استبق “محمد بن سلمان” زيارته لواشنطن، بـ”هفوة” جديدة، إنما هذه المرة قد تكون ضحيّتها مرشحة الحزب الديموقراطي “هيلاري كلينتون”، التي قال إنه يموّل حملتها الانتخابية.
فبات من المعتاد أن يقوم أفراد الأسرة الحاكمة في السعودية بإطلاق تصريحات مثيرة للجدل، ثم محوها من دون أن يتكفّلوا عناء التراجع عنها.ويأتي تصريح “محمد بن سلمان”، بعد أيام على نشر صحيفة “الوطن”السعودية على موقعها الإلكتروني، تصريحاً لولي العهد “محمد بن نايف”، ثم حذفه وقد أشار فيه إلى فشل بلاده في سوريا واليمن.
وفي آخر هذه التصريحات ما نشرته وكالة “بترا” الأردنية الرسمية ثم عمدت إلى حذفه، عن أن وليّ وليّ العهد “محمد بن سلمان”، صرّح بأن بلاده تموّل 20 فی المائة من حملة المرشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية “هيلاري كلينتون”، الأمر الذي وصفه المغرّد السعودي الشهير “مجتهد” بالـ”تخبيصة” التي ستخلق متاعب لكلينتون في أميركا.هذه التصریحات جعلت “کلینتون” في مأزق اعلامي و صب في صالح منافسها ترامب، حیث عضو الحزب الجمهوري “راند بول”، كان قد اتهم “هیلاری کلینتون” بـ” أنها تتلقى الدعم المالي من السعودية”. وقال إنه “لا يمكن أن تكون صادقة في وعودها بدعم حقوق المرأة، وهي تتلقى الأموال من السعودية التي تعامل المرأة كمواطن من الدرجة الثانية.”
في هذا المجال نشر موقع “ميدل إيست آي” الاثنين 13 حزيران مقالا عن وكالة الأنباء الأردنية قال فيه إن السعودية هي الممول الرئيسي الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون. ووفقا لموقع “ميدل إيست آي” فإن وكالة “بترا” الأردنية نشرت یوم الأحد تصريحات خاصة عن ولي ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” تفيد بأن السعودية قد قامت بتمويل 20بالمائة من حملة المرشح المحتمل لرئاسة أمریکا عن الحزب الديموقراطي.
ويشار هنا إلى مسألة تمويل الحملات الانتخابية من قبل أجانب تعد أمرا غير قانوني في أمریکا، حيث لا يجوز لأي من المرشحين الحصول على دعم مالي خارجي من أجل التأثير على نتيجة الانتخابات.
ووفقا لموقع “ميدل إيست آي” فإن التقرير حذف فيما بعد، كما أن الوكالة الأردنية رفضت التعليق على هذا التقرير. ونشر الموقع الإلكتروني صورة عن التقرير الذي نشرته وكالة “بترا” الأردنية للأخبار باللغة الإنجليزية قبل أن يتم حذفه.
إضافة إلى ذلك قام معهد واشنطن للشؤون الخليج الفارسي بإعادة نشر التقرير الأصلي الذي نشرته وكالة “بترا” الأردنية، والتي اقتبست تصريحات للأمير “محمد بن سلمان”، وقال فيها: “إن المملكة لم تبخل طيلة السنوات الماضية بالدعم المالي للحملات الانتخابية الخاصة بالحزبين الديمقراطي والجمهوري، وجريا للعادة تتكفل المملكة بدفع 20 بالمائة من تكلفة الحملة الدعائية لمرشحة الحزب الديمقراطي “هيلاري كلينتون” في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الجديدة، في حين أن بعض القوى الفاعلة في البلاد لا تثمن هذا الدعم الموجه إلى المرشحة بوصفها امرأة“.
ويأتي تقرير “بترا” بالتزامن مع زيارة “محمد بن سلمان” لأمریکا، وهي الزيارة التي قالت وسائل الإعلام السعودية إن الهدف منها مناقشة الروابط التي تجمع البلدين مع مسؤولين أميركيين، إضافة إلى مناقشة خطط اقتصادية تحاول التقليل من اعتماد الاقتصاد السعودي على البترول. ومن المتوقع أن يلتقي بن سلمان الرئيس الأميركي “باراك أوباما” والأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” إلى جانب شخصيات رسمية أخرى.