تحرير الفلوجة.. ضربةٌ قاصمة لمَن وراء داعش عـرّت غايتهم مِن “وا فلّوجتاه”
بعد الانتصار الأكبر.. بوصلةُ الجيش العراقي تؤشِــرُ نحو الموصل
تقريرــ محمد الباشا
الانتصارُ الذي حقَّـقته القواتُ العراقيةُ والحشد الشعبي، في مدينة الفلوجة شرقي محافظة الأنبار، لاقى صَـــدَىً واسعاً على المستويين العربي والعالمي، واعتبره مراقبون أنه يمثّلُ الضربةَ القاصمةَ لأصحابِ الأفواه الصارخة بـ”وا فلوجتاه”، مَن ظلوا يتباكون على الفلوجة أثناء عمليةِ تحريرها من العناصر الإجرامية في تنظيم داعش الذي يسيطر منذ ما يربو على عامين، على محافظات بكاملِها في العراق، ومنها مدينة الفلوجة ومحافظة نينوى التي تعد الموصل كبرى مُــدُنِها.
وبما يكشفُ مَن يقفُ وراء داعش، نشأةً وتحشيداً وتمويلاً، وأيضاً منبعاً فكرياً.. تحرّكت كُلّ أبواقِ الوهابية في مملكة آل سعود وسواها، خلال الأسبوعين المنصرمين، نجدةً لما تسميه “نُصرة أهل السنة في الفلوجة”، وهو ما اعتبره متابعون لا يعدو عن أن يكونَ نفَساً طائفياً مقيتاً، والغايةُ الحقيقية منه نُصرةَ داعش، مُذَكّــرين بأن ثمة شيوخَ عشائر من الفلوجة وغيرها من مناطق العراق وشباباً كُــثْــراً من أهل السنة منضمون في صفوف الحشد الشعبي، ويقاتلون العناصرَ الإجرامية جنباً إلى جنباً مع إخوانهم من بقية العراقيين.
صحيفةُ “الديلي تلغراف” البريطانية نشرت مقالاً تناولَ ما حصل في الفلوجة، مركزاً على حيثيات ومآلاتِ الانتصار الذي حقّقته القوات العراقية في مدينة الفلوجة.. إذ يصفُ كاتبُ المقال “ديفيد بلير” استعادةَ السيطرة على الفلوجة بأنها أكبرُ انتصار يحققّه الجيش العراقي على تنظيم “داعش” منذ بداية النزاع؛ لأن الفلوجة كانت معقلاً حصيناً للتنظيم.
ولأنَّ الموصلَ جغرافيتها مساحة الفلوجة بخمس مرات، وسكانها 1،5 مليون نسمة، مقابل 300 ألف نسمة في الفلوجة، ستكون المرحلةُ المقبلةُ التي يستلزمُ على الجيش العراقي القيامُ بها، كما يَعُدُّها “ديفيد بلير”، مهمةَ إبعاد “داعش” من الموصل، ويرى أن هذه المرحلةَ ستكونُ أصعبَ بكثير.
الكاتب البريطاني اعتبر أن “داعش” لن يختفيَ حتى إذا خسر جميعَ المُدُن والمناطق التي يسيطر عليها، بل إنه سيلجأ إلى حربِ العصابات وحرب المدن، فخسارتُه الفلوجة ضربةٌ موجعةٌ له.
وفي السياق ذاته أعلنت السلطاتُ العراقية أن المرحلة الثانية لاستعادة محافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل بدأت فجر السبت بينما تبذل القوات العراقية جهوداً للقضاء على ما تبقى من تنظيم “داعش” في الفلوجة التي تشكل خسارتها أكبر هزيمة للإرهابيين في العراق منذ اكثر من سنتين.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال: “لقد وعدنا بتحرير الفلوجة وها قد عادت الفلوجة، قواتنا احكمت سيطرتها على داخل المدينة لكن هناك بعض البؤر التي تحتاج الى تطهيرها خلال الساعات القادمة”.
وكان قطعاتُ الشرطة الاتحادية “الرد السريع” دخلت لما تسمى بـ”المحكمة الشرعية” في حي نزال في الفلوجة بمحافظة الأنبار، وعثرت عن سجون التعذيب فيها.
وذكر قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان أن السجونَ داخل المحكمة تنقسم إلى سجن لعناصر التنظيم وآخر لما يطلق عليهم الرعية وسجن صغير خاص بعناصر القوات الأمنية الذين يتم اعتقالهم.