشل  قد جعل من دول مايسمى التحالف العربي هي نفسها عرضة لتنفيذ المشروع الامريكي الصهيوني الغربي عليها  في اعادة تشكيل دول المنطقة وتقسيمها واعادة بناء انظمتها حسب الخطط المرسومة والتي تخدم نفوذ ومصالح المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة العربية بما فيها اليمن. بسبب فشلها في حسم الصراع في اليمن

وبروز قوه يمنية جديده عصية على الاجتثاث والهزيمة والتي تقود اليمن وثورته الشعبية بقيادة حركة انصار الله وبالتالي ستطالب بالندية في التعامل والنفوذ في المنطقة والاستقلال ورفض الوصايا الاقليمية .

وهناك بعض المؤشرات السياسية والاحداث تدل على ذلك ولذلك نعتقد ان مسار التسوية في اليمن والسلام لازال بعيدا لانة اصبح مرتبط الان بمصير انظمة دول التحالف وعلى راسها السعودية فالمشروع الامريكي  الان طالها هي نفسها واصبحت الحرب في اليمن عبارة عن جزء من خطة اضعافها وتقسيمها.

والمؤشرات كثيره على ما نقول ونذكر منها

اولا الذي يتعمق في ماقالة الامير محمد بن نايف لصحيفة الوطن السعودية بالرغم من حذفة واغلاقها يستشف مدى ما وصلت الية القياده السعودية من توجس وخشية من استمرار الحرب في اليمن والاحساس بالفشل الذي يهدد المملكة نفسها

ثانيا: لم يكن التسريب لخريطة تقسيم الدول العربية قبل ايام في وسائل الاعلام الدولية والاقليمية والمحلية وعلى راسها صحيفة نييورك تايمز على ما اعتقد هكذا صدفة ، وما هو  الا مؤشر على نتائج ما يحدث من حروب في اليمن والعراق وسوريا وليبيا وانعكاسها على بقية الدول من ضمنها السعودية نفسها حيث اضهرت الخريطة ان السعودية ستتقسم الى خمس دول وهذا مؤشر قوي لما وصلت الية  السعودية من فشل وموافقة  الامريكين والغرب على ضم السعودية لمشروع التقسيم

ثالثا : وعلى ضوء ما قلناه في اولا وثانيا ابتدأت اجهزة الاستخبارات الامريكية والغربية واللوبيات التي تعمل معهم في ممارسة نشاط اكثر قوة يؤدي الى اضعاف السعودية واستنزافها اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وشيطنتها .

ولقد راينا جميعا كيف اتخذ القرار بادخال التحالف السعودي في القائمة السوداء بعد ان كانوا ساكتين عن ذلك طوال اكثر من سنة ورغم التاثير المالي والرشاء السعودية الا انهم اتخذوا هذا القرار ؟؟؟؟ ، وكان يقصد به اضعاف السعودية و الشرعية القانونية لتحالف السعودية في الحرب على اليمن واضهار السعودية كدولة مجرمة وخارجة عن القانون واجبارها على اتخاذ سياسيات معينه

 ،وقد استغلوا تهديدها بقطع التمويل عن برامج المنظمات الدولية والتهديد بجعل الاسلام معادي للامم المتحدة ، والاعلان الرسمي بذلك من قبل الامين العام للامم المتحدة بان كيمون واضهار السعودية كدولة مبتزه تهدد مصداقية الامم المتحده ممايضعفها كثيرا في مواجهه المجتمع الدولي وينتقص من مكانتها وهيبتها ، وجميعنا استمع للموقف الامريكي المؤيد للموقف بان كي مون في هذه القضية

رابعا : شعرت المملكة السعودية بهول ما يخطط لها وان امريكا قد خطت خطوات كثيره في غض الطرف  على الطموح التركي  في  قيادة المحور الاقليمي  وخاصة بعد فشلها في حسم الصراع والانتصار في اليمن وان علاقاتها قد اخذت في السر في التدهور كثيرا مع امريكا وخاصة بعد التصريحات النارية والمره للأمير تركي الفيصل الشهيره تجاه امريكا واوباما، وايضا التهديد بسحب الاصول السعودية من امريكا  ،

لذلك راينا وسمعنا عن اعلان  قيام الامير محمد بن سلمان بزياره للأمريكا في هذه الايام ، وباعتقادي الغرض منها هومحاولة استرضاء الامريكين وتحسين العلاقات معهم وجعلهم يثنون عن دعم المحور التركي او اقامة محاور جديده بدلا من قياده السعودية

لكن العملية الارهابية التي تمت بارولاند والذي ذهب ضحيتها اكثر من خمسين قتيل من الامريكين والتي نفذت بالتزامن مع قيام الامير محمد بن سلمان بالزياره الى امريكا باعتقادي انها سوف تقضي على اي نجاح لهذه الزياره وان مدى الاحتقان في اوساط الشعب الامريكي  سيزداد ضد السعودية كونها راعية وداعمة للفكر الوهابي السلفي المتتطرف ومنبعه  وخاصة بعد اتضاح هوية الارهابي بانه من اصل افغاني ويحمل نفس هذا الفكر وانة بايع داعش .

والجدير بالذكر ان السعودية ولكي تبقى على راس قياده المحور في المنطقة واعادة اكتساب الدعم من جديد من الغرب وامريكا واستخدام اللوبي الصهيوني اليهودي في الغرب تأيدها  ،  انعكس ذلك في قيام  السعودية هذه الايام  وباندفاع كبير في اضهار علاقتها للعلن مع اسرائيل وزياده حجم هذا التعاون والتحالف  بدرجة كبيره وعلى راسها قيامها بالشروع ببناء سفاره لها في فلسطين المحتلة في تل الربيع، والذي يتابع ما يقول السعودي انور عشقي يفهم الاندفاع السعودي في هذا الجانب .

رابعا: ان من ضمن هذه المؤشرات ايضا هو اشتداد الصراع بين هذه المحاور الاقليمية المتنافسة والتي تتبع امريكا  في اليمن وضهوره للعلن بشكل واضح

وقد ضهرت تجلياتة في تصريح خالد بحاح المحسوب على المحور الاماراتي السعودي المصري باتهامة للمحور الاخواني القطري التركي بسرقة 300مليون ريال سعودي مرسلة لما يسمى المقاومة في تعز وغيرها من الاتهامات واضعافة في الجنوب واقتحام مقرات الاصلاح وغيرها

 ،وبابمقابل راينا كيف رد المحور الاخر اعلاميا بأتهام بحاح ببيع ارضي سقطرى ، وسمعنا مؤخرا اتهام بحاح ببيع ارضي سقطرى ، وسمعنا مؤخرا اتهامات خطيره جدا للاماراتين بفتح سجون تعذيب في عدن والجنوب وانهم يمارسون انتهاكات وحشية في هذه السجون وهو ما يدفع لشيطنة الاماراتين وضرب اي شعبية لهم وفتح مقاومات مسلحة ضدهم في الجنوب ،

وما اسقاط اكثر من طائره مروحية اماراتية  خلال 24 ساعة الا احد تجليات هذا الصراع وهذا مؤشر خطير بالنسبة للاسلحة المستخدمة في اسقاط الطائرات ومصدرها.

 في الاخير يبدوا ان عامل  السيطره على الارض في اليمن  من كل طرف كانت في مفاوضات الكويت بين الاطراف المتحاربة في اليمن احد الاوراق القوية التي اثرت  على اي حل او تسوية  لذلك  المفاوضات تعثرت وبسبب ماقلناه في اول المقال ،  وبالتالي هذه الايام راينا كيف اشتدت والتهبت المعارك على كل الجبهات العسكرية وخاصة جبهة ميدي وحرض وجبهة مارب الجوف. وجبهة باب المندب ذباب والوازعية لما لها من رمزية واهمية عسكرية واستراتيجية واقتصادية لدى كل الاطراف، وذلك للتعويض في مكاسب كل طرف .

والجدير بالذكر   ان امريكا والغرب وبعد ان استنفذوا الوهابية المتتطرفة التي تقودها السعودية  في تدمير الدول العربية وتشكيل التحالفات الدولية لمحاربة الارهاب لتخلص منها ، فمن غير المعقول ان تظل تدعم الدولة السعودية المنبع لهذا الارهاب ،وبالتالي سوف تعمل على اضعافها وتقسيمها واستبدال دورها .

 بالاسلام المعتدل (الاسلام الاردوجاني الاخواني ) الذي بدينا نرى امثلة له وهو في نشر فيديوهات لداعية اسلامي تركي وهو يحاضر بملكات الاغراء التركيات عن الاسلام واستيعاب الماسونين فيه ، والذي لا يرى في اسرائيل عدو وامريكا والغرب ، والذي لا يرى اي خطر  في اقامة تعاون عسكري و قواعد عسكرية لحلف الاطلسي وبما فيها اسرائيل في الدول العربية على الامن القومي العربي وغيرها كثير من القيم الفاسده يطول الشرح فيها

وفي النهاية ستبقى كل الدول في المنطقة سوى السعودية او تركيا او من يدور في فلكهم عباره عن ادوات لدى امريكا وبدون استثناء ومهما تبدلت بينهم القياده في النفوذ في المنطقة .

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com